عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-08-2019, 09:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الحج مؤسسة دعوية

الحج مؤسسة دعوية
عبد اللطيف حمزة


الدعوة هي وظيفة الأنبياء والمرسلين، وأتباعهم من الدعاة والمصلحين، وهي من أهم الأعمال وأفضلها، وأهلها هم المفلحون، قال - تعالى -: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (آل عمران: 104) وقولهم أحسن الأقوال وأزكاها، قال - تعالى -: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ (فصلت: 33).
وهم أسعد الناس بفضيلة الداعي إلى الخير، قال صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً" [مسلم (2674)].
وتتجلى صورة الدعوة إلى الله في أعمال الحج لبيت الله الحرام، فالحاج يقتدي بأبيه إبراهيم - عليه السلام - الذي خرج من وطنه لتنفيذ أمر الله، وقد كان إبراهيم أعلن ولاءه لله - تعالى - بالطواف حول البيت، و رمى الشيطان بالجمرات حين حاول أن يثنيه عن عمل الله - تعالى -، وكان إبراهيم قد استعد ليضحي بحياة ابنه ابتغاء مرضاة الله، وسعت هاجر بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء، وهكذا فإن الأعمال التي يقوم بها الحاج في حجه هي علامات على مراحل من حياة أبيه إبراهيم في سبيل الدعوة، فالحاج بلسان حاله يبين أنه مستعد لترك وطنه من أجل الدين، ويطوف بالبيت معلناً ولاءه لله رب العالمين، وبسعيه بين الصفا والمروة يعلن أنه مستعد للذهاب في سبيل الله إلى آخر الحدود مهما كلفه الأمر، وبرميه الجمار يعلن عداءه وبغضه للشيطان، وبأنه سيعاديه حتى لا يغويه ويضله عن الصراط المستقيم، وبتقديم الأضحية يعلن الحاج أنه مستعد للذهاب إلى أقصى حدود التضحية من أجل دين الله.
وكانت رسالة الدعوة التي قام بها إبراهيم - عليه السلام - تهدف إلى تذكير البشر بيوم الآخرة، وهكذا يتجمع الحجاج في أرض عرفات ليذكروا يوم الحشر ويجعلوا هذه الحقيقة الكبرى جزءا من وعيهم وليخبروا الآخرين بأمرها..وكلما نادى الله إبراهيم وجده مستعدًا لتلبية دعوته، وهكذا يقول الحاج عند أداء كل شعائر الحج: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، وبهذا يعلن الحاج أنه مستعد لتلبية نداء ربه في كل آن
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.08%)]