عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16-07-2010, 03:05 PM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
افتراضي 9- ماشطة ابنة فرعون

ماشطة ابنة فرعون

في جعبتي اليوم قصتنا لغلامين نطقا في المهد قصهما النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه لما فيهما من عبرة وعظة

القصة الأولى تتحدث عن ماشطة ابنة فرعون فقد كانت تؤمن بموسى عليه السلام وتخفي إيمانها خوفاً من بطش فرعون وجبروته كانت الماشطة تمشط ابنة فرعون ذات اليوم فسقط المشط من يدها فانحنت لتلتقطه وهي تقول باسم الله ابتسمت ابنة فرعون وقالت تقصدين أبي . احتارت الماشطة ماذا تقول تظل على ما عليه من كتمان إيمانها أم تجهر بذلك ولعل الله تعالى يجعل هداية ابنة فرعون على يديها حسمت أمرها في ثوان قليلة وقالت في لهجة المؤمن الواثق بالله تعالى بل باسم اله ربي وربك ورب أبيك صاحت ابنة فرعون ألك إله غير أبي لأخبرنه بذلك عندما علم فرعون بأمر الماشطة أمر بإحضارها على الفور وسألها عن حقيقة أمرها لم تشعر الماشطة بالخوف أبدا فقد كانت تحس بأن الله معها وكانت تسمد منه القوة والثبات واليقين فأجابت بكل جرأة .
نعم نعم أنا أؤمن بإله موسى إلهي وإلهك . صرخ فرعون أحضروا لقرة مجوفة من نحاس وأوقدوا فيها الناس واقذفوا أولاد تلك المارقة أمام عينيها علها تثوب إلى رشدها ألقي ثلاثة من أولاد تلك المرأة المؤمنة في النار أمام عينيها وفي كل مرة كان يلقى فيها بأحد أولادها في النار لتلهمه كانت تشعر بقلبها وروحها تحترق مع احتراق جسده وتشعر أيضاً بروحها تخرج مع روحه لكنه الدين أغلى ما تملكه ولن تضحي به لأي سبب كان.
كانت على يقين بأنهم ستراهم ثانية بجنان الله الخالدات تلك الجنان التي حدثها عنها نبي الله موسى فكانت تكتفي على أن تغمض عينيها وترسل روحها لترافقهم إلى هناك إلى ذلك المأوى الأبدي الخالد .
عندما حان دور رضيعها واقترب الجندي يريد انتزاعه من بين يديها لم تعد تستطيع أن تتحمل فصوت بكائه بكاء يصم أذنيها ألماً وحسرة وحزناً كادت تتراجع عن عزمها لكن الله أنطق رضيعها فقال اثبتي يا أماه فأنك على الحق اقتربت من النار وهي تمسك رضيعها لم تعد تشعر بالخوف ولا بالتردد فهي على الحق وعليها أن تصبر في نصرته ألفت بنفسها في النار ورضيعها معها وهي تقول بأعلى صوتها ربي وربكم الله ربي وربكم الله .
قصة ماشطة ابنة فرعون هذه وردت في حديث رواه الإمام أحمد يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت علي رائحة طيبة فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة فقال هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها .


القصة الثانية لجريج العابد وقد وردت أيضاً في الحديث الصحيح كان جريج من عباد بني إسرائيل الزاهدين المنقطعين عن كل متع الدنيا وبهارجها وكان يعبد ربه في غار بعيد عن صخب النار وملاهيهم وملذاتهم .
أتت أمه يوماً إلى صومعته تريد منه أمراً فنادته من أسفل الغار يا جريج يا جريج لكنه جريج كان يصلي ويدعو ربه ويناجيه بخشوع احتار جريج في أمره هل يترك صلاته ويلبي نداء أمه أم يستمر في صلاته وعبادته حسم أمره بعد تردد وأكمل صلاته وتجاهل نداء أمه فقد رأى أن عبادة الله تعالى أمر لا يجوز أن يقدم عليه أي أمر آخر يئست والدة جريج من إجابته لها فرجعت إلى منزلها وفي قلبها غصة قدمت إليه في اليوم الثاني فتكررت معها نفس الحادثة نادته ونادته وجريج لا يجيب لأنه مستغرق بعبادة ربه غارق في مناجاته ودعائه وابتهالاته .
انكسر قلب الأم فرحلت عن الغار بكآبة فرفعت يديها إلى السماء ودعت على ولدها دعوة غريبة عجيبة فقالت اللهم لا تمته حتى ينظر في وجوده المومسات في يوم من الأيام التقى أحد الرعاة بإحدى البغايا فحملت منه حملاً حراماً فلما وضعت وليدها سألت من أبوه فخافت فأجابت جريج العابد استهجن الناس أن يفعل الناس هذا وهو رجل معروف بصلاحه وتقواه ومع ذلك صدق كثير منهم مزاعم تلك المرأة فذهبوا إلى صومعة جريج يريدون هدمها فؤوسهم عندما علم جريج بذلك الاتهام قال والله ما اأنا بالذي يفعل ذلك ولكن أتوني بالرضيع فلما جيء به إليه التجأ إلى الله بقلب كسير ورجاه أن يظهر الحق ناصعاً ويبرأه مما اتهم به ثم مسح على رأس الرضيع وسأله من أبوك يا غلام فأنطق الله الرضيع فقال أبي الراعي فلان .
أنجى الله جريج من تلك التهمة الرهيبة بعد أن لقنه درس في فقه الأولويات وعلمه أن بر الوالدين فرض مؤكد وأنه مقدم على العبادات التطوعية .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد في سبيل الله فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أحية أمك قال نعم فقال له ألزم رجلها فثم الجنة.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.88 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]