عرض مشاركة واحدة
  #1211  
قديم 25-11-2013, 04:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

النخل عطاء بلا حدود

بقـلم : علاء الدين حسـن
هبَّت نسمة من هواء الصحراء القوي على مجموعة من نخيل، فأخذت تتمايل يمنة ويسرة تهز ضفائرها في طرب، ومالت نخلة برأسها على زميلة لها، تسرّ لها بكلمات كحفيف لا يمكن تبيّن معنــاه، ولكن زميلتها سمعته وفهمتـه؛ فأبعدت رأسها بسرعة معاتبة وهي ترسل أصواتاً رقيقة مرحة، بينما انهمكت أسرة مترابطة من الأشجار في رقصـة مبتكرة ..
أسرار كالبحر
إنها رمز للحياة، وأوّل القاطنين على الأرض، استضافت الإنسـان وأعطته مفردات اللغة .. حياتها سكينة وهدوء، ولها سحرها الأخّاذ، تنمو بصمت، ولا تموت إلا بعد عمر مديد .. النظر إليها اطمئنان، والبعد عنها مكابدة، خضرتها تمنح الصـفاء والنقاء، والوفاء والهناء .. أسرارها كالبحر زاخرة بوابل الحكمـة والمعرفة، وما أدركنا روعة الألوان إلا بها .. لها معانٍ بعيدة لم يُكشَف بعد إلا طلائعها .. هي صديقة الغيث، وهي شفاء .. وإنه لفرق كبير بين أن يرى أحدنا نفسه في صحراء تلفُّها الأعاصير ولا تحيط بها إلا الأودية الشاحبة، وبين أن يرى نفسه في رياض نضرة ملأى بأشجار باسقات واخضرار كالموج ينســاب .
والتشجير عبـادة يثاب عليها الإنسـان .. ولو قامت القيامة وفي يد الإنسان فسيلة ـ كما في الحديث ـ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل .
أشجارنا هي نعمة فلنحمها هذا العطاء الزاهر الوضـاء
أبداً هي الأشجار ظلٌّ وارفٌ نُعمى تجمِّل أرضـنا وغذاء
وكان من وصية السابقين للمجاهدين : " لا تقطعوا شجراً " . فالشـجر يسجد لله وينقاد لعظمته : ( والنجم والشـجر يسجدان ). الرحمن / 6 . والنجم هنا هو النبات الصغير الذي لا ساق له . وقال تعالى : ( هو الذي أنزل من السماء مـاءً لكم منـه شراب ومنـه شجـر فيه تسيمون %ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إنّ في ذلك لآية لقوم يتفكرون ).النحل / 10 11 . وتمت بيعة الرضوان تحت الشجرة، ووصفت شجرة الزيتون في القرآن بالبركة .
باسقة في علياء السماء

وهنا نقف عند تلك الشجرة الباسقة في علياء السماء، الضاربة بجذورها في عمق الأرض .. نقف عند الشجرة التي حنَّ جذعها إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقه حين صُنِعَ له المِنبر، الشـجرة المثلى في عطائهـا واستقامتها ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام .
يقول ابن القيم [ رحمه الله ] عن ثمرها بأنه من أكثر الثمار تغذية للبدن .. هو فاكهـة وغذاء ودواء وشـراب . وفي الحديث : (( بيت لا تمـر فيه جيـاع أهله )) . وفي رواية البخاري : (( من تصَّبح بسبع تمرات، لم يضـره ذلك اليوم سم ولا سحر )) . وذلك ببركة دعوة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] لتمر المدينة، فالذي يتصبح بسـبع تمرات إيماناً وتصــديقاً، فإن يقينه يزيده توكلاً على الله، وبذلك تقـوى معنوياته الجسدية والنفسية، فلا يبقى مجال للوساوس والمخاوف وحدوث سحر أو دس سم من قِبَل عدو يكيد له؛ لأن من شروط انتفاع المريض بالدواء اعتقاده النفع به .
وجاء الحثّ على الإفطار على التمر : (( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر؛ فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فالماء )) . فالتمر يُمتَص في فترة قصيرة جداً؛ ليعوض الدم عن نقص السـكر. وكان الرسـول الكريم يمكث ثلاثـة أهلّة في شهرين وطعـامه وطعام أهل بيتـه: التمر والمـاء.
ومعـروف أنه كان أكمـل الناس في الخلق والخليقة والصـحة والعافية.
