عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 20-08-2009, 07:34 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نكـــــاح الصــــــــالحات

أنموذج من الصالحات
التقى الشعبي -رحمه الله- مع شريح القاضي -رحمه الله- ذات مرة، فسأل الشعبي شريحًا، عن حاله في بيته، فقال له شريح: من عشرين عامًا لم أر ما يغضبني من أهلي!! فقال له الشعبي: وكيف ذلك؟ فقال شريح: من أول ليلة دخلت على امرأتي، رأيت فيها حسنًا وجمالاً نادرًا، فقلت في نفسي: فلأطهر وأصلي ركعتين شكرًا لله!! فلما سلمت من صلاتي، وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، تسلم بسلامي.
فلما خلا البيت من الأصحاب والأصدقاء، قمت إليها، اقتربت منها، لأصيب منها ما يصيب الرجل من زوجته، فقالت لي: على رسلك يا أبا أمية!! كما أنت!!
ثم قالت: الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأصلي على محمد وآله، إني امرأة غريبة عنك!! لا علم لي بأخلاقك!! فبين لي ما تحب أن آتيه فآتيه، وما تكره فأتركه!!
ثم قالت: إنه كان في قومك من تتزوجه من نسائكم وفي قومي من الرجال من هو كفء لي!! ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولاً!! قد ملكت فاصنع ما أمرك الله به: إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان!! أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك!!
قال شريح: فأحوجتني -والله يا شعبي- إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأصلي على النبي وآله وأسلم، وبعد: فإنك قلت كلامًا إن ثبت عليه يكن ذلك حظك!! (أي يكن خيرًا كثيرًا لك) وإن تدعيه يكن حجة عليك!!
ثم قال: وإني أحب كذا وكذا، وكذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيت من حسنة فانشريها!! وما رأيت من سيئة فاستريها!!
فقالت لي: كيف محبتك لزيارة أهلي؟ فقلت: ما أحب أن يملني أصهاري!! (لا أحب أن يكثروا من الزيارة باستمرار فأمل منهم).
فقالت: فمن تحب من جيرانك، أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟
فقلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم صالحون، فأذني لهم!! وأما بنو فلان وبنو فلان فقوم سوء، فلا تأذني لهم!!
قال شريح: فبت معها تلك الليلة بأنعم ليلة!! وعشت معها عامًا كاملاً، لا أرى منها إلا ما أحب وأتمنى.
فلما كان رأس السنة الجديدة، رجعت من مجلس القضاء إلى بيتي، فإذا بفلانة في بيتي!! فقلت: من هذه المرأة؟ فقالوا: ختنك -أي أم زوجتك-!! فالتفتت إلي وسألتني: كيف رأيت زوجتك يا أبا أمية؟ فقلت: خير زوجة!!
فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين:
إذا ولدت غلامًا، أو حظيت عند زوجها!! (أي شعرت بحبه وتعلقه بها) فوالله، ما حاز الرجال في بيوتهم شرًا من المرأة المدللة!! فأدب ما شئت أن تؤدب!! وهذب ما شئت أن تهذب!!
قال شريح: فمكثت معي تلك المرأة عشرين عامًا، لم أعقب عليها في شيء إلا مرة واحدة، وكنت فيها مخطئًا!! ثم ماتت
-رحمها الله-.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]