عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-02-2020, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة


السادسة: ما أوحاه الله وهو فوق السماواتِ ليلَة المعراج مِن فرض الصلاة وغيرها.
السابعة: كلام الله له منه إليه بلا واسطة مَلَكٍ، كما كلّم اللهُ موسى بن عِمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن، وثبوتها لنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو في حديث الإِسراء." [زاد المعاد 1/ 78-80].


فإن قيل لماذا كان البدء بالوحي بالرؤيا الصادقة مناماً، لما لم يأته من أول الأمر؟
فالجواب: قال النووي رحمه الله:" قال القاضي رحمه الله وغيره من العلماء: إنما ابتدئ صلى الله عليه وسلم بالرؤيا لئلا يفجأه الملك، ويأتيه صريح النبوة بغتة، فلا يحتملها قوى البشرية، فبدئ بأول خصال النبوة وتباشير الكرامة من صدق الرؤيا، وما جاء في الحديث الآخر من رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر والشجر عليه بالنبوة" [شرح مسلم (2/ 374) وبنحوه ذكر القرطبي في المفهم (1/ 374)].

الفائدة الثانية: في الحديث الخلوة وأهميتها للعبد ليتفرغ للعبادة،وهذا ماكان يفعله صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي وبعد مبعثه حتى صار من الخلوة عبادات مشروعة يومية كقيام الليل وسنوية كالاعتكاف في رمضان، وما ذاك إلا لأهميتها وأثرها على قلب العبد كونها رابطاً وثيقاً بين العبد وربه جل وعلا، وتختلف أهميته الخلوة والعزلة باختلاف الزمان والمكان والحال، وسيأتي مزيد بيان لأحوالها، والحاجة لها في وقت الفتنة أشد، قال الخطابي رحمه الله:" والعزلة عند الفتنة أنبياء وعصمة الأولياء وسيرة الحكماء الألباء، والأولياء فلا أعلم لمن عابها عذراً" [العزلة للخطابي ص(8)].
والمقصود وجود العزلة والخلوة في حياة العبد وأما التزامها فهو يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص فقد تكون الخلطة للداعية أفضل على ما سيأتي بيانه وتفصيله، إلا أن الخلوة في الجملة لابد من وجودها في حياة من يرجو إصلاح القلب ومحاسبة النفس والتفرغ للعبادة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله:" لابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وتفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه" [مجموع الفتاوى (10/ 426)] ولقد امتثل ابن تيمية رحمه الله ما قاله.
قال ابن القيم رحمه الله:" كان ابن تيمية في بداية أمره يخرج أحياناً إلى الصحراء، ويطلب الأنس بالله والشوق للقائه ويتمثل قول الشاعر: وأخرج من بين البيوت لعلّني أحدث عنك النفس بالسر خالياً" [مدارج السالكين (3/ 59)].

وتأمل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يذهب بعيداً وفي مكان يصعب الوصول إليه ليكون أبعد عن الناس وأضمن في حصول التفرغ والخلوة.
قال شيخنا ابن عثيمين:" فاختار صلى الله عليه وسلم مكاناً هو أبعد ما يكون عن الناس، وأصعب ما يكون في الصعود إليه وهو غار حراء، وهو غار في الجبل المعروف على يمين الداخل إلى مكة من الناحية الشرقية، وهو بعيد في قمة الجبل، ومسلكه صعب، ولكن الله يؤيد رسوله صلى الله عليه وسلم ليمهده للوحي بالقوة البدنية والشجاعة القلبية، وإلا فمن ينام في رؤس هذه الجبال وهذه في الليالي المقمرة والمظلمة لولا أن الله أيده بما أيده به" [شرح البخاري (1/ 26)].
وكان الأمر محبباً للنبي صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر الحديث، قال النووي رحمه الله:" قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: حببت العزلة إليه صلى الله عليه وسلم لأن معها فراغ القلب، وهي معينة على التفكر، وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويتشجع قلبه" [شرح مسلم (2/ 374)].
واخُتلف في كيفية عبادته صلى الله عليه وسلم فقيل كان يتعبد بشريعة نبي قبله، فقيل:نوح، وقيل: إبراهيم، وقيل: موسى، وقيل غير ذلك، والجمهور على أنه لم يتعبد بشريعة نبي قبله لأنه لو كان ذلك لنقل، وهو الأظهر والله أعلم وقوّى ابن حجر رحمه الله أنه يتعبد بشريعة إبراهيم. [الفتح (8/ 717)].
وقال القرطبي رحمه الله:" كل هذه الأقوال متعارضة لا دليل قاطع على صحة شيء منها، والأصح القول الأول، لأنه لو كان متعبداً بشيء من تلك الشرائع لعُلم انتماؤه لتلك الشريعة، ومحافظته على أحكامها وأصولها وفروعها ولو عُلم شيء من ذلك لنقل إذ تقتضي ذلك" [المفهم (1/ 375)].