وبالوقوف على ما طالعنا العلم الحديث عن مخازن الغذاء في التمر؛ لن نستغرب كيف كانت جيوشنا تفتح الأمصار بجنود لا يقتاتون إلا بضع تمرات.
تأريخ يتحدث :
يمتد موطن النخيل من غرب إفريقيا حتى حوض السند، ومن تلك المناطق انتشر النخيل إلى الهند والشرق الأقصى، وثمة آراء تفيد بأن الخليج العربي هو الموطن الأصلي الذي نشأ فيه النخيـل.
وتعود زراعة النخيل إلى أكثر من عشرة آلاف عام، وأهم البلاد التي تعنى بزراعة النخيـل: العراق والسعودية ومصر وإيران والجزائر والمغرب .. حيث تنتج هذه البلاد 85% من الإنتاج العالمي.
ويتوقف نجاح زراعة النخيل على كمية الماء المقدمة له، وتتمثل عملية الري حديثاً بالنافورات، أما السماد فتتوقف كميته على نوع التربة وعمر الأشجار.
ويتكاثر النخيل إما بواسطة البذور، وإما بواسطة الشتلات التي يتم اختيارها عادة من أفضل الأصناف، على أن لا تقل المسـافة بين الواحدة والأخرى عن مترين .. وتأتي الأمطار رحمة من الله سبحانه؛ لتكون كفيلة بغسل النخيل ورفع البلاء عنـه .
أنسنة النخلة
النخلة مستقيمة معتدلة تماماً كالإنسان، إذا قُطع رأسها ماتت، وتتأثر بموت من جاورها، وكذلك بموت زارعها، وهي تعشق كرام الناس، وتعوِّض بأكثر مما يكرمها الإنسـان، لها قبائل وأصلها واحد، وثمرها مختلف في الطعم واللون، تعبِّر عن الضيق والعطش، وتعيش عمراً كعمر الإنسان .
عن ابن عمر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي). فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: (هي النخل)متفق عليه.
ولقد قيل :
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يُرمى بصخرٍ فيعطي أطيب الثمرِ
من أوجـه المقاربة
النخيل من أطول الأشجار، والجمل من الحيوانات الكبيرة، والنخيل من أرقى النباتات، والجمل من أرقى الحيوانات، وكلاهما ذو منظر جميل : ]والنخلَ باسقات لها طلع نضيد [. ق / 10 . وتظهر الأزهار في أشجار النخيل حوالي السنة الخامسة، وهي السنّ نفسها التي تبدأ الناقة فيها بالإنتاج، ويشترك النخيل والإبل في بيئة تقـاوم الحرارة والملوحـة. ولا تزهر شجرة النخيل إلا إذا تجاوزت الحرارة 18 %، وترتبط زراعتها بتوفر مائي جيد، فهي تحتاج حوالي 170 م3 من الماء كل عــام.
في الشعر العربي
تثير النخلة في النفس شــجوناً وذكريات، فقد رويت عن عبد الرحمن الداخل " صقر قريش " أبيات شجية أثارتها نخلة حديقة قصره بالرصافة :
تبدت لنا وسط الرصافة نخـلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخلِ
فقلت شبيهي بالتغرب والنوى وطول التنائي عن بني وعن أهلـي
ويصـف ابـن الرومـي التمــر فيقول :
ألذّ من السـلوى وأحلى من المنّ وأعذب من وصل الحبيب على الصدِّ
وفي الشعر الجاهلي علاقة وثيقة بين النخلة والناقة والخيل والمرأة في صور تفرض نفسها على الخيال الواقعي؛ فالنخل توغل جذورها في الأرض، وتطاول بقاماتها قمم الجبال، تهب عليهـا الريح فتنجذب الفروع إلى الفروع، ويتشـابك السـعف والجريد، ومن كثافتها كأنها ذوائب الجواري المهفهفة في مهب الريح.
ومما قاله المعــري :
شـربنا ماء دجلة خير مـاء وزرنا أشـرف الشجر النخيلا
وقـود أولى
إن التمر غني بسكر العنب والفاكهة والقصب، ونسبتها 75 %، وهو بذلك وقود من الدرجة الأولى. وثبت أن جسم الإنسان لا يستغني عن المواد السكرية كمبعث للطاقة. وينصح الأطباء بالإفطار على التمر امتثالاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقتصر على تمرات أو شيء من الماء، يقوم بعد ذلك إلى الصلاة ليعود لتناول طعام خفيف . ولو امتـثلنا هذا الهـدي الحكيم لحقـقنا البعد الطبي في حديث رسول الله : (( صوموا تصحّوا)).
