
25-06-2010, 12:45 PM
|
 |
عضو مبدع
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2010
مكان الإقامة: ***********
الجنس :
المشاركات: 934
الدولة :
|
|
رد: كيف نفهم اسلامنا فهما شاملا ؟ ..... واحة فكر عصرية ... طاعة وعبادة ربانية
الأصل العاشر
ومعرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام ، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما يليق بذلك من التشابه , نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل , ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء , ويسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} (آل عمران:7)
أ-أسمى المعارف عقائد الإسلام ، وتوحيد الله أسمى جوانب العقيدة .
ب-انقسم الناس في مسألة الآيات والأحاديث الدالة على الصفات إلي :
1-المجسمة والمشبهة ، وهؤلاء ليسوا من الإسلام في شيء.
2-المعطلة (الجهمية)، وهم يعطلون معاني هذه الألفاظ على أي وجه ، وهو رأي باطل.
3-الخلف.
4-السلف (والاثنان محل أنظار العلماء).
* والفريقان متفقان على تنزيه الله تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقة.
* وكلاهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله تبارك وتعالى غير ظاهرها.
* وكلا الفريقين يعلم أن الألفاظ توضع للتعبير عن حقائق ذات الله تبارك وتعالى ، فالتحكم في تحديد المعاني بهذه الألفاظ تغرير.
* الخلف يتأولون الصفات بتحديد المعنى المراد ، حفظاً لعقائد العوام من شبهة التشبيه.
* وأما السلف فيفرضون علم هذه المعاني إلي الله تبارك وتعالى ، وهذا ما اختاره الأستاذ البنا حيث قال : يسعنا ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم ((وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا )) .
* اقرأ ما جاء عن السلف والخلف في آيات الصفات وأحاديثها واستنتج الفرق بينهما (عملي).
هذا الأصل يُعالج
- قضية الأسماء والصفات
- آراء الفرق الإسلامية فيها
- رأي السلف الذي ندين به
في هذا الأصل يوضح الإمام الشهيد مكانة التوحيد بين عقائد الإسلام ، ويبين الموقف الوسط من آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة
كثيرة هي المعارف ، ولكن أسماها عقائد الإسلام ، وكثيرة هي جوانب العقيدة ، ولكن أسماها توحيد الله . فالإيمان الصادق ، والتوحيد الحق يُحقق لصاحبه السكينة والطمأنينة ، والعزة والكرامة ، والأمن والراحة{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }
واجب المسلم نحو أسمى العقائد
** معرفة يقينية لا ذهنية
** توحيد صادق لا ريب فيه
** اعتقاد الكمال لله وتنزيهه عن كل نقص
المفاهيم التي حرص الإمام على تأكيدها في فكر الإخوان حول هذه القضية :
** عزة المسلمين في معرفتهم بالله وإيمانهم وتوحيدهم إياه وذلك بمعرفة الله معرفة يقينية لا ذهنية وتوحيده توحيدًا صادقًا لا ريب فيه واعتقاد الكمال له وتنزيهه عن كل نقص .
** موقف الأخ المسلم من الصفات أنه يثبت لربه كل صفات الكمال وينزهه عن كل صفات النقص وما هو متنازع فيه من الصفات محل الشبهات فيؤمن بها بلا تأويل ولا تعطيل ويكف عن حكاية النزاع بين العلماء فيها
** حكمة الأخ المسلم في فهمه للصفات لا تعنى هروب أو إخفاء أمر يجب إظهاره وحسمه لأن الناس متفاوتون في الفهم والإدراك ، والإمام يريد جمع قلوب الأمة ولا يمكن جمعها إلا على الإجمال الثابت بالنص والإجماع وترك المتنازع عليه محل الشبهات
*** منهج السلف والخلف فيهما نظر المؤمن
ولا يخرج عنهما
الموقف من الصفات
واجب المسلم أن يثبت لربه كل صفات الكمال وأن ينزهه عن كل نقص ، ولذا عمد الإمام الشهيد إلى موقف حكيم :
وهذا مذهب السلف الأعلم والأحكم والأسلم .
ونفي التأويل : أي صرف اللفظ عن معناه الراجح القريب إلى المرجوح البعيد بلا قرينة توجب ذلك
وأن نقف عند المعنى على ما يليق بجلال الله
والتعطيل معناه : نفي مدلولات الألفاظ التي تصف الله تعالى نفياً مطلقاً ، فالله تعالى عند المعطلة لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر .
