عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-05-2006, 01:40 PM
الدمشقية الدمشقية غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: دمشق
الجنس :
المشاركات: 42
الدولة : Syria
25 أسماء الله الحسنى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأقدكم لكم في هذا الموضوع أسماء الله الحسنى لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنة" وقد قال العلماء أن معنى من أحصاها ليس من حفظها فقط ولكن من علم معناها وعمل بها أيضاً وندعو الله أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى:

الدرس الأول 001/100 : لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي .
الموضوع : اسم الله "الملك" .
بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أسماء الله الحسنى : الملك ، وإن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة قال تعالى :

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)(سورة الحشر)
وقال تعالى : مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) (سورة الفاتحة)
وعند السادة الشافعية يجب أن تقرأ في الركعة الأولى : مالك يوم الدين ، وفي الركعة الثانية: ملك يوم الدين ، وقد ورد هذا الاسم في آية أخرى قال تعالى : فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55) (سورة القمر)
وفي آية رابعة قال تعالى :
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) (سورة آل عمران)
وفي آية خامسة قال تعالى : فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) (سورة يس)
تعريف الملك :
القدرة على التصرف إذاً هو من أسماء الذات ، وهو من أسماء الأفعال، فيمكن أن يكون من أسماء الذات ومعناه : القدرة على التصرف ، ويمكن أن يكون من أسماء الأفعال ومعناه المتصرف .
حديث قدسي : "أنا ملك الملوك ، ومالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة ، وإنِ العبادُ عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، وادعوا لهم بالصلاح ، فإنّ صلاحهم بصلاحكم" .
الله : ملك بل مالك الملوك ومعنى هذا أن أي شيء يُملَّك مالكه الله سبحانه وتعالى ، وقال بعض العلماء : الملك هو الذي يحكم ولا يملك، والمالك هو الذي يملك ولا يحكم ، والله سبحانه وتعالى مالك وملك .
أحياناً يملك الإنسان الشيء ولا ينتفع به وليس من حقه أن يتصرف فيه، وأحياناً ينتفع فيه ويتصرف فيه ولا يملكه ، وأحياناً يملك الشيء وينتفع به ويتصرف فيه وليس المصير له ، مثال بيت يملكه ملكاً حراً شرعياً يسكنه ، فإن صدر قرار استملاك يصبح مصيره ليس له ، إذاً إذا قلنا إن الله سبحانه وتعالى هو مالك الملك : يملك الشيء ويتصرف به ومصيره إليه ، فتكون أعلى درجات الملكية هي ملكية الله سبحانه وتعالى .
سئل أعرابي يملك قطيعاً من الغنم ، لمن هذه ؟ قال : لله في يدي ، فالمؤمن الصادق : بيته ومتجره ، سيارته ، خبرته ، مكانته ، شهاداته ، يراها بملك الله عز وجل . مثال : أعلى طبيب في اختصاصه، إذا تجمدت خثرة في دماغه ، يفقد ذاكرته فمصيره إلى مستشفى المجانين، إذاً مَن مالك الملك ؟ الله سبحانه وتعالى .
هذه العين التي ترى بها ، من مالكها ؟ الله سبحانه وتعالى ، هذه الأذن، هذا اللسان ، هذه الحركة ، هذه القوة ، أيْ مِن لوازم الأيمان : أن ترى أن كل شيء بحوزتك هو ملك لله عز وجل سمح لك أن تتصرف به . لمن هذا القطيع يا فلان ؟ لله في يدي ، وبيتك لله في يدك ، ومتجرك لله في يدك ، وسمعتك ومؤلفاتك وعقلك وذكاؤك لله في يدك .
الآن إذا قلنا : فلان ملك ، نقصد بها حقيقةً أم مجازاً ، العلماء قالوا : لا يمكن أن يملك حقيقةً إلا الله ، وأيُّ وصف للملكية لغير الله فهو وصف مجازي وعلى سبيل المجاز فقط ، لأن الملك هو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ، فهل من ملك يستغني في ذاته عن كل موجود ؟ ألا يشرب ، ألا يستنشق الهواء ، ألا يأكل ، ألا يشعر بحاجة إلى النوم ، ألا يخاف ، ألا يحزن ، ألا يتمنى أن يكون له أعوان كثر ، إذاً أي إنسان مفتقر في وجوده وفي صفاته إلى إنسان آخر ، لا يمكن أن يكون ملكاً حقيقياً ، الملك الحقيقي هو الله عز وجل ، وإذا سمينا فلاناً ملكاً فهو من باب المجاز .
الملك الحقيقي الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ويحتاجه كل موجود ، بل لا يستغني عنه شيء في شيء لا في ذاته ولا في صفاته ، فهو ملك في ذاته ، في وجوده ، في صفاته ، مستغنياً عن كل شيء ، بحاجة إليه كل شيء ، هذا هو الوصف الدقيق للملك ولا ينطبق إلا على الله عز وجل ، إذاً الملك الحقيقي هو الله ، وكل من يصف نفسه أنه ملك أو مالك هذه الدار أو مالك هذه الدكان أو مالك هذه التجارة أو صاحب هذه الشركة هذا من باب المجاز ، أعرف حجمك الحقيقي رحم الله عبداً عرف حده فوقف عنده .
