رد: فقه الصيام
ليلة القدر
فضلُهَا :
ليلة القدر أفضل ليالي السنة؛ لقوله تعالى: " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ (1) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ " [القدر: 1 _ 3]. أي؛ العمل فيها؛ من الصلاة، والتلاوة، والذكر خير من العمل في ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر.
استحبابُ طلبِهَا
ويُسْتحَبُّ طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.
وتقدم، أنه كان إذا دخل العشر الأواخر، أحيى الليل، وأيقظ أهله، وشدَّ المئزر.
أيُّ الليالي هي ؟
للعلماء آراء في تعيين هذه الليلة؛ فمنهم من يرى، أنها ليلة الحادي والعشرين، ومنهم من يرى، أنها ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من يرى، أنها ليلة الخامس والعشرين، ومنهم من ذهب إلى، أنها ليلة التاسع والعشرين، ومنهم من قال: إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر، وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين؛ روى أحمد بإسناد صحيح، عن ابن عمر _ رضي اللّه عنهما _ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من كان مُتَحَرِّهَا، فَلْيتحرَّها ليلة السابع والعشرين"(1).
وروى مسلم، وأحمد، وأبو داود، والترمذي وصححه، عن أبيّ بن كعب، أنه قال: واللّه الذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - وواللّه، إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين، وأمارتها، أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء، لا شُعاع لها(2).
(1) أحمد في "المسند" (2 / 27، 157).
(2) مسلم: كتاب الصيام - باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها، برقم (220) (2 / 828 )، وكتـاب صـلاة المسافرين وقصرها - باب الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح، برقم (179) (1 / 525)، والترمذي: كتاب الصوم - باب ما جاء في ليلة القدر، برقم (793) (3 / 151)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود: كتـاب الصـلاة _ بـاب فـي ليلة القـدر، برقم (1378) (2 / 106، 107)، وأحمد في "المسند" (5 / 130، 131).
قيامُهَا ، والدُّعاءُ فيها
1ـ روى البخاري، ومسلم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدْرِ، إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذنبه"(1).
2ـ وروى أحمد، وابن ماجه، والترمذي وصححه، عن عائشة _ رضي اللّه عنها _ قالت: قلت: يا رسول اللّه، أرأيت إن علمت أيُّ ليلةٍ ليْلةُ القدْرِ، ما أقول فيها ؟ قال: "قولي: اللهم إنك عَفوٌّ تحبُّ العفو، فاعْفُ عني"(2).
(1) البخاري: كتاب الصوم _ باب فضل ليلة القدر (3 / 59)، وباب من صام رمضان إيماناً واحتساباً ونية (3 / 33)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، برقم (175، 176) (1 / 524)، والنسائي: كتاب الصوم - باب ثواب من قام رمضان وصامه إيماناً واحتساباً، والاختلاف على الزهري في الخبر في ذلك، برقم (2202) (4 / 156، 157)، وأبو داود: كتاب الصلاة _ باب في قيام شهر رمضان، برقم (1372) (2 / 103)، والترمذي: كتاب الصوم - باب ما جاء في فضل شهر رمضان، برقم (683) (3 / 58)، وأحمد في "المسند" (2 / 318، 321، 347، 408، 423، 473، 503).
(2) الترمذي: كتاب الدعوات - باب حدثنا يوسف بن عيسى...، برقم (3514) (5 / 534)، وقال أبو عيسى: هذا حديـث حسن صحيـح، وابن ماجه: كتـاب الدعـاء - بـاب الدعـاء بالعفو والعافية، برقم (3850) (2 / 1265)، وأحمد في "المسند" (6 / 171، 182، 183، 258).
|