الموضوع: رشقات قلم (4)
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-07-2021, 09:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رشقات قلم (4)

رشقات قلم (4)
بكر البعداني


﴿ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾ [النمل: 22].
من يمتلك الحجة
في الغالب: يؤتى قوة الخطاب.
وﻣﻨﻄﻖ ﻓﺨﻢ، وﺟﺰاﻟﺔ اﻟﻠﻔﻆ، ﻭﺑﺪﻳﻊ اﻟﻨﻈﻢ، ﻭﺣﺴﻦ اﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻭاﻟﺘﻠﻮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎﺏ.

"ﻭﺃحبِب ﻣَﻦ ﺷﺌﺖ ﻓﺈﻧﻚ ﻣﻔﺎﺭﻗﻪ".
المحبوب ﻣﻔﺎﺭﻕ، والصاحب مباين، ﻭاﻟﻤﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ، والمخالطة منتهية.
فعلينا بالإحسان فإنه لا يبقى سوى: (الأثر الحسن).

الرحمة - ومن صورها الرائعة مد يد العون للآخر - من اﻷخلاق التي أجمعت عليها الملل تغيب - وللأسف الشديد - عن كثيرين من أهل العقول والقلوب في حين تتألق العجماوات، فتخطها بريشة الإبداع على لوحات الطبيعة بصور جميلة منقطعة النظير.

الشخص الذي يربطُ قربه وبعده منك بمواقف شخصية وأخطاء فردية - لا يكاد يسلم منها أحد -: هو شخص مريض ومخذول - أعاذنا الله وإياكم - فكيف إذا جمع إلى ذلكم: التشفي والتشهير!

وقديمًا قيل:

ﺳﺎﻣﺢ ﺃﺧﺎﻙ ﺇﺫا ﺧﻠَﻂ
ﻣﻨﻪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﻠﻂ
ﻭﺗﺠﺎﻑَ ﻋﻦ ﺗﻌﻨﻴﻔﻪ
ﺇﻥ ﺯاﻍ ﻳﻮﻣًﺎ ﺃﻭ ﻗﺴﻂ
ﻭاﻋﻠَﻢ ﺑﺄﻧﻚ ﺇﻥ ﻃﻠﺐ
تَـ ﻣُﻬﺬﺑًﺎ ﺭﻣﺖَ اﻟﺸَّﻄﻂ
ﻭﻟﻮ اﻧﺘﻘﺪﺕ ﺑﻨﻲ اﻟﺰﻣﺎ
نِ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺳﻘﻂ
ﻣﻦ ﺫا اﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺳﺎء ﻗﻂ
ﻭﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﻘﻂ

فاللهم عافنا واعفُ عنا.

اضرب بينك وبين:
المثبطين للعزائم، والمحبطين للهم، والمفترين للإصرار، بسور لا باب له، وتذكر ﻗﻮﻝ اﻟﺤﻖ سبحانه: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

يحلف بغير الله، ويندد، ويعلق التمائم، ويذبح لغيره سبحانه، ويشرعن للسحر وأضرابه، ثم يذم الشرك وأهله!!

يا ليت شعري ما هو الشرك في نظرك؟!
هل هو عبادة هبل واللات وحسب؟!

في حين ينبح أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ليلًا ونهارًا، وسرًّا وإعلانًا، ويرعدون حينًا، ويبرقون آخرَ عليه، وعلى كتبه ومدرسته وتلاميذه وتراثه.

ويَجلبون بخيلهم ورَجِلِهم، وبكل ما يَملكونه وما يُمكنهم الوصول إليه أو الحصول عليه، نرى سرعة سَريان سيرته وعلومه وكتبه ومدرسته وتلاميذه وتراثه.

وانتشارها فلكأنها الدم في العروق!
فيما هم يتلاشون ويذوبون ذوبان الملح في الماء!
فسبحانك ربي ما أعظمك وألطفك وأرحمك!
ﻣﻌﺎﺷﺮ اﻟﺤﺴﺎﺩ ﻣﻮﺗﻮا ﻛﻤﺪًا *** ﻛﺬا ﻧﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﺃﺑﺪَا

(..ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﻳﺮﻗﺄ ﻟﻲ ﺩﻣﻊ، ﻭﻻ ﺃﻛﺘﺤﻞ ﺑﻨﻮﻡ..).
يا ألله!
كم تكسر الشائعات نفوسًا، وكم تطعن قلوبًا، وكم تذرف دموعًا، فصبرًا، فبينهم وبين أهل الشائعات يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]