عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 07-09-2009, 03:37 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,630
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد

قصيدة صهيونية للأطفال: "صوبوا بنادقكم تجاه الشرق"
[12:07مكة المكرمة ] [30/08/2009]

بقلم: رجب عبد الوهاب
"صوبوا بنادقكم تجاه الشرق" هذا آخر ما يردده الطفل الصهيوني حين يقرأ قصيدة "حكاية" للشاعر الصهيوني "رافي دان" الذي روَّج وبشر في كتاباته بقدوم الإنسان اليهودي للاستقرار في أرضه التاريخية الموعودة حسب زعمه، وإذا كان ختام القصيدة يعد بمثابة قاعدتها، وآخر ما يبقى منها في السمع، وهي قفل الكلام، حسب تعبير ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة، فإنَّ الشاعر الصهيوني "رافي دان" استغلَّ هذه الخصيصة في الخاتمة ليبث عبرها أفكاره المريضة في عقول الأطفال من أبناء جلدته.

وشعار "صوبوا بنادقكم تجاه الشرق" الذي يُطلقه الشاعر في نهاية قصيدته هو المحور الأساسي الذي تسعى القصيدة للوصول إليه، والقيمة الرئيسية التي تهدف إلى زرعها في عقول الأطفال الصهاينة، فالقصيدة تقوم على بنية حوارية متخيلة بين الشاعر والأطفال من حوله، يقوم هو بدور الراوي لحكاية طفل يهودي يدعى "زئيف" قتله جنود الشرق "العرب" حين حاصروا المدينة، ولكن لا أحد يعرف مَن المتسبب الرئيسي في موته، وعبر مجموعة من الأسئلة المطروحة:
"هل مات من الجوع؟
أم تحت التعذيب؟
برمح طائش‏؟
أم تحت حوافر الخيول..؟‏"

تنتهي جميعًا بـ:
"لا. لا أحد يعرف".

ينتقل "رافي دان" بأطفاله إلى غرضه الأساسي من وراء هذه الحكاية، وكأن السؤال عن السبب المباشر ليس غرضًا في ذاته.

إن الغرض الأساسي ينكشف من خلال السؤال الماكر الذي يتجاوز به مجموعة الأسئلة التي لا يعرف أحد إجابة لها، ويلقيه "رافي دان" على مسامع الأطفال من حوله:
"لكن، هل تريدون أن تموتوا مثل زئيف؟".
وطبيعي أن تكون الإجابة "لا"
فلا أحد يرغب في الموت بهذه الطريقة المؤلمة حسب تصوره، وهنا يجد الشاعر اللحظة مناسبة لختام قصيدته وبث رسالته لتبقى متعلقةً في عقول الأطفال؛ لأنها آخر ما أُلقي على مسامعهم، إن ختام القصيدة وفقًا للأيديولوجية المريضة التي سعى الشاعر أن يزرعها في عقول الأطفال:
"إذن صوّبوا بنادقكم تجاه الشرق".

إن جملة "صوبوا بنادقكم تجاه الشرق" تكشف عن أنَّ الحرب والعدوان كانا وما زالا بالنسبة للفكر الصهيوني حقيقةً وجودية، أو كابوسًا وجوديًّا لا مفرَّ منه، كما يحلو تسميتها من قبل بعض اليهود، ومن ثَمَّ يصبح من الطبيعي أن يتحول المجتمع الصهيوني، بفعل هذا الكابوس، إلى ثكنةٍ عسكريةٍ تُغذي فيها الأفكار العسكرية العدوانية، وفي جوٍّ مشبعٍ بالحقد والكراهية لكل ما هو عربي، وفي إطارٍ من المفاهيم الكاذبة كالأمن والدفاع، والشعارات المضللة كالتمرد على الحرب في بعض الأحيان والظروف، للوصول إلى إقامة (إسرائيل الكبرى) ثم (إسرائيل العظمى) أو المملكة اليهودية العالمية، حسب ما أقرته التوراة التي بين أيدينا، وكما جاء في أسفار التلمود صراحةً بهذا المعنى.

