عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-03-2012, 08:03 PM
الصورة الرمزية إسلامنا نور
إسلامنا نور إسلامنا نور غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
مكان الإقامة: & بقلبى بين ربوع الشام &
الجنس :
المشاركات: 3,851
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من القلب إلى القلب رسالة خاصة إلى (( الفتاة الجامعيَّة))

· يافتاة الجامعة : خدعوك فقالوا حريَّة وتقدميَّة:
ألف أحد المفكرين العالميين وهو"بليرداجو" ـ رئيس مدرسة التحليل النفسي العلمي، ومقرها سويسرا ـ كتاباً اسمه "المرأة: بحث في سيكولوجيا الأعماق" وذكر في هذا الكتاب أنَّ أهم خدعة خدعت بها المرأة في هذا العصر هي التحرر والحرية، وفي الواقع أنَّ المرأة، ولو علت وادعي أنَّها متحررة وتمارس شؤونها بنفسها فليست إلاَّ أنَّها سقطت أكثر في عبودية الرجل!!
يا أخت الإسلام:
إنَّ أعظم ما خدعك به أعداء الإسلام من دعاة تحرير المرأة ، وأولى بهم أن يسمَّوا : دعاة تجرير المرأة المسلمة إلى الهاوية، أن قالوا لكِ:
إنَّ ما تقومين به من لبس الحجاب الشرعي الكامل الساتر لجسدك تنطع وغلو!
وإنَّ ما تقومين به من لبس النقاب رجعيَّة وتخلُّف!
وإنَّ جلوسك مع فتيات الجامعة فحسب مجرد وساوس، فما الفرق بين الشبان والفتيات!
وإنَّ وقارك وسمتك وأدبك وحياءك وحشمتك دليل على بعض العقد النفسيَّة التي تعاني منها المرأة الصالحة!
وإنَّ مطالبتك بالدارسة في جامعات أو قاعات غير مختلطة تزمت وتشدد، وكأنَّك غير واثقة من نفسك!!
وهنالك الكثير من الفتيات من يرددن هذا الكلام، ويستمعن إلى أربابه ومناصريه، وكأنَّ لسان حالهم يقول:
قالت : أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَـدُّ
***
فأجبتُها والحزن يعصفُ بي: *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدُّ
والله ما أَزْرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُ حدُّ
هو يا أختاه كلام لأهل المجون والتحرر من ربقة الإسلام...
كلام لا أشبهه إلا بما قاله الله تبارك وتعالى:زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) فهؤلاء ليس لهم قصد إلاَّ جر المرأة في أسفل سافلين؛ لكي ينزعوا عنها حشمتها ووقارها، وأدبها وحياءها!!
ومن طريقتهم نعرفهم؛ فإنَّا نرى العجب العجاب في تعرية الفتاة، فلربما نراهم يعلنون عن (عَجَلِ) سيارة، ويضعون أفخاذ الفتاة مكشوفة داخل (العَجَل)، ويعلنون عن اتصالات هاتفية ونراهم يدخلون صورة الفتاة الجميلة الكحيلة، وفي كل شيء تظهر المرأة بطريقة تشي وتشعر الآخرين أنَّ هنالك وراء الأكمة ما وراءها بعملية التعرية لصورة المرأة وكأنَّها سلعة يتاجر بها دون أي احترام أو تقدير.
فأي حريَّة وأي حضارة وأي تقدم وأي رقي لأدعياء تحرير المرأة ؟!!
إنَّ هذا ليس إلاَّ هبوطاً أخلاقياً، وسفالاً روحياً ، بل هي رجعية وتخلف، فنجد دعاة تحرير المرأة والمنخدعين بها من الرجال والناعقات بها من النساء لا يرسِّخون إلاَّ الرجعية السابقة أيام الجاهليَّة، والتي تدعو للرذيلة وعدم الطهر وإظهار النساء بمظهر العري والفحش.
