الحلقة (474)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (12)الى (22)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص
" كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " (12)
كذبت قبلهم قوم نوح وعاد, وفرعون صاحب القوة العظيمة,
" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب " (13)
وثمود وقوم لوط وأصحاب الأشجار والبساتين وهم قوم شعيب.
أولئك الأمم الذين تحزبوا على الكفر والتكذيب واجتمعوا عليه.
" إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب " (14)
إن كل من هؤلاء إلا كذب الرسل, فاستحقوا عذاب الله, وحل بهم عقابه.
" وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق " (15)
وما ينتظر هؤلاء المشركون لحلول العذاب عليهم إن بقوا على شركهم, إلا نفخة واحدة ما لها من رجوع.
" وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " (16)
وقالوا: ربنا عجل لنا نصيبنا من العذاب في الدينا قبل يوم القيامة, وكان هذا استهزاء منهم.
" اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " (17)
اصبر- يا محمد- على ما يقولونه مما تكره , واذكر عبدنا داود صاحب القوة على أعداء الله والصبر على طاعته, إنه تواب كثير الرجوع إلى ما يرضي الله.
(وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم).
" إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " (18)
إنا سخرنا الجبال مع داود يسبحن بتسبيحه أول النهار وآخره
" والطير محشورة كل له أواب " (19)
وسخرنا الطير معه مجموعة تسبح , وتطيع تبعا له.
" وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " (20)
وقوينا له ملكه بالهيبة والقوة والنصر, وآتيناه النبوة, والفصل في الكلام والحكم.
" وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " (21)
وهل جاءك- يا محمد- خبر المتخاصمين اللذين تسورا على داود في مكان عبادته,
" إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط " (22)
فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا له: لا تخف , فنحن خصمان ظلم أحدنا الأخر , فاقض بيننا بالعدل , ولا تجر علينا في الحكم, وأرشدنا إلى سواء السبيل.