ثناء الناس على الميت
عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَرَّتْ بِهِمْ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ" فَقُلْنَا: وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: "وَثَلَاثَةٌ" فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: "وَاثْنَانِ" ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ. أخرجه أحمد (1/21 ، رقم 139) ، والبخاري (1/460 ، رقم 1302) ، والنسائي فى الكبرى (1/629 ، رقم 2061) ، وابن حبان (7/297 ، رقم 3028) . وأخرجه أيضًا : ابن أبى شيبة (3/47 ، رقم 11996) ، وأبو يعلى (1/135 ، رقم 145) ، والبيهقي (4/75 ، رقم 6978).
هذه الجموع الغفيرة من كل أصقاع العالم قد شهدت لك شيخنا الفاضل بن جبرين
يا سعدك و يا هَنَاك
طوبى لك الجنة تسرح فيها وتمرح
ها نحن قد اطمئن قلبنا على فقيدنا ، وهو مما يخفف علينا مصابنا
يا ترى
ما حالنا نحن إن صرنا في مكانه بالغد؟!!
كم سيصلي علينا !!
بل كم سيشهد لنا بالخير !!
يا نفس .. جدّي واجتهدي فالرحيل أقرب من حبل الوريد
يا نفس .. إن للموت لسكرات ، وإن للقبر ضمة .. فهل أعددتِ لذلك شيئا!!
يا نفس .. توبي وارجعي ، أنيبي واستغفري ، كُفّي عن العناد والتمادي بالله عليكِ كُفّي
قد ترك الفقيد فينا مؤلفات ومؤلفات ، وصباح اليوم بعد صلاة الفجر على الساعة السادسة بتوقيت مكة المكرمة قد كان برنامج في إذاعة القرآن الكريم ( بك أصبحنا ) ، عُرض فيه مقتطفات من دروس الشيخ - رحمه الله -
ملأ صوته منذ الصباح الباكر أرجاء الفضاء ، وهو يودعنا ويقول ( اتقوا الله عباد الله ،، والزموا جماعة المؤمنين فإن يد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ في النار )
هذه أعماله التي تركها ، هذه بصماته قد غمرنا بها ، فأي عقل سينسى أنه بالأمس كان هنا !!
يا ترى .. أي شيء فعلتِ يا نفسي يتذكرك بها الناس بعد رحيلك !!
أم سوف يطوي الزمان صفحتك وكأن شيئا لم يكن هنا !!
والله إن الأمر لعظيم ، وأنتِ في سكرتك تعمهين
لا يسعني في مقامي هذا ، والعبرات والمقل لم ترحم القلم الجريح إلا أن أقول
عظّم الله أجرك أُمّة الإسلام .. وأحسن عزائك .. وغفر لميتك وفقيدك ابن جبرين .. وأسكنه فسيح جنانه
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجر أمة الإسلام في مصيبتها واخلف لها يارب خير منها