الغريب في الأمر أن القصيدة في إطار البنية الحوارية التي ألمحنا إليها آنفًا تكشف كذلك عن أن الصهيونية تريد احتكار القوة واحتكار الألم الإنساني معًا، خاصةً أنها تُركز على معاناة اليهودي فقط، أما الآخر (الجوييم) فلا ينظر إلى ألمه، إن الشاعر يصور معاناة "زئيف" وألمه، بقوله:
زئيف طفل‏
لم يكبر بعد. عاش على هذه الأرض‏
أحبها‏
وحين حاصر الغزاة المدينة‏
مات..
كيف مات؟‏
لا أحد يدري‏
هل مات من الجوع؟‏
أم تحت التعذيب‏؟
برمح طائش‏؟
أم تحت حوافر الخيول..؟‏
إن كون زئيف طفلاً أحب الأرض التي عاش عليها، وتعدد أوجه التعذيب التي من المحتمل أنه تعرَّض لها وتسببت في موته، يعمق الألم المستشعر من حكاية هذا الطفل، وفي مقابل ذلك لا تجد للآخر إلا البنادق التي يأمر الشاعر/ الراوي مستمعي حكايته أن يصوبونها تجاهه، وهذا يقع في صميم العنصرية، حيث يقتصر الاهتمام على الأنا وعلى الكيان فحسب، أما الآخر فلا... بل وينظر إليه باحتقار أيضًا.

ولعل من الطريف هنا أن نذكر أن كلمة "زئيف" هي كلمة عبرية تعني الذئب، ويستخدمها الجيش الصهيوني للدلالة على الكلب القوي الذي يكون قائدًا لمجموعة من الكلاب، فإذا وضعنا في الاعتبار الدلالتين اللتين يدور اللفظ "زئيف" في إطارهما، أي الذئب بما يحمل من صفاتٍ تدل على الذكاء والفطنة والصلابة والقوة، والكلب بما يدل على معنى الوفاء تبيَّن لنا سعي الكاتب إلى تعميق الإحساس بالألم والحسرة على هذا الطفل الذي يملك من الصفات الذكاء والفطنة والصلابة والقوة والوفاء هذا من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى يتبين لنا حرصه على بثِّ معنى القوة واحتكارها ليصبح "زئيف" رمزًا للقوة والألم معًا.

كذلك يسعى الشاعر عبر لعبة الحكي الماكرة التي يستخدمها في قصيدته إلى تزييف الحقائق التاريخية، لقد أراد "رافي دان" أن يوهمنا أن وجود اليهود قديم ضارب في القدم:
منذ آلاف السنين‏
أجل منذ آلاف السنين‏

فاليهود طبقًا للرؤية المقدمة في القصيدة يعيشون منذ آلاف السنين على أرض المدينة التي عاش عليها الطفل زئيف، وهي مدينة فلسطينية بطبيعة الحال، ولعل في تكرار الجملة مصحوبة بكلمة "أجل" التي تحمل معنى الموافقة ما يكشف سعي الشاعر إلى قلب الحقائق التاريخية وإثبات حق اليهود في المدينة/ فلسطين التي يعيشون عليها منذ آلاف السنين، بل هو يمعن في ذلك حيث يصف أصحاب الأرض (الفلسطينيين) بأنهم "غزاة" حاصروا المدينة.

لا غرابة أن يسعى "رافي دان" إلى بثِّ كل هذه القيم الخبيثة في قصيدته، فهو شاعر صهيوني دأب مع غيره من الأدباء الصهاينة منذ زمن على أن يضعوا السم في الدسم بذكاء، ويسمّموا عقول الناشئة، ليجعلوهم مهيئين لتقبل الإيديولوجية الصهيونية المتخلفة.

نص القصيدة:

(حكاية) للشاعر الصهيوني (رافي دان)‏
"زئيف، هل تعرفون زئيف؟‏
لا ليس حيًّا الآن‏
أجل طفل صغير، صغير لم يكبر‏
منذ آلاف السنين‏
أجل منذ آلاف السنين‏
انصتوا جيدًّا وافهموا القصة..‏
زئيف طفل‏
لم يكبر بعد. عاش على هذه الأرض‏
أحبها‏
وحين حاصر الغزاة المدينة‏
مات..‏
كيف مات؟‏
لا أحد يدري‏
هل مات من الجوع‏
أم تحت التعذيب‏
برمح طائش‏
أم تحت حوافر الخيول..؟‏
لا. لا أحد يعرف‏
لكن، هل تريدون أن تموتوا مثل زئيف؟‏
- لا‏
إذن صوّبوا بنادقكم تجاه الشرق
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.20 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]