أستحلفك بالله يامن تفتح هذه الصفحة أن تقرأها قرآأة قلبٍ وعقل
الحب الحقيقي لله
إمرأة تناجي ربها
يقول حاكي القصة ذو النون المصري : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام فبينا أنا في الطواف إذا أنا بشخص متعلقب أستار الكعبة يبكي ويقول في بكائه : كتمت بلائي من غيرك ، وبحتُ بسري إليك ،وإشتغلت بك عمن سواك ، عجبت لمن عرفك كيف يسلو عنك ؟ ولمن ذاق حبك كيف يصبر عنك ؟ثم أقبل على نفسه فقال : أمهلك فما أرعويت ، وستر عليك فما أستحييت ، وسلبك حلاوةالمناجاة فما باليت ، ثم قال : عزيزي ما لي إذا قمت بين يديك ألقبت علي النعاس ومنعتني حلاوة الخدمة لم قرة عيني لم ؟ ثم أنشأه يقول :
روعت قلبي بالفراق فلم اجد *** شيئاً امر من الفراق وأوجعا
حسب الفراق بأن يفرق بيننا *** ولطالماقد كنت منه مفزعاً
قال : فلم أتمالك أن أتيت الكعبة مستخفياً فلما أحس بيتجلل بخمار كان عليه ثم قال :
يا ذا النون غض بصرك فإني حرام ، فعلمت أنها إمرأة فقلت : والله قد شغلني قولك عن كثير مما كنت فيه .
فقالت : ولم عافاك الله ؟ أماعلمت أن لله عباداً لا يشغلهم سواه ولا يميلون إلى ذكر غيره
إي و الله هذا الحب الحقيقي ، فكأنها تقول:
يا سروري ومنيتي وعمادي ** وأنيسي وغايتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي ** أنت لي مؤنس وشوقك زادي
أنت لولاك يا حياتيوأنسي ** ما تسنت في فسيح البلاد
لك كم منة وكم لك فضل ** من عطاء ونعمةوأيادي
حبك الآن بغيتي ونعيمي ** وجلاء لعين قلبي الصادي
إن تكن راضياًعليفإني ** يا منى القلب قد بدا إسعادي