
16-07-2010, 02:42 PM
|
 |
هُـــدُوءُ رُوح ~
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
|
|
2- سيد قومه " الأحنف بن قيس "
سيد قومه "الأحنف بن قيس"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم أخوتي وأخواتي في برنامجنا القصصي "يحكى أن"
قصتنا اليوم تتحدث عن رجل عظيم وصفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه سيد قومه، ذات يوم قدم وفد من العراق إلى المدينة المنور في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان بين الوفد رجل صغير الرأس متراكب الأسنان معووج الذقن أعور العين أحنف الرجلين أن مائلهما قصير القامة دميم الوجه اقترب الوفد من دار الخلافة وسأل عن أمير المؤمنين عمر فأجابهم خادمهم إنه هناك في مبارك إبل الصدقة توجه الوفد إلى حيث أشار الخادم وهم يتوارون من حر الشمس المحرقة بظلال الأشجار والدور كان عمر حين دخلوا عليه مشمراً عن ساعديه وأمامه قسط من القطران يغمس فيه يديه ثم يدهن به جملاً أمامه نظر إليهم ورحب بهم ثم ابتسم لذلك الرجل الأعور الأحنف الدميم وقال له يا أحنف دع ثيابك وهلم فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه من إبل الصدقة من حق اليتيم والأرملة والمسكين تقدم الأحنف من أمير المؤمنين وشاركه بمهمته الشاقة ووجهه يشرق بالبشر والسرور بهت القوم من هذا فقد توقعوا أن يجدوا أمير المؤمنين يعد إبل الصدقة أن يتفحصها أو يشرف على من يخدمها لكنه لم يتوقعون أبداً أن يجدوه على هذه الهيئة الرثة يقوم بهذا العمل المتعب الصعب بنفسه قال أحدهم معاتباً .
يغفر الله لك يا أمير المؤمنين هلا أمرت عبيداً من عبيد الصدقة فيكفيك هذا أجابه عمر وأي عبد هو أعبد مني ومن الأحنف من ولي من أمور المسلمين شيئاً وجب عليه ما يجب على العبد لسيده في النصيحة وأداء الأمانة كان الأحنف يسمع هذا الكلام مسروراً فيكفيه شرفاً أن ساوى أمير المؤمنين بين نفسه وبين الأحنف فمن هو هذا الأحنف.
إنه الأحنف بن قيس التميمي لم يكن اسمه الأحنف بل الضحاك بن قيس ولكنه لقب بالأحنف لميل وتقوس ظاهر في رجليه ثم غلب لقبه على اسمه فصار يعرف به ولد الأحنف في السنة الثالثة قبل الهجرة في بني تميم من أراضي نجد ولما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم داعية من أصحابه إلى بني تميم ليدعوهم إلى الإسلام ترددوا في قبوله فبادرهم الأحنف بالنصيحة وكان حدث السن فأسلموا وأسلم الأحنف غير أنه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يحرم من رضاه عنه ودعائه له قائلاً اللهم اغفر للأحنف كان ذلك عندما أخبره ذلك الداعية بما فعل الأحنف عندما نصح قومه بالإسلام كان الأحنف أحد حلماء العرب الذين يضرب بحلمهم المثل ومما يحكى عن حلمه أنه كان يمشي مرة في أزقة البصرة فتعرض له أحد الحمقى وجعل يشتمه ويسخر من عور عينه وحنف رجليه فلم يبتعد الأحنف بل سار في طريقه والرجل يمشي ورائه وهو مستمر في شتائمه وسخريته فلما اقتربا من الناس وقف الأحنف وقال للرجل إن بقي من كلامك شيء لم تقله بعد فقله الآن فإنه قومي إذا سمعوك تقول ما تقول أصابوك بالأذى لم تكن إعاقة الأحنف الجسدية التي ذكرناها أن تمنعه من أن يمتلك من المواهب ما أهله لأن يكون سيداً في قومه كان الأحنف رغم حلمه العظيم ذا مواقف فذة في مواطن صعبة محرجة .
يحكى أنه قدم مرة على إحدى خلفاء بني أمية زائراً فجرى بينهما محاورة كلامية فاستفز الخليفة الأحنف فقال له الأحنف والله إن القلوب التي أبغضناك بها ما تزال بين جوارحنا وإن السيوق التي قاتلناك بها ما كفأت في أيدينا وإن تدني من الحرب فكرً ندني منها شبراً وإن تمشي إليها مشياً نمضي إليها هرولة والله ما حملتنا إليك رغبة في عطاءك أو رهبة من جفائك بل إنما لرأب الصدع ولم الشمل وجمع كلمة المسلمين ثم استدار الأحنف وخرج من المجلس فقال أحد الوجهاء للخليفة مستغرباً من هذا الذي يتهدد الخليفة ويتوعده في عقر داره فتنهد الخليفة وقال هذا الذي إذا غضب غضب له مئة ألف في بني تميم لا يدرون فيما غضب رحم الله الأحنف صاحب العقل الراجح والهمة العالية والموقف المبدعة والنفس الخاشعة ورضي الله عنه وأرضاه
|