
20-08-2009, 07:31 AM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة :
|
|
رد: نكـــــاح الصــــــــالحات
الرابع عشر: نكاح المرأة الصالحة يعين على الطاعة وييسر أمر العبادة؛ فإنها ستكون لك صاحبة وقريبة، وبعض الشباب التزم وحسنت حاله إثر زواجه بامرأة صالحة، فانظر ماذا قدمت له! بل إنه أعظم أمر: الدلالة على الخير والتحذير من الشر.
وما أجمل الصورة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم للزوجين المتعاونين على الطاعة، روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإنه أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء» [رواه أبو داود].
الخامس عشر: نكاح الزوجة الصالحة أقرب للسعادة وسير الحياة الأسرية بعيدًا عن التصادم والتنازع، فالزوجة الصالحة امرأة ذات عقل ودين، تعرف للرجل حق القوامة: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ{ [النساء: 34].
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (يعني أمراء عليهن، أي مطيعة فيما أمرها به من طاعته، وطاعته أن تكون محسنة لأهله، حافظة لماله).
وما تمردت المرأة على الرجل وكثر الشقاق والخلاف إلا من كان أمر القوامة عندها مضيعًا، فالأسرة سفينة تمخر عباب الحياة بأكثر من قائد، فتختل في سيرها ولربما غرقت وضاعت الأسرة.
السادس عشر: حسن الخلق وطيب المعشر تمتاز به الزوجة الصالحة: فإن الزوجة الصالحة تتعبد الله -عز وجل- في طيب المعاملة وحسن التبعل ترجو بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم : «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» [رواه ابن ماجه].
والزوج يتقرب إلى الله تعالى في معاملة الزوجة، فقد قال صلى الله عليه وسلم : «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله» [رواه الترمذي].
السابع عشر: الزوجة الصالحة من خير النساء بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد سئل أي النساء خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم : «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله» [رواه أحمد]، وقال صلى الله عليه وسلم : «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرًا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله» [رواه ابن ماجه].
الثامن عشر: المرأة الصالحة تنظر بعين القرآن وتعاليمه: }لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا{ [الطلاق]، فهي لا ترهق زوجها ولا تشق عليه ولا تحمله ما لا يطيق.
وما ظهر الإسراف والتبذير إلا من غير الصالحات حتى أضحى الزوج المسكين يلاحق الأزياء والموديلات وتغيير أثاث منزله كل حين.. فأرهقته الديون وأثقلته الهموم.
التاسع عشر: إنها امرأة تحتسب الأجر في كل عمل، ولا تخالف الزوج أو تعصيه قال صلى الله عليه وسلم : «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح» [رواه البخاري].
العشرون: الزوجة الصالحة تحفظ الأسرار ولا تنشرها ولا تذيع سر زوجها ولا أسرار حياته، أما سمعتم بالنكت السمجة والعبارات المخلة بالأدب والمروءة، وتلك تتحدث عن فعل زوجها؟! أما الزوجة الصالحة فقد سمعت ووعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها» [رواه مسلم].
الحادي والعشرون: ذكر الله تعالى بعض صفات الصالحات، فقال تعالى: }فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ{ [النساء: 4] أي فالصالحات من النساء مطيعات لأزواجهن، تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله، وتعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنها: «رعاية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها».
بل حتى في نوافل الطاعات تستأذنه وتطيع أمره، قال صلى الله عليه وسلم : «لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه» [رواه البخاري].
الثاني والعشرون: الزوجة الصالحة امرأة عاقلة تتبع مواضع الرضا من زوجها؛ فلا تشوش ذهنه ولا تكدر خاطره، وإليك هذه القصة لتعلم ذلك:
قال صلى الله عليه وسلم : «ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟» قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «ولود ودود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى» [رواه الطبراني].
ولعل في إيراد قصة أبي طلحة عندما قدم من السفر وما فعلت أم سليم -رضي الله عنهما- أصدق صورة للمرأة الصالحة.
فقد مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة: أرأيت لو أن قومًا أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، فغضب! وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «بارك الله لكما في غابر ليلتكما» [رواه الإمام أحمد].
