كانت أكثر غزوات ومعارك المسلمين في رمضان
إنها حياة الروح حتى وإن كانت البطون خاوية والشفاه يابسة، فالحياة حياة الروح؛ حياة القلب؛ حياة الانتصار على النفس وعلى الشهوات؛ ومن انتصر على نفسه انتصر على الأعداء.
وصدق القائل:
مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، وأطيب ما فيها حلاوة الإيمان ولذة الطاعة
فالإنسان جسد وروح...... وشهوة وعقل
والجسد تتبع لها شهوة
والروح تتبع لها العقل
والصراع دائم بين الفريقين
الجسد والشهوة معاً والروح والعقل معاً
ومتى شبع البطن تحركت الشهوة
ومن خلا البطن هدأ السد وانطلقت الروح تنمو وتنشط، ففي الصيام حلاوة لا يدركها إلا من صام من أجل الله بصدق.
حلاوة ما عرفها غير أهلها
ما استطاعوا وصفها ولا التعبير عن وجدها إلا بألفاظ عامة، لم تفصح عن حقيقة الشعور، واسمع لبعضهم يقول: "إنه ليمر بالقلب لحظات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي نعيم "
إن لم ترها العين فقد أبصرها القلب، واسمع للآخر يقول: "أنا جنتي وبستاني في صدري فماذا يفعل أعدائي بي، سجني خلوة، ونفى سياحة، وقتلى في سبيل الله شهادة "
و ثالث يقول: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " إنها حلاوة الإيمان وطعم الصلة بالله، أنها أفراح الروح لا تنقل بالكلمات، إنما تسرى في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها.
السبيل لهذا النعيم
؟ كيف نصوم وكيف نقوم لنجد ما وجد أولئك الرجال؟
أما الكيفية؛ فصم وقم كما كان يصوم ويقوم قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " (آل عمران 31)
ولكن الأهم: لماذا نصوم؟ نعم لماذا نصوم؟
اجل لماذا نصوم وخاصة في شهر رمضان المبارك
لا تحول هذا الشهر من عبادة إلي عادة ثقيلة
كثير من الناس يصومون، ولكن قليل أولئك الذين يعرفون لماذا يصومون.. هذا هو الفرق بين العادة والعبادة ؛ لماذا نصوم ؟
حدد لنفسك الهدف والغاية التي من أجلها فرض صوم رمضان. ووضوح الهدف في آي عمل تقوم به يسهل عليك ذلك العمل، ويدفعك الاجتهاد والمجاهدة للوصول إليه (أي للهدف)
في رمضان؛ أنت تمسك عن الطعام والشراب والجماع أكثر من نصف يوم لماذا؟ تجوع وتعطش لماذا؟ تسهر وتتعب لماذا؟ أصناف الطعام بين يديك والماء البارد بين عينيك فلا تمد يدك إليه؛ لماذا؟ ماذا تريد من كل هذا؟ ما هو الهدف؟ إلى أي شئ تريد أن تصل؟ حاشا الله عز وجل أن يكون المراد تجويعنا وتعطيشنا وإتعابنا وهو أرحم الراحمين، وهو أرحم من الأم بولدها، بل إن الله قال في آخر آيات الصيام "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (البقرة 185)