عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 06-09-2009, 11:51 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أولادنا بين البر والعـقوق (هام)

أيها الوالد الكريم ، أيتها الأم الفاضلة تبدأ المسئولية فى التربية للأبناء من البيت فهى المدرسة الأولى لكل نَشْأ وهى المكان التربوى الأكـبر الذى يؤثر فى شخصية وتكوين الأبناء ، فاجتهدوا واتقـوا الله فى التربية ولا تهنوا ولا تحزنوا فمن زرع حصد ، واعلموا يقيناً أن من زرع خـيراً سيجد خيراً بإذن الله ومن زرع شراً فسوف يجنيه بإذن الله .
أولادكم أمانة فى أعناقكم ، فهذه مسئولية ويالها من مسئولية !! عندها تتوارى كل المسئوليات ، فالأبوة بمعناهـا الحقيقى هى العطـاء بلا حدود ، هى العطف ، هى الحنان ، هى الرحمة ، هى الشفقة ، هى البذل والتضحية بكل غالى وثمين ، هى النصيحة هى الاهتمـام ، هى الشعور بمشاعر الأولاد ومعايشة أحزانهـم وأفراحهم وحوائجهم ، فالأبـوة فى خصالها السامية لم ولن تعادلها مسئولية قط ، ولم لا ؟! وأنت تبنى جيل الآن يصبح صرح أمة التوحيد الشامخ غداً ، يصبح صاحب الكلمة غداً ، يصبح رافع راية لا إله إلا الله غداً ، ما أسماها من مسئولية ! وما أرفعها من مكانة !!
فكن لابنك كما كان محمد صلى الله عليه وسلم لأولاده ياله من أب جمع كل حسنات فى التربية ، وكونى أيتها الأم كما كانت أمهات المؤمنين .
ولن يقع عاتق المسئولية جمعـاء على البيت وفقط ، فالمدرسة لها دور فى صناعة جيل الأمة حامل الراية غداً ،والإعلام له دور خطير فى توجيه النشىء فليتق الله كل مسئول فى الإعلام فى بفلذات أكبادنا فإن الإعلام سلاح خطير ومهم فى تعليم أبنائنا الأخـلاق العالية والمثل السامية إذا أحسن استغلاله .. وسلاح مدمر للفرد والأسرة والمجتمع إذا أسىء استغلاله فإن الكثير من وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة تعزف على وتر الجنس وعلى وتر أخلاق الغرب التى تصطدم بديننا الحنيف وتقاليدنا العريقة وبعض هذه الوسائل تعزف على وتر .
لذا وأصبح الولد ينظر إلى أبيه المحـافظ صاحب الأخلاق والفضائل ، نظرة احتقار ، نظرة ازدراء ، نظرة سخرية .
هكذا أُشرب فى قلبه أن كل من يتمسك بالأخـلاق الفاضلة فهو رجل رجعى .. فلا عيب أن تجد ولد يقول لأبيه أنت رجل رجعى لا تعيش عصرك ، أنت لا تعيش زمانـك ، إنكم مازلتم تعيشون فى مجاهـل القرون الماضية .
العزف بصورة واضحة على نغمة التحرر ، جعل الأبناء تتمرد على كل شىء ، على سلطة الأسرة ، على سلطة الوالدين ، بل وتمرد الأولاد أخيراً على سلطة الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فعل القائمين على الإعـلام أن يتقوا الله وأيضاً على المـدارس ومناهج التعليم وكل المسئولين عن دفة التعليم مسئولية كبيرة فهم يبنوا عقول نشىء ، وانظر إلى من يبنى عقلاً هذا العقل سوف يكون مستقبلاً قائداً للأمة أو أميراً أو طبيباً أو مهندساً أو معلماً أو . فانظر كيف يُبنى هذا العقل ؟! إن لم يُبنى على أُسس وقواعد وأخلاق وغايات وقيم ومبادىء قرآنية محمدية ، فكيف يكون هذا العقل مستقبلاً ؟ والله إن لم نربى أولادنا على مناهج ربانية محمدية فسوف نجنى أسوأ الثمار بل سوف نجنى أشواك تجرحنا قبل الآخرين وتؤذينا قبل الآخرين ، فاعلموا أيها المسئولون عن التعليم أن جزءً كبيراً جداً من دفة المسئولية موضوع فى أيديكم فاتقوا الله فيه ، فالمدرسة أب ثانى وأم ثانية لنشىء هو قرة أعيننا وقرة أعينكم قبلنا ، فإن ما نسمع الآن من تطاول الطالب على مدرسه ليدمع العين دماً ، لذا يجب أن تعود المدرسة من جديد إلى دورهـا الريادى فى التربية قبل أن تعلم أبناءنـا العلم وإن ما نسمع من أخلاق البنات فى مدارس البنات ليستحى اللسان أن يتلفظ به ، فمن أجمل ما قال محمـد إقبال رحمه الله : إن العلوم الحديثـة تحسن أن تعلم أبناءنا المعانى والمعارف ، ولكنها لا تحسن أن تعلم عيونهم الدموع ، وقلوبهم الخشوع .
وعلى الشارع أيضـاً دور ، فلو خرج الأبنـاء إلى الشوارع بأخـلاق البيـوت الطيبة لتغـير الحال ، إذاً المسئولية مشتركة وعلى الجميـع ، فكل مسئول يجب عليه أن يؤدى ما عليه بأمانة واقتدار حتى نجنى قرة عين لا شيطان ، ‍‍لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من ذلك .
أسأل الله أن يقر أعيننا وإياكم بصلاح أبنائنا وستر بناتنـا إنه ولى ذلك والقادر عليه .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.72%)]