واجب المسلم أن يثبت لربه كل صفات الكمال وأن ينزهه عن كل نقص ، ولذا عمد الإمام الشهيد إلى موقف حكيم
ـ الكف عن نزاع العلماء
لقد حدث نزاع طويل بين العلماء حول هذا الجانب ، وكان له أثره على وحدة المسلمين والإمام الشهيد يدرك هذا ، ويريد أن يجمع قلوب الأمة ، ولا يمكن جمعها إلا على الإجمال الثابت بالنص والإجماع وترك التفصيل المتنازع فيها في هذا المقام .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ” وما تنازعت فيه الأمة وتفرقت فيه إن أمكن أن يفصل النزاع بالعلم والعدل ، وإلا استمسك بالجمل الثابتة بالنص والإجماع “
مواقف العلماء
يقول الإمام الشهيد في رسالة العقائد انقسم الناس في هذه المسالة على أربع فرق :
- فرقة أخذت بظواهرها كما هي , فنسبت لله وجوها كوجوه الخلق , ويدًا أو أيديًا كأيديهم, وضحكًا كضحكهم , وهكذا حتى فرضوا الإله شيخًا , وبعضهم فرضه شابًا , وهؤلاء هم المجسمة والمشبهة , وليسوا من الإسلام في شيء , وليس لقولهم نصيب من الصحة , ويكفي في الرد عليهم , قول الله تبارك وتعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وقوله تعالى : { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ , اللهُ الصَّمَدُ , لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ , وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }
2- فرقة عطلت معاني هذه الألفاظ على أي وجه , يقصدون بذلك نفي مدلولاتها مطلقًا عن الله تبارك وتعالى , فالله تبارك وتعالى عندهم لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر , لأن ذلك لا يكن إلا بجارحة , والجوارح يجب أن تنفي عنه سبحانه , فبذلك يعطلون صفات الله تبارك وتعالى ويتظاهرون بتقديسه ,وهؤلاء هم المعطلة , ويطلق عليهم بعض علماء تاريخ العقائد الإسلامية: (الجهمية) , ولا أظن أن أحدًا عنده مُسْكَةً من عقل يستسيغ هذا القول المتهافت ! وها قد ثبت الكلام والسمع والبصر لبعض الخلائق بغير جارحة , فكيف يتوقف كلام الحق تبارك وتعالى على الجوارح ؟! تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا .
هذان رأيان باطلان لا حظّ لهما من النظر , وبقي أمامنا رأيان هما محل أنظار العلماء في العقائد , وهما رأي السلف ورأي الخلف .
مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها :
- أما السلف رضوان الله عليهم فقالوا : نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ، ونترك بيان المقصود منها لله تبارك وتعالى , فهم يثبتون اليد والعين والأعين والاستواء والضحك والتعجب... الخ , وكل ذلك بمعانٍ لا ندركها , ونترك لله تبارك وتعالى الإحاطة بعلمها , ولاسيما وقد نهينا عن ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (تفكروا في خلق الله , ولا تتفكروا في الله , فإنكم لن تقدروا قدره ) .
مذهب الخلف في آيات الصفات وأحاديثها
4- فأما الخلف فقد قالوا : إننا نقطع بأن معاني ألفاظ هذه الآيات والأحاديث لا يراد بها ظواهرها, وعلى ذلك فهي مجازات لا مانع من تأويلها , فأخذوا يؤولون (الوجه) بالذات و(اليد) بالقدرة .. وما إلى ذلك هربًا من شبهة التشبيه .
بين السلف والخلف
يقول الإمام الشهيد في رسالة العقائد
قد علمت أن مذهب السلف في الآيات المتشابهات والأحاديث التي تتعلق بصفات الله تبارك وتعالى أن يُمِرُّوها على ما جاءت عليه ، ويسكتوا عن تفسيرها أو تأويلها ، وأن مذهب الخلف أن يؤولوها بما يتفق مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة خلقه ، وعلمت أن الخلاف شديد بين أهل الرأيين حتى أدى بينهما إلى التنابز بالألقاب العصبية ، وبيان ذلك من عدة أوجه :
أولاً : اتفق الفريقان على تنزيه الله تبارك وتعالى عن المشابهة لخلقه .
ثانيا : كل منهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله تبارك وتعالى غير ظواهرها التي وضعت لها هذه الألفاظ في حق المخلوقات ، وذلك مترتب على اتفاقهما على نفي التشبيه .
ثالثًا : كل من الفريقين يعلم أن الألفاظ توضع للتعبير عما يجول في النفوس ، أو يقع تحت الحواس مما يتعلق بأصحاب اللغة وواضعيها ، وأن اللغات مهما اتسعت لا تحيط بما ليس لأهلها بحقائقه علم ، وحقائق ما يتعلق بذات الله تبارك وتعالى من هذا القبيل ، فاللغة أقصر من أن تواتينا بالألفاظ التي تدل على هذه الحقائق ، فالتحكم في تحديد المعاني بهذه الألفاظ تغرير .
وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل ، وانحصر الخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك حفظًا لعقائد العوام من شبهة التشبيه ، وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتًا .
ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالإتباع ، حسمًا لمادة التأويل والتعطيل ، فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان ، وأثلج صدره ببرد اليقين ، فلا تعدل به بديلاً ، ونعتقد إلى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق ، ولا تستدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين غيرهم قديمًا وحديثًا ، وصدر الإسلام أوسع من هذا كله . وقد لجأ أشد الناس تمسكًا برأي السلف ، رضوان الله عليهم ، إلى التأويل في عدة مواطن ، وهو الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، من ذلك تأويله لحديث : (الحجر الأسود يمين الله في أرضه) وقوله صلى الله عليه وسلم قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن ) .
وخلاصة هذا البحث أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق ، وهو تأويل في الجملة ، واتفقا كذلك على أن كل تأويل يصطدم بالأصول الشرعية غير جائز ، فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز في الشرع ، وهو هين كما ترى ، وأمر لجأ إليه بعض السلف أنفسهم ، وأهم ما يجب أن تتوجه إليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف ، وجمع الكلمة ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ، والله حسبنا ونعم الوكيل.
أسئلة
** ما هو مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها ؟
** ما هو مذهب الخلف في آيات الصفات وأحاديثها ؟
** ما أوجه الاتفاق بين المذهبين ؟
**ما وجه الخلاف بين المذهبين ؟
وما هو حجمه الشرعي ؟
** ماذا رجح الإمام من المذهبين ؟
** هناك مذاهب باطلة في الآيات والأحاديث المتناولة
للصفات وضحها ؟
********************
انتهى الاصل العاشر
معا باذن الله تعالى الى الاصل الحادى عشر
|