عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-10-2009, 11:12 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث التاسع عشر/ شرح الأربعين النووية

"وَاعْلَمْ أَن الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ"لو تأملنا هذه البلاغة النبوية لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن الفرج مع الكرب والنصر مع الصبرا، فمن يريد النصر فهو مع الصبر، ومن يريد الفرج فهو مع الكرب، فلا يمكن أن نحصل على الفرج دون أن يأتي الكرب، فالكرب إذا حصل فصبرنا، فإن الفرج آت لا محالة.ولو نظرنا لواقع الناس لرأينا أنهم يطلبون دائما النصر والفرج والخير كله بلا كرب ولا متاعب ولكن الحبيب المصطفى قرنهما فمن أراد النصر عليه الصبر ومن أراد الفرج فهو مع الكرب.


والكرب هو شدة البلاء ، والضيق الذي يحصلللإنسان سواء كان في نفسه أو في ماله أو في آله . فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل :


اشـتدي أزمة تنفرجي .......... قد آذن ليلك بالبلج


والفرج انكشاف الشدة والكرب، فكلما اكتربت الأمور فإن الفرج قريب، وهذا فيه الأمر بالصبر لأن الله عزّ وجل يقول في كتابه: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء)(النمل: الآية62) فكل يسر بعد عسر بل إن العسر محفوف بيسرين، يسر سابق ويسر لاحق قال الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:5-6] ، قال ابن عباس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال"لَن يَغلُبَ عسرٌ يُسرَين" .


وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين ،


من سنن الله الكونية التقابل بين الشدة والرخاء ,الحياة لا تكون على صفة واحدة إذن لا تأتي شدة إلا ويأتيمعها فرج لا تأتي مشكلة إلا ويأتي لها حل لا يأتي عسر إلا وله يسر.
س" متى تكون هذه السنةالكونية؟
عندما يكون العبد مع اللهسبحانه وتعالي, إن أصابه عسر فله بعده يسران إن أصابه شدة وكرب فله بعده فرج إن أصابه انهزام فله بعده نصر فلنكن مع الله بخط واحد, ولوكان الفردكذلك ولو كان المجتمع كذلك ولو كانت الأمة كذلك لن تتخلف هذه السنة الكونية .
س" ماهي أهمالعوامل للوصول إلي النصر ؟
الصبر, لأن النصر مع الصبر, ومفهوم النصر مفهوم عام النصرعلى المعاصي على الشهوات على الشبهات على ألأعداء النصر على الشيطان, نصرالأمة على أعدائها نصر المسلمين على غير المسلمين لا يكون إلا بالتعامل مع الله ثمبالصبر لذلك النتيجة من هذا لا يصيبنا يأس ولا قنوط ونبقي دائما متفائلين مستبشرينما دمنا مع الله سبحانه وتعالي فلا يأس لا قنوط من رحمة الله, وقد يتأخر النصر ففي هذه الحالة يرجع العبد الى نفسه ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْأَيْدِيكُمْ﴾(الشورى ,يرجع إلي ذنوب ويحاسب نفسه.



من فوائد الحديث :


في هذا الحديث نجد فوائد للمربينوالمعلمين مما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم فيقواعد ووسائل التربية.


1- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه الأمة، وتنشئة الجيل المؤمن المثالي.


2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب.


3- استغلال الفرصفالنبي صلي الله عليه وسلم أردف بن عمه عبد الله بن عباسرضي الله عنهما على دابته فالنبي صلي الله عليه استغل هذه الفرصة مع هذاالغلام وأعطاه توجيها له وللأمة من بعده إلي يوم القيامة


4- ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال: "يَا غُلام إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ".


5- أنه ينبغي لمن ألقي كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه، حيث قال: "يَا غُلاَمُ إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ". فعلى المعلمين والمعلمات والمربين أن ينتقوا الألفاظ المحببة للطلابوالطالبات ، واستخدام الأسلوب ألتشويقي.كما علمنا الحبيب المصطفى في هذا الحديث .


6- أن من حفظ الله حفظه الله لقوله: "احفَظ الله يَحفَظكَ". من حفظ الله تعالى كان معه، يعينه وينصره، ويحميه ويؤيده، ويوفقه ويسدده ويهديه ويدله على مافيه الخير ويمنع عنه الشر.


7- أن من أضاع الله - أي أضاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه،قال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر: 19)


8- التوجه إلى الله تعالى وحده بالدعاء والسؤال والأستعانة أي أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله، ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وتُعينَ الرجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحمِلَهُ عَليها أَو تَرْفَعَ لَهُ عَليها مَتَاعَهُ صَدَقَة".


9- من كمال التوحيد ترك سؤال الناس، وأن يطلب المسلم من الله وحده في كل شأن من الشؤون، لأنه سبحانه هو الذي طلب من عباده أن يسألوه، قال تعالى:{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [ النساء: 32].


وروى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَلُوا الله من فضله، فإن الله يُحبُّ أن يُسأل". وهو سبحانه الذي لا يمل سؤالاً ولا طلباً، لأن خزائنه ملأى لا تنفذ: {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [ النحل:96].


10- أن الأمة لن تستطيع أن تنفع أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له، ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه لقوله صلى الله عليه وسلم "وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك"فمن كان على حق ودعا إليه، أو أمر بالمعروف، أو نهى عن المنكر، فإنه لا يضره كيد الظالمين ولا مكر أعداء الله المبطلين. فعلى المرء أن يكون معلقاً رجاءه بالله عزّ وجل وأن لايلتفت إلى المخلوقين، فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً.


11- كل شيء مكتوب منتهٍ منه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عزّ وجل كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة..


12- أن الإنسان إذا تعرف إلى الله عزّ وجل بطاعته في الصحة والرخاء عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته.


13- أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه، وأن الله عزّ وجل إذا لم يكتب عليه شيئاً فإنه لا يصيبه.لقوله صلى الله عليه وسلم ."وَاعْلَم أَنَّ مَا أَخطَأَكَ لَمْ يَكُن ليُصيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَم يَكُن ليُخطِئُكَ"


14في الحديث البشارة العظيمة للصابرين، وأن النصر مقارن للصبر. - النصر مع الصبر {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.


15- فيه البشارة بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب.


16- أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر، وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم، فقال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:5-6] .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن فضل الله وحده



اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.



سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]