عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-03-2019, 09:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الزبدة من زبدة المناسك وعمدة الناسك بالمناسك

الزبدة من زبدة المناسك وعمدة الناسك بالمناسك



نظمُ العلّامة الشّهيد يوسف بن عبدالكريم الأنصاريّ المدنيّ الحنفيّ - توفي (1177هـ)




حقّقها واختصَرَها: محمود محمد الكبش



هذا نظمٌ في المناسك بديعٌ، جمَعَ فيه مؤلِّفُه ما ذكرَهُ الإمامُ الملا رحمةُ الله السّندي في كتابه الوجيز «المنسك الصّغير»، فأتى

عليه جميعه سبْكًا ونظْمًا، فأحكم وأبدع، وأخرج لنا نظمًا في (المذهب الحنفيّ) غايةً في الرّوعة والسّلاسة.

وقد اعتمدتُ على نسختين؛ أحدهما من مكتبة الشيخ عارف حكمت بالمدينة المنورة كُتِبَتْ عام (1239هـ)، والأخرى بخط

الشيخ عبد القادر السندي المدني كُتِبَتْ عام (1310هـ)، فقابلتُ بين النُّسختين، ثمّ ضبطتُ نصَّها، وقدّمتُ لها، وشرحتُ في

الأصل المحقَّق غريبَها، وعلّقتُ عليها، وقد بلغ عدد أبياتها قبل الاختصار (486) بيتًا.

وها نحن نضع بين يدي القارئ الكريم «زبدة الزبدة»؛ بنحو (130) بيتًا بعد الاختصار والتهذيب، ولعل الأصل يخرج

مطبوعًا قريبًا بإذن الله تعالى كاملًا غير منقوص.

أما النّاظم فهو العلّامة الشّيخ الفاضل النِّحرير الفقيه البارع يوسف بن عبد الكريم الأنصاريّ المدنيّ الحنفيّ، ولد بالمدينة

المنوّرة سنة إحدى وعشرين ومائة وألف (1121هـ)، ونشأ على طلب العلم والأدب؛ فأخذ عن والده، والشّيخِ محمد بن

الطيب الفاسي، والشّيخِ أبي الطاهر محمد بن إبراهيم الكوراني، والشّيخ أبي الطّيب السّندي، وغيرهم.

وألّف ونظَم ونثَر؛ ووجّه له منصب الافتاء بالمدينة.

ومن مؤلفاته: هذه المنظومة (زبدة المناسك وعمدة الناسك بالمناسك)، وقد شرحها الشيخ مصطفى الأيوبي الرحمتي شرحًا

لطيفًا. وللناظم أشعار كثيرة، ومؤلفات بديعة، وكانت وفاته شهيدًا بالمدينة المنورة سنة سبع وسبعين ومائة وألف (1177هـ)،

ودُفن بالبقيع رحمه الله تعالى(1).

المقدمة

الحمدُ لله الذي قد جَعَلا

حتّى غَدَا مثابةً وأمْنا

وفَرَض الحجَّ على الجميعِ

ثمّ الصّلاةُ والسّلامُ العاطِرْ

وعلّم المناسكَ الأناما

وآلِهِ والصّحْبِ ما داعٍ دَعَا،

مِن مُسلمٍ يأتي بهذا الحجِّ

وبعد؛ فاعْلم أنّ للحجِّ جُمَلْ

وليس بالجهلِ بها من عذْرِ؛

وقد نظمتُ هذه المنظومَهْ

وجيزةً قريبةً للفهمِ

سمَّيْتُها بزبدةِ المناسكِ

تبـصرةً لطالبِ البدايَهْ

جعلتُها لِبَيْتِهِ منهاجَا

وأسالُ اللهَ بها أنْ ينفعا

الحجُّ فرضٌ مرّةً في العمْرِ

وفرضُه العينيُّ بالكتابِ،

ثمَّ عليه انْعَقَدَ الإجماعُ،

شرائطُ الوجوبِ فيه سبْعَه؛

إن في ديار الحرْب، والبلوغُ

والوقْتُ، والحرِّيَّةُ، استطاعَه؛

وخمسةٌ شرائطُ الأداءِ،

وعدمُ الحبْس، وأمنُ الطُرُق

وعدمُ العِدَّة؛ أي في حقِّها

موانعُ الحجِّ: عدوٌّ، وفِتَنْ،

منها: الصّبا، وعدّةٌ، ورِقُّ،

والحـصْرُ في العمرة والحج سَوا،

فتلك عشـْرَةٌ أتَتْكَ كاملَهْ

ميقاتُ أهلِ الشّامِ بطْن الجُحْفه،

وللعِراقِيِّينَ ذاتُ عرْقِ،

ثمّ يَلَمْلَمٌ لأهلِ اليَمَنِ.