الثالث والعشرون: الزوجة الصالحة امرأة وفية جبلت على ذلك، روي عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكانت قطعت أصابع يديها، وهي تدافع عنه يوم قتله، أن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- خطبها، فقالت: ما يعجب الرجل مني وأصابعي مقلعة؟! فقيل لها: ثناياك، فكسرت ثناياها! وقالت: لا أبغي بعثمان رضي الله عنه بديلاً.
ويقول ميمون بن مهران رضي الله عنه: خطب معاوية أم الدرداء -رضي الله عنها- فأبت أن تزوجه وقالت: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «المرأة لآخر أزواجها» ولست أريد بأبي الدرداء بديلا!
بل ذكر أصحاب السير والتراجم: أن فاطمة بنت عبد الملك
-رحمه الله- كانت بنت خليفة وزوجة خليفة، وأخت أربعة من الخلفاء، زفت إلى زوجها يوم زفافها، وهي مثقلة بالذهب والمجوهرات والحلي، فلما أراد عمر بن عبد العزيز الخروج من المظالم خيرها بين زوجها وبين خروجها من حليها، فاختارت زوجها فوضع عمر تلك الحلي والمجوهرات في بيت مال المسلمين، ولما توفي أراد من أراد أن تأخذ أموالها وحليها من بيت مال المسلمين، فقالت: ما كنت لأطيعه حيًا، وأعصيه ميتًا، تعني زوجها عمر بن عبد العزيز.
والزوجة الصالحة حافظة لسرك ومدخلك ومخرجك؛ فلا تفشي سرًا ولا توغر صدرًا ولا تسعى إلا لرضاك بعد رضا
الله تعالى.
الرابع والعشرون: إن المرأة الصالحة مظنة أن يقع عليها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس».
والمرأة الصالحة غالبًا ما تكون -بإذن الله- قد نشأت في موطن صلاح ومن أصل طيب، وليست مثل فلانة خضراء الدمن التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الزواج بها، فعن أبي سعيد الخدري موقوفًا: «إياكم وخضراء الدمن!» قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبت السوء» [مسند الشهاب].
الخامس والعشرون: إن اختيار الزوج لزوجته الصالحة من حقوق أبنائه، فقد سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما حق الولد على أبيه؟ فقال: (أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن).
السادس والعشرون: إن المرأة الصالحة نعمة عظيمة تقر بها العين وتهنأ النفس، قال صلى الله عليه وسلم : «أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، وزوجة لا تبغيه حوبًا في نفسها وماله» [رواه ابن ماجه].
وقال صلى الله عليه وسلم : «من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة. من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء» [رواه أحمد].
السابع والعشرون: المرأة الصالحة تحفظ الرجل في عرضه وماله، لأنها تعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : «لا يحل لها أن تطعم من بيته إلا بإذنه ..» بل ولا تأذن في دخول أحد إلى بيته إلا بإذنه.
عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليزورها، فاستأذن فقال لها زوجها علي بن أبي طالب: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك! فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم.
قلت: -أي الذهبي- علمت السنة -رضي الله عنها- فلم تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه!! قال: فأذنت له، فدخل عليها يترضاها.. حتى رضيت([1])!
الثامن والعشرون: المرأة الصالحة صاحبة قرار في البيت ليست خراجة ولاجة، تمتثل أمر الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ{ [الأحزاب: 4]. وفي هذا من الاستقرار وحسن التبعل والبعد عن الفتن ما لا يخفى على عاقل.
التاسع والعشرون: الزوجة الصالحة لا تتطلع إلى ما في أيدي الناس، ولا تقارن حال زوجها بغيره من الأزواج، بل هي في قرارة نفسها راضية بما قسم الله -عز وجل- صابرة على ما أصابها.. صاف ذهنها، قانعة بحالها، وعقلها مستريح، ونفسها طيبة.. واستقرار الصالحات العاطفي واضح جلي، فلا هي تبحث عن كلمة إعجاب ولا ثناء ومحبة من رجل آخر، بل قد قرت عينها ببعلها تخدمه وتنظر مواطن قربه.
([1]) كتاب سير أعلام النبلاء، (1/121).
|