عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 10-08-2008, 01:03 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي

نعود من جديد لتتمة الموضوع و دائما في إطار قسم الأسرة

و ستكون آخر مشاركة في هذا القسم قبل المرور إلى القسم الموالي




قبل أن نخرج من كشف أسباب الداء في قسم الأسرة يجب أن أتحدث معكم حول أمر مهم يكون في الغالب نتيجة مباشرة للحياة المعاصرة المليئة بالانشغال عن الأسرة و بتضييع الأوقات في المتع و السمر التلفزي الرخيص
و من المعلوم أن الإنسان جسد و روح و قلب و عقل.

سأسلط الضوء على القلب و بالضبط على مشاعر الحب داخل الأسرة


فبالنظر إلى انحراف الأسرة المعاصرة عن السبيل الفطري،

أتساءل كيف هو وضع الحب بين أفرادها؟




أ يكفي القيام بأعباء الأسرة المادية لتشييد صرح علاقة طبيعية قوية مليئة بالحب بين الزوج و الزوجة من جهة و بين الأبوين و أولادهما من جهة أخرى؟؟




هل تكفي الحلي الذهبية و الألبسة الراقية و الأحذية الثمينة و العرس الفاخر حتى نضمن للعروسين سلامة و متانة و استمرار العلاقة الزوجية؟؟


إذا كانت هذه الأشياء تكفي، فلا عجب من أن تبلى العلاقة الزوجية مباشرة بعد بلاء هذه الهدايا و تحول العرس لمجرد صور تحملها الألبومات.


أليس هذا ما يشتكي منه الزوج و الزوجة، إذ بمجرد أن ينتهي شهر العسل حتى يدخل الزوجان في عقود من العلقم!




كيف لطفل أن يحب أبويه و يعيش على حبهما في أسرة يقل فيها التواصل و يكثر فيها الإستصنام أمام شاشات التلفاز؟!


هل يكفي الطفل اللباس من أفخم المحلات و التردد على أكبر المطاعم و التسجيل في أشهر المدارس حتى نقيم حياته على أسسها السليمة.




إذا كان هذا يكفي الطفل، فلا بأس من مشاهد أطفال لا يحترمون أمهاتهم و آبائهم أو بلغة الدين يعقونهم و لا يبرونهم، أو يتناولون السجائر و حتى المخدرات في سن الثانية عشر ..




لعلي أجزم أن سبب جفاء العلاقة بين الزوجين و بين هؤلاء و بين أبنائهم هو المادية التي تغرق فيها الأسر و ضياع الأوقات في الملاهي و السمر التلفزي على الخصوص.



غياب الحب داخل الأسرة يطارد أفرادها في سائر حياتهم و يكون له بالغ الأثر:





فالبنت و الولد حين يخرجان من البيت يبحثان عن قناة لإفراغ طاقة الحب التي تخنقهما و التي انسدت كل السبل أمامها داخل الأسرة. هنا تبدأ طلائع التجارب اللاأخلاقية بدءا بالزمالة و تنتهي بسقوط الحياء مرورا بالمخادنة.




و في مثل هذه الأسر أيضا يتقطع كل من الزوجين ألما بين مرارة الصبر و ضغط الفطرة؛
فهما بين خيارين أحلاهما مر: إما لعق حياة مريرة أو الاستسلام للفطرة فتزيغ العيون و تبدأ الخواطر باللعب بالقلوب حتى ينتهي الأمر بأقلهما صبرا إلى الخيانة و تجربة حياة بديلة في السر..




العقوق و الخيانة و تفشي الرذيلة و المخدرات هي من مساوئ الأخلاق التي تتفشى في مجتمعاتنا و قد حاولنا تتبع شيء من أسبابها داخل قسم الأسرة من مدرسة الحياة.




فقد تحدثنا عن أسباب منها :


تمييع معايير اختيار الزوجية


شيوع المادية في العلاقات الأسرية


تسلط التلفزة


غياب الدور التربوي السليم للأسرة


جفاء العواطف


و نضيف أيضا إفشاء أسرار البيت و نشرها بين الأقارب و حتى البعيد من الناس. هدا سبب إضافي لفاسد الأسرة لا يجب أن نغض الطرف عنه




في النهاية، لقد اخترنا الأسرة لأنها هي الخلية الأولى التي يترعرع فيها الإنسان، بعدها تأتي أقسام أخرى تشارك في صناعة مثل هذه الأخلاق من قبيل المدرسة و الشارع، و هي الأقسام التي سنحاول اقتحامها بالتشخيص للتعرف عن دورها في تفشي الداء و أسباب دلك




حسبي الله و نعم الوكيل
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.14 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]