لقد كانت الجاهليَّة القديمة أعقل حيث كانت المرأة البغي حين تريد الذهاب للحج ، وتغطي عورتها بيدها وتقول:
اليومَ يَبدو بعضُه أو كلُّه وما بَدا منهُ (فلا) أُحلُّهُ
وأمَّا هؤلاء التحرُّريُّون فإنَّ المرأة عندهم كائن مستخف به، فتُعْرَض في دور البغاء، وفي المسلسلات العارية، وكأنَّ حال تلكم النساء العاريات تقول :
اليومَ يَبدو بعضُه أو كلُّه وما بَدا منهُ (فإني) أُحلُّهُ !
حتَّى لو ذهبت الفتاة التي عصت ربَّها وأرادت أن تذهب لحج أو عمرة لتُكََفِّر بها عن خطاياها،للمزوها واستهزؤوا بها، وقالوا ألا تذكرين معاصيك وما اقترفتيه سابقاً، وكيف تريدين أن تكون امرأة طاهرة وقد كنت تفعلين كذا وكذا من أنواع الفحش!
وهكذا دعاة تحرير المرأة فإنَّهم لا يريدون للإنسانيَّة إلاَّ أن تنحرف عن مسار ربِّها ، ودينها وشريعتها ، وتتحرر من القيود الفكرية !
إنَّها حريَّة (جون لوك ) تلك الحريَّة المنفرطة عن القيم والمبادئ !!
ولهذا نجد الله تبارك وتعالى يُبَيِّنُ حال هؤلاء الذين يريدون للفتاة المسلمة والشباب المسلم أنة ينغمس في شهواته دون رادع أو مانع أو رقابة لله تعالى، فيقول سبحانه: ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) سورة النساء آية 27.
أليس هذا قمَّة التخلف والرجوع لقرون العصور الكهفيَّة الظلاميَّة التي لم تكن تعبأ بانتشار الرذيلة، بل تحارب من يحاربها ، كما هو حال القوم العلمانيين في هذه الأزمان المتحضِّرة ! وهذا رجوع إلى الوراء؛ لأن العري بأنواعه كان من مظاهر التخلف الإنساني في العصور القديمة، فما أشبه الليلة بالبارحة !
ثمَّ بعد ذلك يأتون وينقنقون قائلين: إنًَّ المرأة الملتزمة بدينها رجعيَّةّ!
ويحهم! ما دروا أنَّ أولئك الذين ينبئونها بالسفور والتبرج أنَّهم يعيدونها إلى ما كانت عليه المرأة في العصر الحجري الصخري الجاهلي بما كانت عليه من التفسخ والمجون والانحلال، فحقَّ لنا أن نقول كذلك رمتني بدائها وانسلت)!!
· مفهوم الحجاب الشرعي:
الكثيرات من النسوة يلبسن حجاباً، ولكنَّ أكثرهنَّ لم يلبسن الحجاب الشرعي الكامل، فحجابهنَّ بحاجة إلى حجاب!
إنَّ الحجاب الشرعي يا فتاة الإسلام مفهومه أن تبعدي عنك الأبصار التي لا تغض بصرها عن جسدك، فليس الحجاب لأن تكون المرأة جذَّابة بحجابها فتَّانة بلباسها، مزكشة جلبابها، فإنَّ هذا أبعد ما يكون عن الحجاب!
لأجل ذلك فقد اشترط العلماء رحمهم الله تعالى للبس الحجاب شروطاً لا يكتمل الحجاب إلاَّ باكتمالها، وكلُّ هذه الشروط عليها أدلَّة شرعية، فليست هي من بنات أفكارهم كما يقال! بل مبنيَّة على أصول شرعيَّة مستمدَّة من الكتاب والسنَّة النبويَّة المطهَّرة، سأجملها في هذا المقام مع الاقتصار على بعض الأدلة الشرعيَّة الدالَّة على ذلك الشرط، وهي على النحو الآتي:
1) أن يكون الحجاب ساتراً للجسد ومغطياً له.
فالله تعالى يقول : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنَّ من جلابيبهنَّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) سورة الأحزاب59).