الحجُّ إفرادٌ، قِرانٌ، مُتْعَه؛

فالأوّل: النيَّةُ بالحجِّ فقط،

فهو القِرانُ، وهو للآفاقي،

وبعدَهُ فالأفضلُ التَّمَتُّعُ،

في أشهرِ الحجِّ أتَى بالعمْرَهْ،

مِن غيرِ إلمامٍ صحيحٍ آتي

ولا تمتُّعٌ ولا قِرانُ

فرائضُ الحجِّ ثلاثةٌ فَقَط

ثمّ الوقوفُ، والطّوافُ، وهما

فهذِهِ فروضُهُ لا غيرها،

فرضانِ في إحرامِهِ: التّلبيةُ،

ونيةُ الطّواف قالوا فرْضا،

وواجباتِ الحجِّ خُذْ يقِينَا

أوَّلُها: الإحرامُ مِن ميقاتِهِ

كذلك البدايةُ مِنَ الصَّفَا

ثمَّ استدامةُ الوقوفِ موقِفَه

كذا وقوفُ ما أتى مختارا

كذلكَ الوقوفُ في المزدَلفَه

والرميُ للجِمارِ في أيّامِهِ،

وواجبٌ كونُهُما في الحَرَمِ،

كذلكَ الطّوافُ للوداعِ

والمشـــيُ في السّعْيِ وفي الطّوافِ

وركعتا الطّوافِ للزِّيارَهْ

وسَتْرُ عورةٍ، وقدْرٌ طاهِرُ

وأكثر الطَّواف للزِّيارَهْ

وكلُّ ما زاد على أكثرِهِ

ثمّ الطّوافُ مِن ورا الحطيمِ

وذبحُ قارنٍ وذِي تمتُّعِ

وواجبٌ ذبحُهُما يا صاحِ

وسُنَنُ الحجِّ تُعدُّ تِسعَهْ

أوّلُها: الطّوافُ للقدومِ،

لمفردٍ وقارنٍ، كذا الرّمَلْ

والمشـيُ في باقي الطّواف بالمهَلْ،

هرولةٌ في وسَطِ الميلَيْنِ،

ثمّ المبيتُ جاءَ بالمزدَلفَهْ،

والغُسْلُ سنَّةٌ أوِ التَّوَضِّي

واللُّبس للإزارِ والرِّدَاءِ،

وبعدَها الإحرامُ، والتّكرارُ

والابتداءُ في الطّوافِ بالحَجَرْ،

كذا استلامُ ركنِهِ اليمانِي

والاضْطِباعُ في طوافِ حجِّ

كذاك بين السّعْيِ والطّوافِ

والذِّكْرُ في الطّواف والمتابعَهْ

كذاك في أشواطِه الجميعِ،

وخُطبةُ الإمامِ في ثلاثِهْ

والغُسْلُ للوقوفِ، والنُّزولُ

والمستحبّاتُ له كَثِيرَهْ

أكثرُها يختصُّ بالإحرامِ

منها: فيستحبُّ عند النِّيّهْ

وقصُّ شاربٍ، وحلْقُ العانَهْ،

ونَتْفُ إبطَيْهِ أو الحلاقَهْ،

ولْيَغْتَسِلْ بالسِّدرِ مُنقِي البَشَـرَهْ

ولُبْسُ ثَوْبَيْنِ: إزارٌ ورِدَا،

أفضلُ فيه، أو مغَسَّلَيْنِ

ثمّ يصلِّي سُنّةَ الإحرامِ،

وكُرِهَ التّقديمُ للإحرامِ

كذلك الإحرامُ فاعرِف أمْرَهْ

والعقدُ للرِّداءِ والإزارِ

وعصبُ شيءٍ مِنه أي مِن نفسِهِ

كذا انتفاعٌ منه بالممنوعِ

وترْكُ ما كان مِن الصُّعودِ

كذلكَ المبِيتُ في غيرِ مِنَى

وعندنا العمْرَةُ – صاحِ - سُنُّهْ

فاعلم بأنّ ركنَها شيْئَانِ،

فرُكْنُها: الإحرامُ، والطَّواف،

وحكمُها كالحجِّ في الإحرامِ،

ميقاتُها التّنعيمُ للمكِّيِّ،

وصِفَةُ الأداءِ حيثُ دَخَلا

فطافَ للعمرةِ مثلَ الحجِّ،

ثمَّ لْيُصَلِّ ركعتَينِ تِلوَهْ،

ثمّ لِيَحْلِقْ أو يقصَّ شَعَرَهْ،

ويفسُدُ الحجُّ على الإجماعِ

كذاكَ قبْلَ أكثرِ الطّوافِ

والحكمُ في كلٍّ يكونُ واحِدا

ويلزم المضـيُّ في الأفعالِ

ثمّ القضاءُ واجبٌ مِن قابلِ

واعلمْ بأنّ حاصلَ الجنايهْ

عبارةٌ فيهِ عنِ ارْتكابِ

إن كان في الإحرمِ أو في الحَرَمِ

ومثلُهُ تغطيةٌ للرّاسِ،

وكالجماعِ، وإزلةِ الشَّعَرْ

وتركِ واجبٍ، وقطعِ الشَّجَرِ

الهديُ ما يهدونَهُ إلى الَحرَمْ

أقلُّه شاةٌ، ويُجْزِي فِيهِ

والشّاةُ تجْزي ترْكَ ما قد وَجَبَا

أو جامع المحرِم بعد ما وَقَفْ

ويأكلُ المهدي إذا تطوّعا

كَذَا مِن القِرانِ، لا من غيرِهِ،

وكلُّ ما مرّ عليكَ مِن دَمِ

وَمَن نّوى الرِّحلةَ للرُّجوعِ

ثمّ لْيُصَلِّ ركعتَيْنِ فيهِ

ثمّ لْيُوَدِّعْ باكيًا خيرَ البَـشَرْ

مصلِّيًا مسلِّمًا وباكيَا

هذا؛ ونرجُو الواجبَ العِبادَه

والنُّطْقِ بالتّوحيدِ والإقرارِ

صلّى عليه اللهُ ما نامٍ نَما

أزْكى صلاةٍ لا تزالُ دائمَهْ

إمدادُها مِن رحمةِ اللهِ بَدَا

لبيتِه العتيقِ فضلاً وعُلا

للنّاس؛ فهْو المستجارُ الأسنا

مِن قادرٍ عليه مُستطيعِ


على نبيٍّ شَعَّرَ المشَاعِرْ
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.04%)]