عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-10-2009, 08:17 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,630
الدولة : Egypt
افتراضي دروس وعبر من استشهاد الامام حسن البنا





لقد جاء الإمام البنا إلى الدنيا على قدرٍ مقدور؛ فإن العصر الذي ولد فيه كان عصرًا مليئًا بالتيارات الهدَّامة والإلحاد، والتحديات المعادية، وكان العالم الإسلامي يتعرَّض لأبشع أنواع المخطَّطات الاستعمارية؛ نتيجةً لسيطرة الاستعمار الغربي الصليبي، وغارته الفكرية والحضارية على كثيرٍ من البلدان الإسلامية، وظهر جليًّا الضياع في العالم الإسلامي بعد أن كان المسلمون يقودون العالم فكريًّا وحضاريًّا لعدة قرون.



وما يحدث اليوم من تخريب وعدوان هو نفسه ما كان في الماضي، ولعل أبشع وأشنع ما نزل بالمسلمين في تلك الفترة إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924م على يد عصابات اليهود، وتحوَّلت دار الخلافة من رمزٍ لاتحاد المسلمين وقوتهم إلى دولةٍ علمانيةٍ ألغيت فيها الشريعة الإسلامية لتحلَّ مكانها القوانين الوضعية، ووصل وضع المسلمين في العالم إلى الصفر؛ لأن هذه الغارة الشاملة أثَّرت في كل ميادين الحياة الفردية والاجتماعية، وانقلبت جميع الموازين.



ويصوِّر الإمام البنا مدى التأثير الذي وقع على المسلمين بقوله: نجح هذا الغزو الاجتماعي المنظَّم العنيف أعظم النجاح؛ فهو غزو محبَّب إلى النفوس، لاصق بالقلوب، طويل العمر، قوي الأثر؛ ولذلك فهو أخطر من الغزو السياسي العسكري بأضعاف الأضعاف (رسالة بين الأمس واليوم).



لقد كان المسلمون كالشاة في الليلة المطيرة؛ قُلبت المفاهيم، واستشرى الانحلال، وفشا الإلحاد، وأمجاد الإسلام العظيم شُوِّهت، وعُزلت الشريعة عن حياة المجتمع، ولم يبقَ لهذه الأمة ملجأٌ ولا نصيرٌ وإلا رحمة الله تعالى، ثم نجدة العقيدة، وقوة الإيمان.



وجاء دور القائد الذي رفع الراية من جديد، وكان الإمام البنا- رحمه الله- الذي تحرَّك بالإسلام العظيم زادًا للقلوب، وعملاً صالحًا في الواقع، وحركةً رشيدةً في مواجهة الطوفان المندفع، وكانت جماعة الإخوان المسلمين كضرورة بعث وإحياء وإنقاذ، وكان قيامها رحمةً من الله عز وجل، ومن تمام فضله عليها وعلى هذه الأمة، بل على العالم كله، قيام جماعة عالمية كالإخوان؛ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتربِّي شباب الأمة على الإسلام وتجمع المسلمين حول رايته، وتردُّ كيد الأعداء فريضةً دينيةً، وحتميةً تاريخيةً، وحاجةً بشريةً لصيانة الأمة وإعدادها للجهاد في سبيل الله؛ جماعة الإخوان التي تؤمن بوسطية الإسلام والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.


__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.65 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.43%)]