عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-02-2020, 05:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي إجازة الإمام علم الدين البلقيني لتلميذه العلامة جلال الدين السيوطي

إجازة الإمام علم الدين البلقيني لتلميذه العلامة جلال الدين السيوطي
محمد آل رحاب




سلسلة السُّبُل المُمَهَّدَة في الإجَازَات المُفْرَدة (3)










إجازة الإمام علم الدين صالح بن عمر بن رسلان البلقيني الشافعي (791 - ت 868 هـ)


لتلميذه العلامة جلال الدين السيوطي الشافعي (849 - 911 هـ)


رحمهما الله تعالى


(تُنْشرُ لأول مرة - ولله الحمد - عن نسخةٍ نادرةٍ)





نص الإجازة:


الحمد لله، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، أحمد اللهَ عدد ما أحصى علمُه، وأشكره وهو الذي عمَّ فضله وحِلْمُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا عبده ولجميع الخلق أرسلَه، صلى الله عليه وسلم، وشرَّف وكرَّم.





أما بعد:


فشرَف العلم لا يُنكر، وقصده لا يُحذر، وهو نورُ البصائر وقوتُ القلوب، وبه يُعرف المقصد الأسنى المطلوب، ومطالع أصول الدِّين ومصباحه، ومحصول أصول الفقه ومعاني بيانه ومفتاحه، وأم فروعه التي تفرَّعَت أغصانها، وظهر بحرها الحاوي ونهاية بسيطها وبيانها، فروضة فوائدها المحضة قد أزهرَت، وأغصانها قد امتدَّت وأثمرَت، وكيف لا، وهي متصلة بيَنابيع الفيض المحمدي، والمدد الأبدي؟





وإنَّ من التلامذة مَن اشتغل بالفقه الذي هو أحد العلوم الشرعية، واجتهد وسلَك في ذلك المسالِك المرْضيَّة، وتدرَّب بالتدريب ليتهذَّب بالتهذيب، وكم بحَث وأجاد، وأفادَ واستفاد؛ وهو الشيخ العالِم الفاضل المشتغل المحصل المفنِّن:


جلال الدِّين عبدالرحمن بن الشيخ العالم العلامة كمال الدين أبي بكر الأسيوطي - أسعد الله جَدَّه، ورحم أباه وجَدَّه - قرأ عليَّ من أول كتاب (التدريب) في الفقه على مذهب الإمام الشافعيِّ رضي الله عنه وأرضاه، وجعل قصور الجِنان مقره ومثواه، لوالِدي وشيخِي شيخِ الإسلام والمسلمين، المجدِّد لهذه الأمَّة أمرَ الدِّين، قدَّس الله روحَه، ونوَّر ضريحَه، إلى صلاة الجمَاعة، قراءة تَحقيق وتَدْقيق، وتَنقيح وتحقيق.





وسمع من أول (المنهاج) إلى الزكاة، ومن أول (الحاوي الصغير) إلى الزَّكاة، ومن أول (التنبيه) إلى الزَّكاة، على النمط المُشار إليه، أسبغ الله تعالى نِعَمَه عليه.





وقد استخرتُ اللهَ تعالى الذي ما خاب مستخيره، وأجَزْتُه بالتدريس في الفقه والإفتاء على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه سالِكًا في ذلك كله سبيلَ التقوى، فبه يحصل التمسُّك بالدليل الأقوى، وعليه بملازمة الاشتغال، والنظَر في كُتب العِلم وسداد الأعمال، وليكن ليِّنَ القول لِمن سألَه، ويسلك به من الطرق ما يُصلِح به عملَه.





وصدرت هذه الإجازة المباركة في يوم الاثنين الثامن والعشرين من شوال سنة ست وستين وثمانمائة[1].





وكتبه الفقيرُ إلى عفو ربِّه:


صالح بن عمر البلقيني الشافعي، حامدًا ومصلِّيًا ومسلِّمًا









[1] يعني: وعمر العلامة السيوطي رحمه الله 17 سنة!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]