تحدّت الاعاقة البصرية وخضعت لامتحانات البريفية
((الشهادة المتوسطة))
- الخميس 10 حزيران 2010-
البلد - صيدا:
بين الحروف النافرة على اوراق بيضاﺀ وطابعة خاصة، تنقل الطالبة فاتن يوسف (15 عاما) أنامل يديها لتجيب على اسئلة الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة "البريفية" في دورتها العادية، اذ لم تمنعها الاعاقة البصرية التي ولدت معها من تحدي الصعاب وتحقيق امنيتها في نيل شهادة علمية على امل ان تصبح ذات يوم مترجمة.
داخل أحدى غرف مركز ثانوية الدكتور نزيه البزري في صيدا، تجلس الطالبة جوني على كرسيها، تتنفس الصعداﺀ بعدما أدركت ان اسئلة الامتحانات ليست صعبة، تحاول بهدوﺀ أعصاب ان تسابق الوقت كي تجيب عليها دون ارباك، قبل ان تقول انها من ثانوية حسام الدين الحريري في صيدا منذ الصف الرابع الابتدائي وهي تتشارك مع طالبتين اعلى منها صف "روان الامين واحسان حطب" ذات المعاناة فقدان البصر، ونفس الطريقة في تحصيل العلم، مؤكدة ان الاعاقة لم تشكل يوما حاجزا يمنعها من تحقيق اهدافها، لم تعرف اليأس او الاحباط رغم مرور اوقات عصيبة عليها، بقوة الارادة والتحدي تتجاوزها لتصنع من الصعب سهلا.
وتضيف جوني ان الاعاقة ولدت معي، لم اخترها بيدي او بسبب حادث، هي مشيئة الله وانا راضية بها، ولكنني منذ بدأت ادرك الدنيا قررت ان امضي في طريقي يساعدني الاهل والاشقاﺀ لتحقيق هدفي، التحقت بمدرسة السيدة في مغدوشة ثم بمدرسة السفير والآن في ثانوية الحريري في صيدا وها انا اخضع للامتحانات اليوم وواثقة من النجاح باذن الله تعالى.
وكثيرا ما تستعين جوني بوالديها من اجل انجاز دروسها وكتابة فروضها في المنزل، اما في المدرسة فتوضح: "استعين بآلة خاصة" بريل "، فيما المعلمون يساعدونني على فهم ما يصعب علي فهمه مباشرة، اشعر كأنني بين اهلي والقى كل تعاون وتجاوب".
وقالت: "امنيتي في الحياة ان اكون فاعلة ومنتجة في المجتمع كما الناس، الاصحاﺀ امنيتي ان اصبح مترجمة لغة، لانها سهلة ولا تحتاج الى الكثير من العناﺀ والتنقل، فضلا انه من السهولة بمكان الحصول على وظيفة، وفي نهاية المطاف ارغب في خدمة الناس ورد العرفان لهم"، مشيرة الى ان هوايتها الكتابة ومنها الشعر وتطمح الى ان تتمكن من دخول عالم الكومبيوتر قريبا بما يتناسب مع وضع فقدانها البصر لانها عالم جميل وغني بالعلوم والمعرفة والثقافة ما ينمي قدرتي على التعامل مع الواقع.
وكانت امتحانات "البريفية"، قد تواصلت لليوم الثالث على التوالي في ظل أجواﺀ هادئة ووسط تدابير أمنية اتخذتها قوى الأمن الداخلي حيث جرت الامتحانات في 10 مراكز في صيدا وهي (ثانوية نزيه البزري الرسمية، حارة صيدا المتوسطة الرسمية، ثانوية صيدا الرسمية الاولى للبنات، متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية، صيدا المتوسطة الرسمية المختلطة، ثانوية حارة صيدا الرسمية، عبرا المتوسطة الرسمية، الاصلاح المتوسطة الرسمية للبنات، الاصلاح ا لمتو سطة ا لر سمية ا لمختلطة وصيدا اللبنانية الكويتية) وقد خضع الطلاب للامتحان في مادتي اللغة الاجنبية، والفيزياﺀ معربين عن ارتياحهم للاسئلة.