الفائدة الثالثة: الحديث دليل على أن أول ما نزل من القرآن ï´؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ï´¾ وبه قال جمهور العلماء، وسيأتي ذكر الخلاف عند الكلام على حديث جابر رضي الله عنه الذي يليه.

الفائدة الرابعة: قوله صلى الله عليه وسلم " فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ " فيه استخدام المعلم حين تعليمه ما يكون أدعى في تنبيه المتعلم وإحضار قلبه، وفعل جبريل عليه السلام لذلك بهذه الصورة وثلاث مرات للمبالغة وإشارة إلى ما سيحصل للنبي صلى الله عليه وسلم لاحقاً من الشدة عند نزول القرآن، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة" متفق عليه وهو ما يشير إليه قوله تعالى: ï´؟ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ï´¾ (المزمل:5).
قال القرطبي رحمه الله:" وهذا الغط من جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم تفريغ له وإيقاظ حتى يقبل على ما يُلقى إليه، وتكراره ثلاثة مبالغة في هذا المعنى، وقال الخطابي رحمه الله: كان ذلك ليبلو صبره، ويحسن أدبه، فيرتاض لتحمل ما كلّفه من أعباء الرسالة" [المفهم (1/ 376)].

الفائدة الخامسة: الحديث فيه عِظَم الآيات التي هي أول ما نزل من القرآن، حيث اشتملت على مقاصد القرآن وهي التوحيد والأحكام والأخبار.
قال ابن حجر رحمه الله:" والحكمة في هذه الأولية أن هذه الآيات الخمس اشتملت على مقاصد القرآن ففيها براعة الاستهلال، وهي جديرة أن تسمى عنوان القرآن؛ لأن عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة في أوله... وبيان كونها اشتملت على مقاصد القرآن أنها تنحصر في علوم التوحيد والأحكام والأخبار، وقد اشتملت على الأمر بالقراءة والبداءة فيها باسم الله، وفي هذه إشارة إلى الأحكام، وفيها ما يتعلق بتوحيد الرب وإثبات ذاته وصفاته، وصفة فعل، وفي هذا إشارة إلى أصول الدين، وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله تعالى: ï´؟ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ï´¾ (العلق:5)" [الفتح (8/ 718-719)].
وفي البداءة بـï´؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ï´¾ (العلق:1) دلالة على أن البسملة ليست من السورة إذ لو كانت منها لذُكرت، وفي الحديث بيان سبب نزول قوله تعالى: ï´؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ï´¾.

الفائدة السادسة: الحديث فيه فضل خديجة رضي الله عنها، وحسن وقوف الزوجة مع زوجها فيما يُلمُّ به وتثبيته وتأنيسه من المخاوف التي وقعت له، وذكائها حيث استدلت بحسن صنيعه وخُلقه على أن الله تعالى لن يخيّبه، أخذته فزملته فردّت المخاوف بقولها (كلا) ثم بشّرت ثم أقسمت على ما نفته ثم استدلت بحسن صنيعه وكريم خصاله، وبعدما انتهت من التثبيت القولي شرعت بالتثبيت الفعلي فذهب به لابن عمها ورقة ليسمع منه وليكتمل حسن قيامها على ما ألمّ بزوجها رضي الله عنها وأرضاها، ولا عجب فقد شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالكمال من النساء.
قال النووي رحمه الله:" وفيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمره وتبشيره، وذكر أسباب السلامة له، وفيه أعظم دليل، وأبلغ حجة على كمال خديجة رضي الله عنها، وجزالة رأيها، وقوة نفسها، وثبات قلبها، وعظم فقهها " [شرح مسلم (2/ 377].

