رد: الاخوان وفساد المنهج وكلام العلماء فيهم
اما بخصوص التصوف و اتهام الامام البنا بانه كان صوفيا ضال
اولا انا لا انكر مطلقا انه كان صوفيا بل انه كان صوفيا معتدلا وكان يذهب الى دمنهور فى مسجد التوبة
عايز اقول لحضرتك حاجه ان بيت الامام البنا رحمة الله عليه بجوار بيتى وانا لى كل الفخر فى ذالك انه من بلدى فكان اى احد يبحث عن الالتزام فهم كانوا منتشرين عندنا وفعلا ذهب معهم الامام البنا
اما بخصوص باقى الشبهات حول تصوفه فهذا الكتاب خير رد ساتركك مع الكتاب
وكانت أول المفتريات ، اتهام الشيخ البنا رضوان الله عليه بالصوفية ، كلمة سمعوها كالببغاوات فرددوها بغير معنى ولا معرفة ، ولا علم ولا فقه ، وإذا سألت أحدهم ما هو التصوف ، ومن هم المتصوفة ، أجابك بغير تردد فئة ضالة مضلة كافرة ، هكذا وفي جملة واحدة اختصر القضية ، وأتى بالحكم بدون حيثيات ولا بينات ولا شهود ، ثم انبرى ينسبها إلى كل من يريد ، بسبب وبدون سبب ، اعتمادا على ورود حتى اسمها مجردا على لسان من يتهمون .
أضواء على التصوف :
قول الإمام الشاطبى في التصوف :
ويحسن بنا ونحن نتناول هذه الفرية أن نلقي الضوء على هذا الاسم ، وعلى المنتسبين إليه من واقع أقوال العلماء الراسخين في العلم ، مثل الإمام ابن تيمية ، والإمام الشاطبي - رضي الله عنهما - صاحب كتاب ( الاعتصام ) ذلك الكتاب الذي يعتبر المرجع المبرز في بيان البدع والمبتدعة في الدين ، فقال - رضي الله عنه - في الاعتصام - الجزء الأول ، ص 89 : 91 طبعة المعرفة : ( " الوجه الرابع " من النقل ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس . وإنما خصصنا هذا الموضوع بالذكر، وإن كان فيما تقدم من النقل كفاية لأن كثيرا من الجهال يعتقدون فيهم أنهم متساهلون في الاتباع ، وأن اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه ، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به ، فأول شئ بنوا عليه طريقتهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها حتى زعم مذكرهم ، وحافظ مأخذهم ، وعمود نحلتهم ، ( أبو القاسم القشيري ) أنهم إنما اختصوا باسم التصوف انفرادا به عن أهل البدع ؟ فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم " لم يتسم أفاضلهم في عصرهم باسم علم سوى الصحبة ، إذ لا فضيلة فوقها ، ثم سمي من يليهم التابعين ، ورأوا هذا الاسم أشرف الأسماء ، ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين . ثم اختلف الناس وتباينت المراتب ، فقيل لخواص الناس ممن له شدة عناية في الدين : الزهاد العباد .
قال : ثم ظهرت البدع ، وادعى كل فريق أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله ، الحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف ، هذا معنى كلامه ، فقد عد هذا اللقب مخصوصا باتباع السنة ومباينة البدعة ، وفي ذلك ما يدل على خلاف ما يعتقده الجهال ومن لا عبرة به من المدعين للعلم .
وفي غرضي - إن فسح الله في المدة وأعانني بفضله ويسر لي الأسباب -أن ألخص في طريقة القوم أنموذجا يستدل به على صحتها وجريانها على الطريقة المثلى ، وأنه إنما داخلتها المفاسد وتطرقت إليها البدع من جهة قوم تأخرت أزمانهم عن عهد ذلك السلف الصالح ، وادعوا الدخول فيها من غير سلوك شرعي ، ولا فهم لمقاصد أهلها ، وتقولوا عليهم ما لم يقولوا به ؟ حتى صارت في هذا الزمان الأخير كأنها شريعة أخرى غير ما أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأعظم من ذلك يتساهلون في اتباع السنة ، ويرون اختراع العبادات طريقا للتعبد صحيحا، وطريقة القوم بريئة من هذا الخباط – بحمد الله –
. فقد قال الفضيل بن عياض : من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة . وقيل لإبراهيم بن أدهم : إن الله يقول في كتابه في" ادعوني أستجب لكم " وتحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا فقال : (ماتت قلوبكم بخمسة أشياء :
أولها : عرفتم الله فلم تؤدوا حقه .
