بارك الله فيك أخي الكريم أبوالشيماء وجزاك الله خيرا
كعادتك موضوع رائع وفي المستوى أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
غير أن هنا نقطة أريد الإضافة والتعليق عليها ألا وهي قولك:
....خاصةً في باب معاملة أولياء الأمور فنحن مانحترم أولياء أمورنا *وإن ظلموا ونُطعهم في المعروف وإلا فلا سمع ولا طاعة* ، إلا من خلال هدي نبينا وخلفائه الراشدين المهديين من بعده وأكابر علماء السلف رحمهم الله وليس هذا من كلام ولا ابتداع السلفية المعاصرة ودليل ذلك أحاديث الرسول الكريمفي هذا الباب من الصحيحين البخاري ومسلم وغيرهم فمنها من حديث بن عباس رضي الله عنهما ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية ) ....
أقول بما أنك تتكلم عن واقعنا المعاش فحال من يسمون اليوم أو يسميهم بعض الدعاة بأولياء الأمور مع أن هذه التسمية تطلق على العالم والحاكم والذي أقصده هو الحاكم لاتنطبق أبدا عليهم الأحاديث التي أوردتها فهذه الأخيرة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في الحاكم المسلم الذي يحكم رعيته بشرع الله ويتحاكم إلى شرع الله ويحرم ماحرم الله ويحلل ماأحل الله ولو كان فاسقا أو ظالما وحال من يسمون اليوم بولاة الأمر يخالف تماما هذا الأمر فقد عطلوا شرع وبدلوه بشرع الطاغوت وشريعة الغاب وأحلوا الربى والزنى والخمر وفتحوا أبواب الردة للناس على مصرعيها-أولا بفتح أبواب والسماح للهيئات التنصيرية بإدارة حملاتها ثانيا بتعطيل حد الردة-وحرموا الجهاد وحاربوا كل من تخطر في باله هذه الفكرة فبمجرد التفكير فيها تعاقب وتسجن وتقتل ثم والوا أعداء الملة وظاهروهم على المسلمين وعادوا أولياء الله المجاهدين في شتى بقاع الأرض فبعد كل هذه الطوام التي تعتبر كل واحدة منها ولايخفى عليك ذلك ناقضا من نواقض الإيمان وكفرا مخرجا من الملة نجد هناك من يناديهم بولاة الأمور ويسقطون عليهم أحاديث قيلت في غيرهم وبالتالي يصبغون عليهم وعلى حكمهم الصبغة الشرعية فتحدث فتنة ماالله بها عليم أشد وأكبر من فتنة القتل فقد روي
عن أبي الوليد عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم متفق عليه .وقد حكى قاضي عياض إجماع العلماء أن الحاكم إذا طرأ عليه الكفر وجب على الأمة خلعه.
خلاصة القول أن وصف حكام زماننا الذين يحكموننا بالحديد والنار والذين ذكرت بعض أوصافهم فيما سبق بولاة الأمور وتنزيل عليهم أحاديث رويت عن ولي الأمر الشرعي هو من باب لبس الحق بالباطل وإسباغ الشرعية عليهم وعلى حكمهم.وقد روي عن سفيان الثوري أنه قال -من دعى لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في الأرض-هذا في حق الظالم فمابالك بالطاغوت الذي أفسد الدنيا والدين .