الفائدة السابعة: الحديث دليل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من كريم الأخلاق من قبل النبوة.
الفائدة الثامنة: فيه دليل على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب للسلامة من مصارع السوء وألوان المكاره، وفيه فضل أعمال الخير المتعدية النفع فإن أغلب ما ذكرته خديجة رضي الله عنها واستدلت به من ذلك، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:" والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

الفائدة التاسعة: الحديث دليل على جواز مدح الإنسان في وجهه لمصلحة كما فعلت خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مع المصلحة وأمن الفتنة ولهذا شواهد وتفصيل سيأتي في مظانه في " كتاب الزهد والرقائق" " باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط".

الفائدة العاشرة: الحديث فيه أن من نزل به أمر يتضمن خوفاً أو اضطراباً أو يحتاج إلى استشارة أن يطلع عليه من يثق بنصحه وصحة رأيه وتوجيهه ومن ذلك الزوجة إن كانت كذلك.

الفائدة الحادية عشرة: الحديث دليل على فضل العلم وذلك لما اشتملت عليه الآيات التي نزل بها جبريل عليه السلام من الأمر بالقراءة وأهمية العلم.
قال ابن القيم رحمه الله:" أول سورة أنزلها الله تعالى في كتابه سورة القلم، فذكر فيها ما مَنَّ به على الإنسان من تعليمه مالم يعلم، فذكر فيها فضله بتعليمه وتفضيله الإنسان بما علمه إياه، وذلك يدل على شرف التعليم والعلم" [مفتاح دار السعادة (1/ 58)]
الفائدة الثانية عشرة: في الحديث فضل ورقة بن نوفل وحسن جوابه بما عنده من العلم، وإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل إدراكه رسالته، وتمنيه إدراكه رسالته لينصره نصراً مؤزراً.
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" قال بعض العلماء فورقة بن نوفل أول من آمن به صلى الله عليه وسلم من الرجال، وهذا صحيح، لكنه أول من آمن به من الرجال قبل الرسالة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقت نزول سورة (إقرأ) لم يكن رسولاً، ولكنه كان نبياً، فأما من آمن به بعد الرسالة فهو أبو بكر رضي الله عنه " [شرح البخاري (1/ 33)].
وقال رحمه الله:" إلا أنه يعتبر صحابياً، لأن حد الصحبة ينطلق عليه، فإن الصحابي: من اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك " [التعليق على مسلم (1/ 529)].

الفائدة الثالثة عشر: في ذهاب خديجة رضي الله عنها بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ورقة وسؤاله بيان أهمية الرجوع إلى أهل العلم والذكر والاختصاص وسؤالهم.
الفائدة الرابعة عشر: في قول ورقة رضي الله عنه (يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعا) جواز تمني المستحيل في فعل الخير، لأن ورقة تمنى أن يعود شاباً وهو مستحيل عادة.
قال ابن حجر رحمه الله:" ويظهر لي أن التمني ليس مقصوداً على بابه بل المراد من هذا التنبيه على صحة ما أخبره به، والتنويه بقوة تصديقه فيما يجيء به" [الفتح (1/ 26)].

الفائدة الخامسة عشر: الحديث دليل على أن الابتلاء على الدعوة والإخراج من الأوطان سنة الأنبياء.
الفائدة السادسة عشر: في قول ورقة بن نوفل رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حين سأله" أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ" أمران:
الأول: أن سنة الله واحدة في عداء أهل الباطل لأهل الحق على مر الزمان.
الثاني: أن المجيب على السؤال عليه أن يقيم الدليل على ما يجيب به إذا اقتضى المقام ذلك [انظر الفتح (1/ 26)].