ومن فوائد السكر الموجود في التمـر :
_ منح النشاط والرشاقة، وتنقية الرئة، وتقوية البصر، وحفظ الصحة .
_ تأخير مظاهر الشيخوخة والحفاظ على جهــاز التنفس .
_ الوقاية من الوهن العام وأمراض الجلد، وتقوية الذاكرة والأعصاب .
_ منح السكينة والهدوء : (وهـزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا . فكلي واشربي وقرّي عينا). مريم : 24- 25 .
ارتفاع الضغط
ارتفاع ضغط الدم مرض شائع جداً، وقد ثبت أنه ينبغي على المصابين به أن يخففوا كثيراً من تناول الملح، وعلى العكس من ذلك فإن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم تفيد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومعالجته.
ويؤكـد الأطباء أن هذا الإجراء وحده كافٍ للشفاء .. وثبت من خلال البحث في تركيب الملح من قِبَل المختصين أنه غذاء مناسب للمصابين بارتفاع ضغط الدم، فهو فقير بالصوديوم، غني بالبوتاسيوم والمغنـزيوم، وهذه عوامل تتضافر على خفض ضغط الدم المرتفـع.
ويؤكد الأطبـاء أن التمر لا داء فيه، ولا تعيش فيه الجراثيم، وهذا مصداق الحديث : ((التمر يذهب الداء، ولا داء فيه )).
و بعــد :
انظر لتلك الشـجرة ذات الغصـون النضرة
كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة
فابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمرة
و انظر إلى الغيم فمن أنـزل منـه مطـره
فصـيَّر الأرض بـه بعـد اصفرار خضـره
ذاك هـــو الله الذي أنعمـه منهمـره
ذو حكمـة بالغـة و قــدرة مقتـدره
والأشـجار تعطي كل يوم آلاف الأطنان من الأوكسجين، وتحافظ على الرطوبة، وتحفظ التربة من الانجراف، وتخفف من سرعة الريح وارتفاع الحرارة، وتعطي الفحم والحطب والخشب، ولها قيمة جمالية وترفيهية هامة، ولها دعاء تقول فيــه :
رويدك يا من ترفع فأسك لتهوي به عليَّ فتقتلني .. استمع إليَّ قبل أن تؤذيني فأنا ظلك الظليل في أيام الشمس المحرقة، وأنا أساس بيتك، وباب دارك، ومسند ظهرك .. أنا قلمـك الذي به تكتب، وقاربك الذي به تبحر .. أنا شجر الفاكهة التي منهــا تأكل، وأنا أدويتك التي بها تشــفى .. أنا زهرة البستان .. أنا البهجة والسـرور .

المــراجــع
1 _ روائع الطب الإسلامي د . محمد نزار الدقر الجزء الأول .
2 ـ الإعجاز العلمي في القرآن سامي علي .
3_ الأغذيـة في القرآن رافــدة الحــريري .
4_ ثمرة مباركة علاء الدين حسـن مجلة الحرس رمضان 1420 هـ .
5- حكمة الإفطار على التمر صلاح شهاب الدين مجلة الفيصل العدد 279 .
6- بين النخيل والإبل كمال خليفة مجلة القافلة شــوال 1418 .
7- كيف تعيش النخلة ؟ د. عطا الله أحمد المجلة العربية ربيع الأول 1406 .
8 - الشجرة ودورها البيئي مروان شيخو مجلة نهج الإسلام ذو الحجة 1420 .
9 النخلة بين الشعر والأسطورة مصطفى سليمان مجلة الكويت العدد 103 .
10- أسرار جديدة للتمر سيد عثمان " حديث الجمعة " 14 جمادى الآخرة 1412 .
11- التمر أول طعام الصائمين دون اسم صحيفة الرياض 1 رمضان 1421 .
12- أهمية زراعة النخيل غصوب عبـود صحيفة الثورة ـا 25/ 6 /2000 .
-------------
* علاء الدين حسن – مدرِّس وكاتب إسلامي -
البريد الإلكتروني : ala - h @ scs – net . org
سوريا الحســكة _ ص . ب 197
فاكس : 227475
هاتف : 092577262
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.73 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]