مع قرب عودة المدارس بدأ كل شخص يظن أنه أفضل مني في تربية ابنتي .
أخوات زوجي الثمانية كل منهن تقول لي شيء:
-حوليها لمدرسة أخرى لأنه بنتك تعبت السنة الماضية حرام عليكم ارحموها ، وضحت لهم أني قاصدة ادخال بنتي هذه المدرسة بالذات كي تتأسس بكل الأسس الصحيحة ، ولم أجد مدرسة تهتم بهذه الأسس إلا مدرسة البيان.
- انتِ بتحرمي بنتك من اللهو واللعب ، طول وقتها يا دراسة يا قرآن ، بلاش تكمل ، خليها لما تكبر ، لاحقة ع الحفظ ، وضحت لهم أنها في أوقات الدراسة لها أوقات لـ العب ولها أوقات للدراسة ، ثم في التحفيظ ليس طوال الوقت حفظ قرآن وإنما يوجد وقت للتسلية.
- بنتك طوال الوقت بعيدة عنك ، ستكبر ولن تجد أي حب لكِ في قلبها ، بل وسيكون بينكما حاجز يمنعها من التفاعل والتعامل بكل حرية معك ، خفت من هذه النقطة فعلا ولكن قلت لهم القرآن سيربي بنتي وكفى به مربـيًا لها .
وغيرها من كلمات قالها جدها وجدتها ( أم وأب زوجي ) ، وعماتها.
لم يقف أحد في صفي ، ولكن أختي كانت سندي ، و زوجي أصبح بين نارين - بيني وبين كلام أهله - خصوصا وأنهم عندما رأوا تمسكي برأيي أصبحوا يضغطون عليه.
في آخر الأمر
اتفقت أنا و زوجي على شيء ، بما إنه لا يمكننا أن نستشير لجين لصغر سنها ، ولكن سنعمل لها امتحان ، نختبر فيه رغبتها في الإستمرار من عدم ذلك.
عندما بدأت الدراسة ، اعتادت أنها بعد عودتها من المدرسة تنام قليلا ثم تستيقظ للذهاب إلى التحفيظ ، في أول يوم خرج والدها من المنزل متعمد لنرى ردة فعلها هل ستفرح بأنها ستغيب ، أم ستسأل عن سبب عدم ذهابها
وحصل الأمر الآخر
استيقظت من نومها تسأل : ليش ما رحت اليوم دار الهدى يا ماما ؟
أجبتها : بابا قال خلاص بلاش تروحي دار الهدى عشان لا تتعبي .
ظلت تبكي ، وترفض كل شيء أقوله لها في ذلك اليوم إحتجاجا على عدم ذهابها .
بعدها قال زوجي: ما دامت هي راغبة ، ولم تكن رغبتها من فراغ ، فالأسلوب أعجبها ، وتجد هناك الإستمتاع واللعب ، وإن لم يكن كذلك لما أصرت على الذهاب بهذه الطريقة!!
إذن لتكمل مشوارها ، وسنتحمل كل كلمة سيئة تُـقال لنا ، واتفقنا على ذلك .