الله سبحانه وتعالى : مالك مُمَلِّك ، الشخص الذي لا يستطيع أن يملكك فليس ملكاً ، فمن لوازم هذا الاسم أن الله مالك مملك ، والدليل قال تعالى:
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) (سورة آل عمران)
والملك الحقيقي الذي يملك هواه ولا يملكه هواه ، والذي أُعتِق من أَسْرِ نفسه وليس ملكاً لنفسه ، قال تعالى :
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) (سورة يوسف)
هذه الآية دقيقة جداً : سيدنا يوسف يصف بأنَّ الله قد آتاه الملك : أيُّ مُلْكٍ آتاه ! لعلكم ظننتم أنه كان أميناً على خزائن الأرض ، أغلب علماء التفسير قالوا : لا ، بل آتاه الملك الحقيقي فهذا الملك الذي يؤتيه الله لمن يشاء ملك زائل ، وليس فضيلة يفتخر بها ، فما هو الملك الحقيقي ؟ هو أنه ملك نفسه ، لمجرد أن قال: معاذ الله حينما دعته امرأة ذات منصب وجمال، حينما قالت هيت لك قال معاذ الله ، قال علماء التفسير : هذا هو الملك الحقيقي ، الملك الذي لا يزول ، الملك الذي تسعد به إلى الأبد، أن تملك نفسك ولا تملكك ، أن ينقاد لك هواك ولا تنقاد له ، إذا انقاد لك هواك وسيطرت عليه فأنت ملك ، إذا سيطرت على نفسك فأنت ملك ، إذا ملكت زمام نفسك فأنت ملك ، إذا سيطرت على شهواتك فأنت ملك ، إذا قدت نفسك إلى طريق الخير والسعادة فأنت ملك أما إذا قادتك نفسك إلى الضلال والشهوات والمعاصي والأثام أنت مملوك ، إذا قادك عقلك أنت ملك، إذا قادك هواك فأنت مملوك ، وشتان بين أن تكون ملكاً وبين أن تكون مملوكاً .
أحد أكبر زعماء أوروبا في الحقبة السابقة والذي حقق انتصاراً ساحقاً في الحرب العالمية الثانية له كلمة لا أنساها ، قال : ملكنا العالم ولم نملك أنفسنا ، نحن ضعاف أمام أنفسنا . شخصية كبيرة تغريه امرأة تعمل معه ، تنهار نفسه أمام فتنتها . إذاً أنت مملوك ، كل أهل الدنيا عندهم نقطتا ضعف مدمرتان : المال والنساء ، أي يملك أشياء كثيرة وله اطلاع واسع ، له قدرات عجيبة ، ومع ذلك المرأة والدرهم والدينار تمتلكه ، إذاً هو مملوك. لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام قال :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...* (سنن ابن ماجة )
ـ مملوك هو في خدمة المال ولم يجعل المال في خدمته ، المال أصلاً مُسخر لك لكنك سُخِّرت له فأنت عبد له ،- تعس عبد الفرج تعس عبد البطن تعس عبد الخميصة . إذاً أنت مملوك ، إذا قرأتم هذه الآية ترنموا بها : ربِّ قد آتيتني من الملك ، الملك الحقيقي أن تملك نفسك لا أن تملكك ، أن ينقاد لك هواك لا أن تنقاد له ، أن تسيطر على شهواتك ، أن تكون مع الحق حيث كان الحق ، أن تكون وقَّافاً عند كتاب الله ، أن تعترف بالحق الذي لغيرك عليك وإن كان مراً ، هذه هي البطولة الحقيقية ، هذا ما اتجه إليه معظم المفسرين في قوله تعالى :
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) (سورة يوسف)
بعضهم قال : المَلِكُ: الذي ملك قلوب العابدين فأقلقها ، الحقيقة أن الإنسان منذ أن عرف الله عز وجل ، أو منذ أن بدأ في معرفة الله ، دخل في دوَّامة الحب ، أصبح مشغولاً ، أصبح عظيماً بعد أن كان تافهاً ، يعني أن المؤمن قلق لا ينزاح عنه قلقه حتى يلقى الله عز وجل ، هل اللهُ راض عني ؟ هل عملي وفق ما يرضي الله ؟ هل الله يحبني ؟ هل في عملي إخلاص ؟ هل في عملي زيغ ؟ هل هناك ما أرجوه غير الله عز وجل ؟
ومَلَكَ قلوبَ العارفين فأحرقها ، المَلِكُ مَنْ إذا شاءَ مَلَّك ومن إذا شاء أهلك :
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)(سورة البروج)
إذا أعطى أدهش ، وإذا حاسب فتّش ، أعطانا قبل سنوات أمطاراً غزيرة دهشنا بها سبعين ضعفاً عن إنتاج السنوات السابقة من القمح وإذا انحبست أمطار السماء ، فَمَنْ في الأرض كلها يستطيع أن يصدر قراراً بإنزال المطر ! ولو اجتمعت الأمم كلها ، المجالس كلها ، والقيادات كلها، وإذا انحبست الأمطار مات الزرع وتبعه الضرع وتبعه الإنسان .
فنحن عبيد لأننا مفتقرون لماء السماء :
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (30)(سورة الملك)
اللهُ سبحانه وتعالى . المَلِكُ من إذا شاء ملّك وإن شاء أهلك ، الملك الحق من لا ينازعه معارض ، لا خصومات لا معارضون لا مُشَوشون منتقدون ، ولا يمانعه ناقد فهو في تقديره منفرد ، وبتدبيرهُ متوحِّد ، ليس لأمره مرد ولا لحكمه رد، والمَلِكُ من دار بحكمه الفلك .
ذكر الله تعالى في آية واحدة خمسة بنود للملكية ، قال تعالى :
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) (سورة آل عمران)
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــع

التعديل الأخير تم بواسطة الدمشقية ; 11-05-2006 الساعة 01:42 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 59.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.72 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (1.08%)]