الفائدة السابعة عشر: حديث جابر رضي الله عنه وجوابه حين سأله أبو سلمة رضي الله عنه: "أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ "استدل به من قال إن أول ما نزل من القرآن " ï´؟ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ï´¾.
وجمهور العلماء على أن أول ما نزل من القرآن ï´؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ï´¾ استدلالاً بحديث عائشة رضي الله عنها وهو الصواب.
ويدل على ذلك:
أن حديث عائشة رضي الله عنها صريح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ قبل (إقرأ) شيء من القرآن حيث قال له" مَا أَنَا بِقَارِىءٍ".
أن عائشة رضي الله عنها نقلت قول النبي صلى الله عليه وسلم وتصريحه في أول نزول لجبريل عليه السلام عليه ب (إقرأ) بينما جابر رضي الله عنه أجاب من علمه، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على جواب غيره.
أن جابر رضي الله عنه كان يحدث عن فترة الوحي، أي انقطاعه ثم مجيئه بـ ï´؟ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ï´¾ بينما عائشة رضي الله عنها تحدث عن أول لقاء في الوحي وكان ب (إقرأ).
أن في حديث جابر رضي الله عنه ما يدل على حادثة غار حراء حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:"فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ " فَأَنْزَلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ï´¾.
أن الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار.
قال ابن القيم رحمه الله:" هذا قول عائشة والجمهور والصحيح قول عائشة رضي الله عنها ثم ذكر بعض الأدلة السابقة" [ انظر زاد المعاد (1/ 82)].
وقال النووي رحمه الله:" والصواب أن أول ما أنُزل على الإطلاق كما صرح به ï´؟ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ï´¾ كما صرح به في حديث عائشة رضي الله عنها... وأن أول ما نزل بعد فترة الوحي ï´؟ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ï´¾، وأما قول من قال من المفسرين أول ما نزل الفاتحة، فبطلانه أظهر من أن يذكر" [شرح مسلم (2/ 382)] وذكر بعض ما تقدم من الأدلة على ترجيح قول الجمهور.
وأما الجواب عن الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه فالمراد بها أولية نسبية
قيل: إن مراد جابر رضي الله عنه بالأولية أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أولية مطلقة وهو ما ذكره النووي رحمه الله كما تقدم.
وقيل: المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار فأول ما نزل للنبوة (إقرأ) وأول ما نزل للرسالة ï´؟ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ï´¾.
وقيل: أولية بالنسبة لنزول سورة كاملة، فبيّن أن المدثر نزلت بكمالها قبل تمام سورة (إقرأ) التي أول ما نزل منها صدرها. [انظر فتح المنعم، موسى شاهين (1/ 532)].

الفائدة الثامنة عشر: حديث جابر رضي الله عنه فيه بيان ما اشتملت عليه سورة المدثر من أهمية الدعوة والإنذار وتعظيم الله جل وعلا في النفس ونفوس الخلق وتطهير النفس من النجاسات وسائر الذنوب والنقائص، ومجانبة الشرك.
قال النووي رحمه الله: " ï´؟ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ï´¾ معناها حذر العذاب من لم يؤمن، ï´؟ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ï´¾ أي عظمه ونزهه عما لا يليق به، ï´؟ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ï´¾ قيل: معناها طهرها من النجاسة، وقيل: قصرها، وقيل: المراد بالثياب النفس أي طهرها من الذنب وسائر النقائص، ï´؟ وَالرُّجْزَ ï´¾ بكسر الراء في قراءة الأكثرين وقرأ حفص بضمها، وفسره في الكتاب بالأوثان، وكذا قاله جماعة من المفسرين والرجز في اللغة: العذاب، وقيل المراد بالرجز في الآية الشرك، وقيل الذنب وقيل الظلم" [شرح مسلم (2/ 383)].
الفائدة التاسعة عشر: اختلف في المدة التي فتر فيها الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم وانقطع عنه وحزن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، فقيل: ثلاث سنين، وقيل: سنتين ونصف، وقيل ستة أشهر وقيل أربعين يوماً وقيل غير ذلك.

الفائدة العشرون: قول النبي صلى الله عليه وسلم:" فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: دَثِّرُونِي. فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً"
قال النووي رحمه الله:" فيه أنه ينبغي أن يُصبَّ على الفَزِع الماء ليسكن فزعه".

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]