في هذه الآية يأمر الله تعالى جميع النساء المسلمات بالحجاب الشرعي الكامل، حتَّى إذا لبسنه كان ذلك الحجاب صيانة لهنَّ، فيما إذا لم يلبسوه لحصل عليهنَّ نوع من الإيذاء وذلك لأنَّهن إذا (لم يحتجبن ربما ظنَّ أنَّهن غير عفيفات، فيتعرض لهنَّ من في قلبه مرض فيؤذيهنَّ) ما بين القوسين من كلام الشيخ المفسٍّر عبد الرحمن السعدي في تفسيره.
فالحجاب قبل كل شيء طاعة لله تعالى، ولكي تحفظ الفتاة على جسدها من أن تناله النظرات المريبة، ولكم استوقفني طلب المرأة السوداء التي كانت تصرع، فطلبت من رسول الله أن يدعو لها، فقال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"، فقالت: "اصبر، ولكني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، والحديث متفق عليه.
وصدق من قال: لله درُّها لقد أقلقها تكشفها وقت صرعها وحال عذرها، فما بال صحيحات الأبدان اليوم؟
2) ألاَّ يشبه الحجاب لباس الكافرات.
فرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:من تشبَّه بقوم فهو منهم) أخرجه أحمد وأبو داود بسند صحيح.
3) أن يكون الحجاب فضفاضاً واسعاً غير ضيق فلا يُجَسِّم ولا يُكَسِّم.
عن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، ففال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مالك لم تلبس القبطية؟)
قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مرها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها) أخرجه أحمد والبيهقي، وقال الذهبي: إسناده صالح، وحسَّنه الألباني.
ففي هذا الحديث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تجعل المرأة تحت القبطية غلالة - وهي شعار يلبس تحت الثوب - ليمنع وصف بدنها والأمر يفيد الوجوب كما هو معلوم عند الأصوليين.
وعن هشام بن عروة رحمه الله أن المنذر ابن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهيَة رقاق عِتاق بعد ما كف بصرها فلمستها بيدها ثم قالت أفٍّ ردوا عليه كسوته فشق ذلك عليه وقال يا أمه إنه لا يشف قالت إنها إن لم تشف فإنها تصف ) رواه ابن سعد وصحَّحه الألباني.
وتأملي معي يا أخت الإسلام هذا المثال العظيم الذي ضربت فيه المرأة المسلمة أروع الأمثلة في العفَّة والستر، فلقد قالت فاطمة الزهراء لخالتها أسماء : (يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع النساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها) فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة، فحنتها، ثم طرحت عليها ثوباً، فاستحسنته فاطمة وأوصت به إن هي ماتت) قال عنه الذهبي: إسناده حسن.
فكيف لو رأت بنت رسول الله ما أحدثته النساء اللاتي يعدون في زمرة الأحياء اليوم.
4) أن لا يَشِفَّ عمَّا تحته.
جاء في الحديث:صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : ..... ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلنالجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
قال ابن عبد البر رحمه الله : " أراد صلى الله عليه وسلم من النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات بالاسم، عاريات في الحقيقة " .
وذكر القرطبي في تفسيره أنَّه دخلت نسوة من بني تميم على عائشة -رضي الله عنها- وعليهن ثياب رقاق فقالت عائشة: "إن كنتن مؤمنات، فليس هذا بثياب المؤمنات"، وأدخلت عليها عروس عليها خمار رقيق، شفاف فقالت: "لم تؤمن بسورة النور امرأة تلبس هذا" (ذكره القرطبي في التفسير).
قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ نَهَى النِّسَاءَ أَنْ يَلْبَسْنَ الْقَبَاطِيَّ (جمع قبطية وهو ثوب مصري رقيق أبيض ) قَالَ وَإِنْ كَانَتْ لَا تَشِفُّ فَإِنَّهَا تَصِفُ قَالَ مَالِكٌ مَعْنَى تَصِفُ أَيْ تَلْصَقُ بِالْجِلْدِ.
5) ألا يكون معطراً.
يروي الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرَّت بالمجلس فهي كذا وكذا) يعني: زانية. أخرجه النسائي والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وعن زينب الثقفية أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيباً ) أخرجه مسلم.
