عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20-08-2009, 07:32 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نكـــــاح الصــــــــالحات

إنها منهن
في عمر الزهور تسابقت مع زميلاتها في المدرسة وتنافست أعظم منافسة، سعت مع أخواتها في المدرسة إلى حفظ القرآن الكريم فكان لها ذلك بعد جهد ثلاث سنوات وكان المصحف لا يسقط من يدها!
ما علمت بعمل يقربها إلى الله زلفى؛ إلا وسارت إليه وتحرت عمله، تصوم الاثنين والخميس، والأيام البيض، أما قيام الليل فهو بساعات طوال!
لما يسر الله تعالى وأنهت الدراسة الجامعية ونالت مرتبًا شهريًا.. فرحت به.. ليس للمال بل محبة في الإنفاق.. تسارع إلى والدتها تلبي حاجتها، وتسر في أذن قريبتها: ماذا تريد؟ أما أبواب الخير الأخرى فهي أمامها مشرعة، والعجب جمع الله لها بين الأدب الرفيع والخلق الحسن.. وجميل الحديث صفة من بعض صفاتها.. إن هذه الدرة المصونة والياقوتة المتلألئة قد قاربت الثلاثين ولم تتزوج، والأخرى قاربت الأربعين، والثالثة بينهما عمرًا وسنًا.
أين من يتسابقون إلى مثلهن، وتهفو قلوبهم إلى الصالحات؟ لقد أبعدهن لسواد في بشرتها، أو قصر سنتمترات في طولها، أو ضعف في بصرها..
أما تلك الشابة الصالحة؛ فنسيت في بيت والدها مع أنها تحمل كتاب الله تعالى في صدرها.. والسبب أنها مطلقة([1]) ..
وقد اختار الإمام أحمد بن حنبل عوراء على أختها، وكانت أختها جميلة، فسأل عن أعقلهما؟ فقيل: العوراء، فقال: (زوجوني إياها)([2]).
وقال شميط بن عجلان: (رحم الله رجلاً تبلغ بامرأة وإن كانت نصفًا، وكان في وجهها رداءة، إن كان موقنًا بنساء أهل الجنة)([3]) .
وكان مالك بن دينار رحمه الله، يقول: (يترك أحدكم أن يتزوج يتيمة فيؤجر فيها إن أطعمها وكساها، تكون خفيفة المؤنة، ترضى باليسير، ويتزوج بنت فلان وفلان يعني أبناء الدنيا، فتشتهي عليه الشهوات وتقول: اكسني بكذا وكذا)([4]) .

تجارب
قال يحيى بن يحيى: كنت عند سفيان بن عيينة، إذ جاء رجل فقال: يا أبا محمد أشكو إليك من فلانة -يعني امرأته- أنا أذل الأشياء عندها وأحقرها، فأطرق سفيان مليًا ثم رفع رأسه فقال: لعلك رغبت إليها لتزداد عزًا؟ فقال: نعم يا أبا محمد، قال: من طلب العز ابتلي بالذل، ومن طلب المال ابتلي بالفقر، ومن طلب الدين جمع الله له العز والمال مع الدين.
ثم أنشأ يحدثه فقال: كنا إخوة أربعة: محمد وعمران وإبراهيم وأنا، فمحمد أكبرنا وعمران أصغرنا، وكنت أوسطهم؛ فلما أراد محمد أن يتزوج رغب في الحسب فتزوج من هي أكبر منه حسبًا فابتلاه الله بالذل، وعمران رغب في المال فتزوج من هي أكثر منه مالاً فابتلاه الله بالفقر، وأخذوا ما في يديه ولم يعطوه شيئًا، فقدم علينا عمران بن راشد، فشاورته وقصصت عليه قصة إخوتي، فذكرني حديث يحيى بن يحيى بن جعدة وحديث عائشة، فأما حديث يحيى بن جعدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «تنكح المرأة على أربع: على دينها وحسبها ومالها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك» وحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة» فاخترت لنفسي الدين وتخفيف الظهر اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فجمع الله لي العز والمال مع الدين([5]) .

([1]) ليس معنى هذا أن الصالحات قبيحات دميمات، بل هن من قد جمع الله لهن جمال الخلقة وجمال الخلق.

([2]) الإحياء: (3/131).

([3]) المرجع السابق.

([4]) الإحياء: (2/44).

([5]) حلية الأولياء: (7/289).


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.58 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]