عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-07-2009, 04:41 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,542
58 58 الداء والدواء في جناحي الذباب

في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الداء والدواء في جناحي الذباب (1) ، هل جناح الذباب الذي فيه دواء موافق لهذا الداء الذي في الجناح الآخر ؟ أو داء أو مرض غيره ؟ وهل الذباب المذكور في الحديث هو الذباب المعروف ؟

* الجواب على هذا يتضح مما يلي :

أولا : المعروف بالذباب في لغة العرب هو هذا النوع الذي يسقط على القاذورات والأوساخ ، والذي يسقط في الطعام أو الشراب ، وبهذا الفهم أيضًا هو ما يقصده الأطباء ، فهو ليس عامًّا إذن في كل ما يطير بجناحيه .

ثانيا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا في هذا الحديث أن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر دواءً ، وهذا يدلنا على أن المراد بالجناح جناح هذا الذباب الذي ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام ، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر في هذا عن كونه دواءً لغير هذا الداء ، لأنه يعلل ما ذُكر في كلامه بالغمس ولم يجعل صلى الله عليه وسلم هذا تعليلا عامًّا لعلاج كل داء ، إنما ذكره بمناسبة الداء الذي في جناح الذبابة ، يقول : « فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر شفاء » .

إذن فقوله صلى الله عليه وسلم عن دواء في الجناح هو دواء للداء الذي ينزل من الجناح الآخر ، ولا يصح أن يقال : إن هذا يتعدى إلى علاج داء آخرإلا بدليل .

فالأصل أن ذلك يخص ما ذُكر في الخبر ولا يجوز تعديه إلى غيره ، مثل أي طبيب يقول هذا الدواء دواء لهذا الداء ، فلو ذهبت إلى الصيدلية لوجدتها مملوءة بالأدوية وكل ما فيها يقال : إنه دواء لكن لا يستعمل كل دواء في الصيدلية لكل داء أيًّا كان ، بل الأدوية التي في الصيدلية موزعة على الأدواء والأمراض ، وفق خاصية الداء وخاصية الدواء .

وعلى هذا فلا بد للإنسان أن يقف عند ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن يتجاوزه بجعل هذا الدواء دواءً لكل داء .


(1) أخرج البخاري (3320) (5782) وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : « إذا وَقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء » .

الكتاب : شبهات حول السنة
المؤلف : عبد الرزاق عفيفي
الطبعة : الأولى
الناشر : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية
تاريخ النشر : 1425هـ
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام
ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.20%)]