6) ألاَّ يكون الحجاب زينة بذاته كأن يكون مزخرفاً ومزكشاً ومثيراً للانتباه.
فإظهار المرأة للزينة لغير محارمها حرام عليها، لأنَّها بذلك تكون متبرجة، ولأنَّها تفتن قلوب الرجال بزينتها ولباسها الفتَّان، والله تعالى يقول في ذلك قولاً فصلاً:وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلاَّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهنَّ على جيوبهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلاَّ لبعولتهنَّ....) ثمّ ذكر الله تعالى الأصناف الجائز إبداء المرأة زينتها أمامهم من محارمها.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال جاءت أميمة بنت رقيقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال لها الرسول عليه الصلاة والسلام: ( أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا , ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى ) رواه أحمد والنسائي وصححه أحمد شاكر وصححه الألباني.
ومع هذا فلا يعني حينما نقول بعدم جواز أن يكون الحجاب زينة، بأن يكون معنى ما نقصده أن تلبس الفتاة حجاباً متسخاً أو قديماً، فليس هذا مراداً لدينا قطعاً؛ فلتلبس الفتاة جلباباً نظيفاً ساتراً، فدين الإسلام يحث على النظافة وحسن الهيئة، ولكن شرط ألا تتبرج الفتاة بزينة في جلبابها أو يكون جلبابها بنفسه زينة من كثرة الزركشة والألوان المثيرة للانتباه.
7) أن لا يشبه لباس الرجال.
ممَّا جاء في سنَّة سيد المرسلين النهي عن تشبه النساء بالرجال أو الرجال بالنساء ففي الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) أخرجه البخاري، وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة المراة والمراة تلبس لبسة الرجل) أخرجه أبو داود وصحَّحه جماعة من أهل العلم.
8) أن لا يكون لباس شهرة.
وقد ورد في خصوص لباس الشهرة أحاديث منها حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) أخرجه الإمام أحمد ، وأبو داود، والنسائي وحسنه ابن حجر، والألباني، والأرناؤوط.
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: (يحرم لبس الشهرة, وهو مَا قَصَدَ به الارتفاع, وإِظهار التَّرَفُّعَ, أَو إِظهار التواضع والزهد, لكراهة السلف لذلك).
هذا هو مفهوم الحجاب الشرعي الكامل، واعلمي يا أختاه أنَّ كثيراً من الملابس التي تسمَّى حجاباً هي في حقيقة الأمر ليست إلاَّ زينة وتبرجاً، فلتحذري يا أخت الإسلام من الحجاب الذي يوقعك في غضب الجبَّار عليك، عافاني الله وإياك من غضبه سبحانه وتعالى.
· تحية صادقة إلى القابضات على الجمر :
بشرى لكنَّ من الله مع عباد الله الثابتين على الحق ، حيث يقول الله تبارك وتعالى:**إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35.
يا بنت عائشَ يا أختـاً لفــاطمــة *** ذكرتنا عز عصـرٍ غاب وانصرما
أحييت في داخلـي عرقاً أحِـسُ به *** لولاك أجْـزِمُ أن العـرق ما سلما
لله درك في عصـر تعـجُّ بـــه *** مفاتن تأســـرُ الألبـابَ والحُلُمَـا
يا من حملت كتاب الله في زمـن *** تغزو الأغاني به الأشراف والخدما
إليـك مني كُليمَـاتٍ أسطـرها *** وربّ حامِلِ فهْــم للـذي فَهِمـــَا
إلى الأخت المتحجِّبة ، التي لم يزدها فساد الكثير من الفتيات إلا ثباتاً ورسوخاً كالطود الشامخ...
إلى الأخت الفاضلة الجميلة بحيائها، المريدة لرضا ربها، التي ما بدَّلت ولا غيَّرت طوال أربع سنين في الجامعة...
إلى سيدة النساء، وملكة جمال الأدب والحياء...
إلى الأخت المتحضرة المتقدمة في زمن الرجعيَّة إلى العري والفساد كما كانت نساء الجاهلية ...
