عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-06-2019, 03:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا ننتظر من جيل المستقبل؟

ماذا ننتظر من جيل المستقبل؟

فهد الخزّي



هل يهتم الجيل الحالي بالدراسة ويهمل الأخلاق؟ وهل معلمو اليوم قريبون من جيل المستقبل؟ وماذا ينقص المناهج الدراسية حتى نكون في مصاف الدول المتقدمة؟ وهل رفعة المجتمعات تعتمد على إخلاص جيل المستقبل؟

هذه التساؤلات لاتزال مثار حديث التربويين والمتخصصين وأولياء الأمور في الوقت الراهن مع انتشار الأجهزة الذكية الحديثة في جميع مناحي الحياة.

فالإسلام اعتنى بالعلم عناية خاصة؛ حتى إن أول ما نزل على سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم" كان {إقرأ}، فالتعلم من الأمور المفروضة على المسلمين رجالا ونساء.

وتتقدم الأمم بالعلم؛ إذ هو الذي يساعد على النهوض، ويقضي على التخلف والرجعية والفقر والجهل والأمية وغيرها من الأمور التي تؤخر مسيرتنا، فالعلم من أهم ضروريات الحياة، كالمأكل والمشرب وغيرها.

والعلم يحتاج إلى صبر ومجاهدة نفس، فأفضل العلماء خرجوا من رَحِم المشقّة، فكلّما زادت مشقّتهم زاد عِلْمُهم، أمّا لو جاء العِلم سهلا ميسرا بدون تعب، لذهب سهلا بدون جهد.

والأمة العربية والإسلامية تنتظر من جيل المستقبل الكثير الكثير بالرغم أن المؤشرات والأدوات المستخدمة حاليا لا تسر، فالإرادة القوية والإبداع والتفكير هي الأسس المتينة لسلوك طريق تربية أجيال قادرة على بناء المجتمعات والمشاركة في نهضة الأمة.

نحن لا ينقصنا عن التعليم الغربي أي شيء، سواء كانت قدرات بشرية أو مادية، فلدينا أفضل العقول والكفاءات، ولكن من الضروري الوعي بأهمية التغيير والتحفيز والعناية الخاصة بعماد الأمة ومستقبلها ألا وهو الأجيال القادمة.

واليوم لم تعد الفصول الدراسية التقليدية قادرة على منافسة الأساليب الجديدة.. الأمر الذي دفع العديد من المدارس إلى دخول معترك التقنية لجذب انتباه الطلاب من خلال تقنيات وتطبيقات التعلم الإلكتروني في الفصل الدراسي والمناهج التعليمية.

إن جيل المستقبل في حاجة ماسة إلى الجمع بين تطور التعليم ورقي الأخلاق، فلا يمكن تفضيل جانب على حساب الآخر، لأن كليهما عامل أساس في تقدم المجتمعات وتطورها ولحاقها بمصاف الدول المتقدمة.

كما ينبغي تطوير المناهج والاستفادة من تجارب الآخرين بما يضمن التطور الطبيعي لقطاع التعليم الذي يعد العمود الفقري للتنمية في أي مجتمع.

وتطوير التعليم لا يقتصر فقط على الطالب وإنما يحتاج أيضا لإعداد جيل جديد من المعلمين والأساتذة القادرين على خدمة أوطانهم ومواكبة مصادر التعليم الحديث.

ولابد أن يكون هناك تلازم بين التعليم والتربية المرتكزة على الأخلاق والقيم والمبادئ لأن التعليم هو الحقل الأنسب لترسيخ المنظومة الأخلاقية المتوافقة مع تطلعات مجتمعاتنا.

وكما قال الإمام الشافعي:

يا صاحب العلم مهلا لا تدنســــــــه بالموبقات فما للعلم من خلــــــــــف

الــعلــــــم يرفع بيتــــــا لا عـــــماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.81 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]