الحلقة (478)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (56)الى (66)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص
" جهنم يصلونها فبئس المهاد " (56)
وهو النار يعذبون فيها, تغمرهم من جميع جوانبهم, فبئس الفراش فراشهم
" هذا فليذوقوه حميم وغساق " (57)
هذا العذاب ماء شديد الحرارة, وصديد سائل من أجساد أهل النار فليشربوه,
" وآخر من شكله أزواج " (58)
ولهم عذاب آخر من هذا القبيل أصناف وألوان.
" هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار " (59)
وعند توارد الطاغين على النار يشتم بعضهم بعضا, ولقول بعضهم لبعض: هذه جماعة من أهل النار داخلة معكم, فيجيبون: لا مرحبا بهم , ولا اتسعت منازلهم في النار, إنهم مقاسون حر النار كما قاسيناها.
" قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار " (60)
قال فوج الأتباع للطاغين: بل أنتم لا مرحبا بكم؟ لأنكم قدمتم لنا سكنى النار لإضلالكم لنا في الدنيا, فبئس دار الاستقرار جهنم.
" قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار "(61)
فال فوج الأتباع: ربنا من أضلنا في الدنيا عن الهدى فضاعف عذابه في النار-
" وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار " (62)
وقال الطاغون: ما بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار الأشقياء؟
" أأتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار " (63)
هل تحقيرنا لهم واستهزاؤنا بهم خطأ, أو أنهم معنا في النار, لكن لم تقع عليهم الأبصار؟
" إن ذلك لحق تخاصم أهل النار "(64)
إن ذلك من جدال أهل النار وخصامهم حق واقع لا مرية فيه.
" قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار " (65)
قل- يا محمد- لقومك: إنما أنا منذر لكم من عذاب الله أن يحل بكم; بسبب كفركم به, ليس هناك إله مستحق للعبادة إلا الله وحده, فهو الواحد في خلقه, القهار الذي قهر كل شيء وغلبه
" رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار " (66)
مالك السموات والأرض وما بينهما العزيز في انتقامه, الغفار لذنوب من تاب وأناب إلى مرضاته.