أقول لكنَّ : جزاكن الله خيراً على ثباتكن ، وهنيئاً لكنَّ الثبات في زمن الغربة، والاصطفاف مع الحق وأهل الحق، فأنتنَّ شموس الجامعة الحقيقيات، وأنتنَّ اللواتي اقتديتنَّ بنساء الصحابة الفاضلات ، وأنتن اللواتي تجددن ما كان في عصر الصحابيات من الحياء والعفة والخلق الحميد، وأنتنَّ اللواتي لا تركنَّ إلى قول الشباب المعسول ، فلا يغرركن المظهر، ولا يعجزكن فهم المخبر، فبدينكن وتقاكن فهمتنَّ الجوهر... ولسان حال كل واحدة منكنَّ للشباب الفاسد المعاكس:
إليك عني إليك عني *** فلست منك ولست مني
إلا إنَّما سعادتكن بثباتكن ...
ألا أنَّ الله تعالى سيعلي لكنَّ درجاتكن...
فمزيداً من الصمود والثبات..
أختاه يا من ترتدي جلبابها *** مختارة من خيفة الرحمن
أختاه أنت البدر في غسق الدجى *** أختاه أنت عدوَّة الطغيان
أختاه سيري وفق نهج محمد *** كي تظفري بمراتب الإحسان
أختاه سيري لا تليني للعدا * فالحق منصور مدى الأزمان
أختاه إن الشمس في كبد السما *** تعطي أشعتها بلا استئذان
فالشمس أنت وهل يضيرك أنها *** قد أنكرت من سذَّج عميان
يا أخت الإيمان..
إنَّ عليك واجب أخذه عليك رسول الهدى والسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم...
إنَّ عليك أن تجتهدي في إخراج هؤلاء النساء والفتيات المتبرجات من غفلتهنَّ ، فإنَّ هذا دور الفتاة الداعية إلى الله، أن تقوم بواجبها تجاه بنات جنسها، فإنَّ دعوة النساء بعضهن لبعض أقوى وأنفع وأتقى للقلوب من دعوة الرجال لهنَّ، فأين دوركنَّ في دعوة الفتيات في الجامعات؟ وأين محادثتكن لهنَّ؟ وأين تأثيركنَّ عليهنَّ؟ وأين المسؤولية الفرديَّة الدعويَّة التي ستسألون بها أمام ربكنَّ؟!
ألا من هبَّة لله ، وعزمة أبيَّة تُعدن فيها أحاديث رسول الله، وسراج هادي من كتاب الله تتلونه عليهنَّ، ومنار الهدى من حديث من جاء بخير الهدي محمد بن عبد الله تعلمن به بنات جنسكنَّ...
إنَّ الواجب الدعوي عليكنَّ خطير، فقد ثبت في الحديث الصحيح:النساء شقائق الرجال) أخرجه أبو داود وحسَّنه ابن حجر وصححه الشوكاني والألباني.
فما دام أنَّ الرجل ملزم بالنصيحة ، وما دام أنَّ الدين النصيحة، فهذا دوركن بالنصح لله ولإماء الله من الفتيات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة)، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه مسلم في صحيحه.
وقال جرير بن عبد الله البجلي أحد الصحابة رضي الله عنهم : ( بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) أخرجه البخاري في صحيحه.
وطوبى لكنَّ وهنيئاً بهذه الهدية التي يهديها لكنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال:لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) أخرجه مسلم.
وقوله عليه الصلاة والسلام: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا يُنقَصُ من أجورهم شيئاً) أخرجه مسلم.
يا درة في سماء العز لامعة *** إن البغاة لفســّاق وفجَّار
هلمي فنصرة دين الله تجمعنا *** ولو لاقينا الذي لاقاه عمَّار.
وسلام الله على كل فتاة صادقة بإيمانها ومعتزَّة بحجابها ونقابها...
وسلام كذلك إلى الفتاة التي ستبدأ تراجع نفسها وتؤوب إلى ربها وتعود لحظيرة دينها...
سلام الله عليكنَّ ورحمته وبركاته
ـــــــــــــــــ
· باحث وداعية فلسطيني.
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.95 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]