عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-07-2009, 01:56 AM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,542
افتراضي رد: أشراط وعلامات الساعة الكبرى

طلوع الشمس من مغربها
وأما بشأن ترتيب علامات القيامة فالحديث الذي يذكر أن أول الآيات هو طلوع الشمس من مغربها يوهم بأن ذلك سيكون قبل الدجال. والصحيح أن خروج الشمس من مغربها أول الآيات العظيمة التي يبدأ العالم العلوي بالتغير معها. وما يتبع ذلك من طي السماء واشتعال البحار.
ولقد أشار الحافظ ابن حجر إلي هذا المعني فقال: الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض. وينتهي ذلك بموت عيسي ابن مريم. وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي. وينتهي ذلك بقيام الساعة. ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب [فتح الباري].


والذي يجب علي المؤمن أن يعتقده بشأن هذه العلامة. أن الله يجعل الشمس تشرق من المغرب بدلا من الشرق علي خلاف ما اعتاده الناس كعلامة لبداية تغير مظاهر الكون. وإعلاما باقتراب يوم القيامة. وإغلاق باب التوبة.. نسأل الله أن يتوب علينا ويرحمنا.

وطلوع الشمس من مغربها يعتبر من الأحداث العظيمة والغريبة، التي تلمُّ بالأرض ويذهل لها أهلها. وقد جعلها الله عز وجل علامة على اقتراب الساعة ودنو أجلها، وقد تميزت هذه العلامة عن أخواتها من علامات الساعة الكبرى بثلاثة أمور:
· بأنها تحدث في العالم العلوي
· وأن الناس جميعاً يرونها
· وأن باب التوبة يغلق بعدها.. فهذه ثلاثة أمور تميزها عن غيرها من علامات الساعة الكبرى، وهي فوق ذلك حدث يبهر العقول والألباب.
والأدلة على أنها إحدى علامات الساعة الكبرى، وأن باب التوبة يغلق عند ظهورها كثيرة من ذلك قوله تعالى: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) .. (الأنعام:158)
وروى البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس؛ آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً )
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) .
وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: )إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا) .. رواه مسلم . صحيح .
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض) .. رواه مسلم . متفق عليه .
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حين غربت الشمس أين تذهب ؟ . قلت الله ورسوله أعلم . قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد ولا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها ويقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى: ( والشمس تجري لمستقر لها) .. قال مستقرها تحت العرش) . متفق عليه . صحيح .

وطلوع الشمس من مغربها علامة عظيمة. وذلك لانغلاق باب التوبة بحدوثها. وعن حكمة ذلك. فقد ذكر القرطبي بيان حكمته. فقال قال العلماء: وإنما لا ينفع نفسا إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها. لأنه خلص إلي قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس. وتفتر كل قوة من قوي البدن. فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلي أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم. فمن تاب في مثل هذه الحالة لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت.

ويقول الحافظ ابن حجر بعد ذكره لأحاديث طلوع الشمس من مغربها: فهذه آثار يشد بعضها بعضا متفقة علي أن الشمس إذا طلعت من المغرب. أغلق باب التوبة. ولم يفتح بعد ذلك. وأن ذلك لا يختص بيوم الطلوع. بل يمتد إلي يوم القيامة [فتح الباري].
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.69 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]