[د / أحمد محمد باذيب]

منجز علمي لم تشهده الأوساط الطبية منذ 30 عاماً
دراسات تؤكد التوصل لعلاج فعَّال للأورام الليمفاوية (اللاهودجكين)

أكدت أحدث الدراسات الطبية تحقيق تقدم علمي في مجال معالجة الأورام الليمفاوية اللاهودجكين من النوع البطيء التنامي في السنوات الأخيرة, وقد كشف النقاب عن نتائج هذه الدراسة خلال الاجتماع السابع والأربعين لجمعية علوم أمراض الدم الأمريكية في مدينة أطلنطا بالولايات المتحدة الأمريكية التي أقرت أن مواصلة العلاج الوقائي باستخدام مابثيرا Mabthera يقلل من مخاطر الوفاة الناتجة عن هذا المرض الذي يعاني منه مليون ونصف المليون شخص حول العالم.

2005-12-15 وقد شملت الدراسة حوالي 465 مريضاً تم اختيارهم بصورة عشوائية وجميعهم يعانون من انتكاسة وعودة المرض لديهم مرة أخرى. وقد بينت الدراسة أن المرضى الذين واصلوا تعاطي العقار كعلاج وقائي لمدة سنتين (جرعة واحدة فقط كل 3 شهور) بعد الانتهاء من دورة العلاج الكيمائي الأولية قد حققوا نسبة بقاء على قيد الحياة أكثر من أولئك الذين تلقوا العلاج الكيميائي فقط, حيث وصلت نسبة تجاوبهم للشفاء إلى 85% مقارنة بـ 77% وكانت نسبة إنقاص خطر الوفاة 48% لجميع المرضى. كما زاد المعدل العام للإعفاء المستديم من المرض إلى 52 شهراً مقارنة بـ 15 شهراً عند مَنْ لم يتعاطَ العقار كعلاج وقائي, وكانت نسبة إنقاص خطر تطور المرض 60% لجميع المرضى.

وأكدت (البروفيسورة مارنس فان) الباحثة في مركز الأكاديمية الطبية بجامعة أمستردام التي قادت فريق العمل الذي قام بالدراسة أن النتائج الإيجابية التي تحققت من خلال هذه الدراسة تعتبر تطوراً علمياً لم تشهده الأوساط الطبية منذ ثلاثين عاماً من طب وعلاج الأورام الليمفاوية غير الهودجكين من النوع بطيء التنامي.

وأوضحت أن الأورام الليمفاوية من هذا النوع تقدر بنسبة 45% منها. وأشارت إلى أن هذا المرض بطيء التطور والتنامي إلا أنه إذا أهمل علاجه قد يتطور بشكل خطير ويؤدي إلى الوفاة.

والجدير بالذكر أن الأورام الليمفاوية اللاهودجكين تعتبر من أكثر الأورام انتشاراً في العالم حيث إن انتشارها قد تزايد بنسبة 80% منذ عام 1970م, وفي المملكة العربية السعودية تشير الإحصائيات أن الأورام الليمفاوية من النوع اللاهودجكين تعتبر رابع أكثر الأورام انتشاراً وتصيب ما يقارب 450 شخصاً سنوياً.

وتسبب هذه الأورام أعراضاً متعددةً تبعاً لمواضعها قد تشمل ظهور تضخم ملحوظ وبدون ألم للغدد الليمفاوية القريبة من سطح الجسم مثل الغدد الموجودة على جانبي الرقبة وتحت الإبطين أو بالترقوة, وعندما يكون الورم بالأنسجة الليمفاوية بالتجويف البطني قد تنتفخ البطن وتتضخم وأحياناً بشكل كبير يشبه الحمل وفي بعض الأحيان قد يسبب الورم تفتقاً بنسيج الطبقة المبطنة للتجويف البطني, وعند إصابة الغدة الليمفاوية بالجزء العلوي من الصدر تظهر أعراضاً مثل السعال وضيق التنفس نتيجة ضغط الورم على العصبة الهوائية وعند تفاقم الحالة قد يؤدي ذلك إلى الاختناق.

المصدر: جريدة الجزيرة ، 15 ديسمبر 2005.