
20-08-2009, 07:32 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة :
|
|
رد: نكـــــاح الصــــــــالحات
الثلاثون: المرأة الصالحة من منبت طيب، يبحث أهلها عن الزوج الصالح، وليس الهدف التكثر من الأموال في المهر والولائم؛ فقد رضوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : «أكثر النساء بركة: أيسرهن مؤنة» ومن الصالحات من تزوجت بمهر قليل جدًا ولم تحمل زوجها بعد النكاح ديونًا، ولا أرهقته بطلبات تثقل كاهله وتجعله مهمومًا بالنهار مغمومًا بالليل.
الحادي والثلاثون: إن نزل بالزوج مصيبة الموت وتوفاه الله تعالى، فإنها زوجة وفية تدعو لك بالرحمة والمغفرة، وتسعى لأن تجلب إليك ما يرفع درجتك.
وأذكر أن امرأة تزوجت رجلاً توفي بعد سنوات قليلة من زواجه، فما كان من الزوجة الوفية إلا أن جمعت من راتبها -وهي معلمة- حتى بنت له مسجدًا على مدى ثلاث سنوات.
الثاني والثلاثون: الزوجة الصالحة امرأة مطيعة، تشبع رغبات زوجها العاطفية والنفسية، حتى وهي في أشد حالات العمل؛ لأنها سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم فأطاعت وامتثلت: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح» [رواه البخاري].
الثالث والثلاثون: الزوجة الصالحة امرأة خدوم في بيتها وأولادها على قدر استطاعتها.
وحسبك بابنة نبي الأمة فاطمة رضي الله عنها، عندما جاءت إلى أبيها صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى.. فهذه الأمة وابنة نبي وأثر فيها الرحى خدمة لزوجها وأولادها.
وأخرى من الصالحات هي أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستسقي الماء وأحرز غربه وأعجن، ولم أكن أخبز وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ([1]) ، [رواه مسلم] ومعنى هذا أنها تحمل الماء على رأسها أكثر من ثلاث كيلومتر ونصف.
الرابع والثلاثون: إن الزوجة الصالحة غضيضة الطرف عن غير زوجها، امتثالاً لأمر الله تعالى: }وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ{ [النور: 24]، ولذلك لديها سكون عاطفي ونفسي، لا تتطلع إليه ولا ترمق سواه. امرأة حيية والحياء لا يأتي إلا بخير.
عن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- قالت: جئت يومًا، والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه نفر من الأنصار، فدعاني -عليه الصلاة والسلام- ثم قال: (إخ!! إخ!!) ليحملني خلفه!! [رواه مسلم].
[أي أن النبي عليه الصلاة والسلام، رحمها وأشفق عليها من مشقة الحمل الثقيل الذي تحمله على رأسها، فأراد أن يركبها خلفه على البعير، ليوصلها إلى مقصدها!!].
قالت أسماء: فاستحييت أن أسير مع الرجال!! وذكرت الزبير وغيرته، وكان من أغير الناس!!
قالت أسماء: فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني قد استحييت فمضى!! فجئت إلى الزبير فقلت: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه، وعرفت غيرتك! [رواه البخاري].
الخامس والثلاثون: يسرك أن تسمع كلام الله يتلا: }وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ{ [النور: 24] فكن أنت وزوجك ممن ذكرهم الله تعالى وجمع بينهم على التقوى والهدى.
السادس والثلاثون: إنها امرأة تحفظ نفسها وعرضها عن شياطين الإنس والجن: علمت أن الخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال، ولذا فهي لك وحدك، ليس معك شريك في النظر إليها أو محادثتها أو غير ذلك.
كانت عتبة فتاة بارعة الجمال، فائقة الحسن والدلال، فعشقها أحدهم وتعلق قلبه بها، فطلب منها أن يراها، ولو مرة واحدة، فأبت عليه وامتنعت، فاشتد تعلقه بها، ومرض واشتد مرضه، ثم مات!! فقيل لها لما مات: ما كان يضرك لو أمتعتيه بوجهك!! فقالت: منعني من ذلك: مخافة القوي الجبار، وخوف العار، وشماتة الجار، وإن بقلبي -أي من الحب والشوق إليه- أضعاف ما بقلبه، غير أني أجد ستره وكتمانه، أبقى للمودة، وأحمد للعاقبة، وأطوع للرب، وأخف للذنب([2]) !
قال إبراهيم بن الجنيد: راود رجل امرأة عن نفسها، في حال خلوة بها، فقالت له: أنت قد سمعت القرآن والحديث، فأنت أعلم!! قال: فأغلقي الأبواب، فأغلقتها كلها!! فلما دنا منها، قالت له: بقي باب لم أغلقه! فقال لها مستغربًا: أي باب؟! فقالت والدموع تتحدر من عينيها: الباب الذي بينك وبين الله تعالى!! فأفاق الرجل من غفلته، وتركها لله -تعالى-، ولم يتعرض لها بسوء([3])!!
وبعض الناس إذا تزوج بامرأة غير صالحة؛ يرتاب في أمرها ويشك في حالها وتنقلب حياته تعاسة ونعيمه بؤسًا، أما الزوجة الصالحة الحافظة لحدود الله تعالى فإنها قرة عين وموطن ثقة ولله الحمد.
([1]) الفرسخ نحو خمس كيلومترات.
([2]) كتاب روضة المحبين، لابن القيم.
([3]) كتاب روضة المحبين، لابن القيم، بتصرف.
|