والثانى ، قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به .
والثالث : ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلموتركتم سنته .
والرابع : ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه .
والخامس : قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها . )
وقال ذو النون المصري : (من علامة حب الله متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأمره وسننه ) . وقال : (إنما دخل الفساد على الخلق في ستة أشياء : الأول ، ضعف النية بعمل الاخرة .
والثانى : صارت أبدانهم مهيئة لشهواتهم .
والثالث : دخل عليهم طول الأمل مع قصر الأجل .
والرابع : آثروا رضاء المخلوقين على رضاء الله .
والخامس : اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
والسادس : جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم ودفنوا أكثر مناقبهم ) .
وقال لرجل أوصاه : (ليكن اثر الأشياء عندك وأحبها إليك أحكام ما افترض الله عليك ، واتقاء ما نهاك عنه ، فإن ما تعبدك الله به خير لك مما تختاره لنفسك من أعمال البر التي تجب عليك ، وأنت ترى أنها أبلغ لك فيما تريد ، وكذلك يؤدب نفسه بالفقر والتقلل وما أشبه ذلك ، وإنما للعبد أن يراعي أبدا ما وجب عليه من فرض يحكمه على تمام حدوده ، وينظر إلى ما نهئ عنه فيتقيه على أحكام ما ينبغي ، فإن الذي قطع العباد عن ربهم ، وقطعهم عن أن يذوقوا حلاوة الإيمان وأن يبلغوا حقائق الصدق ، وحجب قلوبهم عن النظر إلى الآخرة ؟ تهاونهم بأحكام ما فرض عليهم في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم وأيديهم وأرجلهم وبطونهم وفروجهم ، ولو وقفوا على هذه الأشياء وأحكموها لأدخل عليهم البر إدخالا تعجز أبدانهم وقلوبهم عن حمل ما رزقهم الله من حسن معونته ، وفوائد كرامته ، ولكن أكثر القراء والنساك حقروا محقرات الذنوب ، وتهاونوا بالقليل مما هم فيه من العيوب ، فحرموا ثواب لذة الصادقين في العاجل ) .
وقال بشر الحافي : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : " يا بشر ! تدري لم رفعك الله بين أقرانك ؟ " قلت : لا يا رسول الله ، قال : " لاتباعك سنتي ، وحرمتك للصالحين ، ونصيحتك لإخوانك ، ومحبتك لأصحابي وأهل بيتي هو الذي بلغك منازل الأبرار ").
وقال يحيى بن معاذ الرازي : (اختلاف الناس كلهم يرجع إلى ثلاثه أصول ، فلكل واحد منها ضد، فمن سقط عنه وقع في ضده :
ا - التوحيد وضده الشرك .
2-والسنة وضدها البدعة .
3 - والطاعة وضدها المعصية) .
وقال إبراهيم القمار : (علامة محبة الله إيثار طاعته ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم) .
وقال سليمان الداراني : (ربما تقع في قلبي المسألة من مسائل القوم أياما ، فلا أقبل منها شيئا إلا بشاهدين عدلين : الكتاب والسنة . ) .
وقال أبو القاسم الجنيد : (مذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة) .
وقال . (من لم يحفظ القرآن ، ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة) .
وقال إبراهيم الخواص : (ليس العلم بكثرة الرواية ، وإنما العالم من اتبع الكتاب ، واقتدى بالسنة) . وسئل عن العافية ، فقال : (العافية في أربعة :
ا دين بلابدعة . 2 -عمل بلا آفة .
3-قلب بلا شغل . 4 -نفس بلا شهوة .
وقال . (الصبر : الثبات على أحكام الكتاب والسنة) .
هذا قليل من كثير نقله الإمام أبو إسحاق الشاطبي في عشر صفحات من سفره العظيم ، وقال -رحمه الله -: وكلامهم في هذا الباب يطول ، وقد نقلنا منه جملة من أحاديث مشايخهم تربو على اثنين وأربعين شيخا، جميعهم يرون الابتداع ضلالا ، ويأمر بالاستمساك بالكتاب والسنة ، وانما الذي خرج عن هذا الأصل جماعة ضالة من المتأخرين انتسبوا إلى التصوف زورا وحالهم معروف لا يخفي على أحد ( انظر في ذلك "الاعتصام " للشاطبي ص 89 - 98 ) .
|