رد صادق
بسم الله الرحمان الرحيم
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل للأخت الكريمة ريحانة على طرحها لهذا الموضوع الحساس والقيم في نفس الوقت
قبل أن أتكلم عن إمكانية وجود علاقة بين الولد والبنت أو الرجل والمرأء،أريد أن أعرج على المستويات التي يعيش الواحد منا في كنفها في كل مناحي حياته والمتعلقة بمسألة العلاقات.
هناك ثلاث مستويات :
- المستوى الأول: علاقتنا مع الله عز وجل
- المستوى الثاني علاقتنا مع أنفسنا (ذواتنا)
- المستوى الثالث علاقتنا مع غيرنا (وهنا بيت القصيد)
وتأصيله من القرآن الكريم في قوله تعالى في أوائل سورة البقرة بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ألم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " الآية 1/2
إن المتمعن في هذه الأيات الكريمات يجد تلك المستويات الثلاث، فالإيمان بالغيب يمثل العلاقة مع الله عز وجل،و إقامة الصلاة أي العبادة التي تكون نتيجتها أجر وفير ورضى من الله هي في النهاية الإحسان إلى النفس أي علاقة مع الذات، والإنفاق على الآخرين هو العلاقة مع الغير،طبعا الإنفاق ليس فقط إنفاق المال وإنما أن تنفق على الناس من الحب الذي وهبك الله عز وجل، من العطف الذي رزقك إياه، من الكرم من حسن الخلق من الكلمة الطيبة من كل خير رزقه الله إياك.
ونجاحك في علاقاتك يستلزم نجاحك على هذه المستويات الثلاث، أي أن فشلك في واحد منها يعني فشلك في ما سواه
ونأتي هنا إلى موضوعنا الأساسي، هل تعتقدون أن شخصا فاشلا في علاقته مع الله أي أنه فاشل في علا قته مع نفسه أن يكون ناجحا في علاقته مع غيره ؟
لا أعتقد ذلك، سيفشل بعد كل محاولة.
لأنه في هذا الزمان الذي نعيش وسط كل هاته المغريات والإكراهات ليس هناك صداقة بين الرجل والمرأة، لأنها أصبحت أكثر مداخل الشيطان و أنشطها بالنسبة له، ما يمكن السماح به في حدود الضوابط الشرعية هو الأخوة في الله المبنية على أساس التعاون والثقة والصدق في القول و العمل و الأهم من ذلك كله إحسان الظن، لأ،نه من المكن أن يصادف الرجل النساء في مقر العمل، أو يصادف الشاب الفتيات في الجامعة أو المدرسة وهذه أماكن أصبح الارتداد عليها ضروريا فهل سنهجرها هربا من الوقوع في الخطأ، بالطبع لا، إذن فالحل في نظري هو التمسك أولا بالقيم الأخلاقية و إحسان الظن بالآخرين وصدق النية مع الله أولا ثم مع الذات ثم مع الآخرين.
و الله أعلم وأعلى و أحكم، وأستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين
|