الشرح المستفيض :
يجب .. ثم يجب .. ثم يجب ..
أن يعلم المعالج أنه في حرب مع الشيطان ..
والطبيعي أن أي مسلم علي وجه الأرض له عداء حقيقي ..
ومباشر مع الشيطان وذريته ... ولكن تزداد شراسة تلك الحرب ..
مع بعض الأشخاص دون البعض ...
فأول المستهدفين هم الأنبياء والرسل ..
ثم العلماء والدعاة والمجاهدين ...
وأشد صنف من المجاهدين ..
هم المعالجين الصالحين العالمين ..
لأنهم في قتال مباشر مع الشياطين وأولياؤهم من سحرة الجن والإنس ...
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوي ..
وهذا من أعظم الجهاد في سبيل الله ..
لذلك .. يجب أن ينعقد هذا المفهوم لدي المعالج..
ولا ينشغل عنه أبدا أثناء العلاج .. بل علي مدار حياته كلها حتي يلقي الله .
وفي تلك الحرب الدائرة مع السحرة والشياطين ..
سيجد المعالج .. أول وأخطر عدو له
... هو ... (( القرين ))
وأقصد بذلك قرين المعالج .. وأيضا قرين المريض ...
- أخبث عدو تقابله في حياتك ...
فكل مكر عند إبليس ستجد نسخة منه عند هذا الخسيس ..
بل صراعك كله .. معه .. فهو إبليس بالنسبة لك ..
فلكي تعطيه حجمه الحقيقي .. الأفضل أن تعتبره من الآن ..
إبليس .. فهو نسخة منه .. شيطان إبليسي .. أبتلينا به ..
إذن ...
بدأنا نضع أيدينا علي أهم مواطن الخلل ..
وأول نتيجة ظهرت لنا الآن ...
أننا ...
وللأسف ...
مخترقون ...
هل أنت متأكد من ذلك ؟
أقول لك نعم يا أخي ..
فهذا الشيطان معي ومعك ومعها ومعنا ومعهم ..
من أول لحظة في الدنيا .. فهو الذي يطعن الطفل الوليد في
خاصرته لحظة ولادته .. فيستهل صارخا ..
فهو يعرف تاريخ حياتك كاملا مفصلا ...
فهو يا أيها المعالج .. أكبر وأخطر جاسوس عليك علي الإطلاق ...
وأنت أيضا أيها المريض .. كتاب مفتوح أمامه ..
فيعرف عنكما .. كل شئ .. ماذا تحبا وماذا تكرها ..
شهواتك .. نزواتك .. نقاط ضعفك .. أمراضك ..
الجسدية والقلبية .. والروحية .. بل يعرف فيما تفكر ..
بل يطلع علي .. حديثك الصامت مع نفسك ..
ذاكرتك أمامه .. يأخذ منها ما يشاء .. إنفعالاتك ..
ومشاعرك .. حزنك وألمك .. فرحك وسعدك ...
كل شئ ... ألم أقل أنكم مخترقون ..
!!!
إذن كما قلت لك أيها المعالج إنها حرب ليست سهلة .
والساحر .. كيف يصل إليك أيها المريض ...
فهو يلهث وراء .. إسمك وإسم أمك .. لكي يصل إلي قرينك ...
فماذا تتوقع من القرين .. هل سيضرك .. هل سيسمح بذلك .. ؟
يا أخي قلت لك أن تتعامل مع شيطان إبليسي ..
يريد أن يذهب بك إلي الجحيم .. وهو ليس حريص علي أذاك جسديا ..
كما تظن .. لا .. ليس هذا طموحه ..
بل يطمح من وراء ذلك الأذي الجسدي والنفسي من السحر ..
سواء سحرت لعدم الإنجاب أو للطلاق أو التفريق أو المرض أو ... الخ ..
هو يمرر ذلك ولكن .. هو يهمه ما بعد ذلك من ضعف نفسي وأيماني ..
أو تسخط أو اعتراض .. وقلة صبر .. ويأس.. وهوان ..
حتي يجد مسلك وطريق .. للوسوسة القوية والإغواء ..
وتزيين الباطل .. لو سألنا أي مريض بالسحر أو المس ..
عن الوسواس الذي يجده فستجد كثير منهم ..
يخبرك بعظيم معاناته .. والوساوس الكفرية والسب واللعن ...
فهذه حقيقته وهذا ما يريده منك أن تكفر بالله ..
أن تقول وتعتقد الكفر ..
لذا .. لا تنتظر منه أي خير ..
أي رحمة .. أي شفقة ..
بعد هذا التوضيح ..
نعود للموضوع :
الآن المعالج .. ذهب للمريض ..
لا ننسي أن المعالج والمريض داخل المثلث ...
بمجرد دخول المعالج علي المريض أو المريضة ..
تبدأ حلقات الإتصال ... بين رؤس المثلث ..
ولن أكون مبالغا إن قلت أن هذا الإتصال ..
قد يحدث قبل دخول المعالج لبيت المريض ...
بل أن هناك حالات مرضي ،كان المريض يعرف أن المعالج حضر
قبل وصوله للبيت .. تبدأ المشاورات وتبادل المعلومات بين قرين المعالج ..
والجن المعتدي .. الذي يريد أن يعرف .. من هذا الذي أتي ..
لمنازلته .. فيهمه أن يجمع عنه أكبر قدر من المعلومات ..
وهذه هي طبيعة الحروب .. فالجن المعتدي ..
لم يدخل لهذا الجسد عبثا .. بل هناك مهمة وهدف ..
جاء من أجله .. وهناك سحر يخاف عليه ..
وأحيانا يضطر لنقله من مكان لمكان حفاظا عليه ..
وهناك طلاسم يحفظها .. ونداءات واستغاثات لها وقتها ..
ولديه خطط وأساليب .. حضرها وحفظها ..
فأي أسلوب .. سيستخدمه مع هذا المعالج ...
لذا كل معلومة يتلقاها من قرين المعالج لها ثمن ..
بل كلمة واحدة قد تكون فيها نجاته ..
ألم أقل لكم أنها حرب ... !
يتبع