عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 11-05-2020, 01:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

سُرَّاق روحانية رمضان











عبدالله عبدالحكيم






من نعم الله على الإنسان المسلم في هذه الحياة أن هيأ له الأماكنَ والأزمانَ لاغتنامِ الأوقات ومنَّ عليه بكرمه بمضاعفة الأجورِ في الأعمالِ رحمةً من الله وحباً بتقرب عبادهِ إليه.






فمن ذلك شهرُ رمضانَ الكريم الذي أُنزل فيه القرآن وفيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر ولله في كلِّ ليلة عتقاء من النار وفضائل عظيمة كلها عطايا وهبات أنزلها على العباد للازديادِ من الطاعاتِ، وتكثيرِ الحسناتِ، والفوز برضوانِ الله، وجبر للمعاصي والذنوب فنعيشُ أجواء إيمانية وروحانية طيلةَ الشهر.






ولكن في المقابل هناك أمور تسرقُ روحانيةَ رمضان، وخاصة في العالم الإسلامي والعربي فها هي الأزمات، والصراعات، والظلم، والقتل، والمجازر، والمذابح اليومية في البلدان الإسلامية من سوريا، وفلسطين، وبورما، والعراق، إلى مصر وغيرها جعلتنا نفقد لذة الطمأنينة والطاعةِ والراحة النفسية، ولننظر أيضا إلى تلك المسلسلاتِ الهابطة والبرامجِ الهدامة للمبادئ والقيم الإسلامية بدأت تتغلغل في نفوسنا، وتختار شهر العبادات لتحتل محل الشياطينِ المصفدة، وتنسلخَ ما تشربنا من وحي الهدى والنور بأفكار غربية وبث الفتنة، والشبهات، وكشف المرأةِ وبيع كرامتها لتجارة خاسرة.






ثم تتعجب من الإعلامِ الذي يتجاهلُ عظمة هذا الشهر الذي يغيبُ عن نقل الصورةِ الحسنة لينشغلَ بقضايا تافهة أو غير مهمة في الوقتِ الذي تحتاجُ الأمة في الزمنِ الراهن إلى بذلِ جميع الطاقات الإعلاميةِ لمعالجة قضايا الأمةِ الإسلامية والسياسيةِ والاجتماعية وبرامج هادفة قوية تسعى لنشرِ الوعي، وإصلاحِ المجتمع.






وأما دورُ الفرد في رمضان في الواقع ترى أصنافاً من الناس فمنا من يقضي أوقاتهُ في موائد الغيبة والنميمة والقيل والقال، ومنا من يصومُ نهاره في النوم ويسهر على اللعب والمجالس والأسواق، ومنا من تشغلهُ الأجهزة الحديثةُ لفترات طويلة، ومنا من يكونُ حبيس الجوعِ في النهار وغارق في الأكل الملهي عن العبادة في الليل، ومنا من يسرقُ الأمانة ومراقبة الله بالغلاءِ الفاحش في السلع وزيادة الأسعار لاستغلالِ الحاجةِ في هذه المواسم.






هذه وغيرها والله المستعان سُرقت روحانية رمضان من كثيرٍ من الناس، وأصبحنا نتغافلُ عن الطاعات وقراءة القرآن والصدقات والأعمالِ الصالحة وغيرها من الفضائلِ في هذا الشهر.






لنعلم أن جميعنا في تقصيرٍ وغفلة وخاصة وأنَّ رياحَ الشهوات المستوردة تحيطنا من كل جانب، لنتذكر الغايةَ التي من أجلها شُرعَ الصيام ألا وهي التقوى.






وأخيرا يا من سرقتَ روحانية رمضان حدك قطعك لطرق الشهوات والإقبال على الله وطرق أبوابِ التوبة والرحمات، وكتب الله لنا ولكم العتق من النيران.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]