السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
إخواني اخواتي .
أكتب هذا المقال عسى أن ينتفع به الجميع.
والله من وراء القصد.
***
الفرق بين الإمارة و الرياسة هوالفرق بين تعظيم أمر الله و النصح له،وتعظيم النفس و السعي في حظها.
فالناصح لله، المعظم له،المحب له،يحب أن يطاع ربه و لا يعصى،وأن تكون كلمته هي العليا ويكون الدين كله لله من نصيحة و معاملة،ناصحا للمسلمين آخدا بيدهم متعاونا معهم في البر و التقوى،يرجوا ثواب الله و حسن الخاتمة.
فالإمارة هي الإمامة في الدين،فالإمام يكون إماما يقتدى به المتقون كما اقتدى هو بالمتقين،فيكون فيهم مطاعا و في أعينهم جليلا و في قلوبهم مهيبا ولهم حبيبا،لأنه داع إلى الله يحب ان يطاع ويعبد و يوحد,وتكون سائر اعماله خالصة لوجه الله لا يشرك فيها احدا ولا ينتظر الشكر من أحد فهو مراقب من طرف رقيب عتيد.
حتى زينة النساء و البنين و الذهب و الفضة...فإن أحبها لله وتوصلا إليه بها أثيب عليها.أما إن كانت هي مقصوده و مراده و غايته وسعيه في تحصيلها و الظفر بها تكون هذه إمارة الظالمين و رقابة الظالم لنفسه.
-أما طلب الرياسة و الإشراف على الرعية أو القوم ،فإن طلابها يسعون في تحصيلها بأي طريقة لينالوا بها أغراضهم من العلو في الأرض فيستميلون القلوب بقواليب شيطانية، بل يساعدونهم على أغراضهم مع كونهم عالين عليهم كأنهم يشرفون عليهم من عل، فيتمسكنون حتى يتمكنون,ثم يستغلون ضعفهم وفقرهم وقلة حيلتهم لغرضهم وميولاتهم النفسية الأمارة بالسوء،قال الله سبحانه وتعالى ((واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم)).الآية.
كل هذا يترتب عليه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله......من بغي وحسد وطغيان و ظلم وحقد و فتنة وحمية للنفس،واستغلال كل ما من شأنه أن يجعل المغلوب على أمره تحت وطأة العذاب النفسي...ولو أن الفرد أو المجموعة اتقت الله في نفسها ما ساغ لأحد أن يستغلها أو يهتك عرضها و حرمتها(إذا سلمت الأمور إلى غير اهلها فانتظر الساعة).(كيفما كانت أنفسكم يولى عليكم).
ولو ان الفرد او الجماعة وقفوا سدا منيعا ضد المغريات الرآسية و الإشرافية،لكان لهم الشرف في تحديد من يشرف عليهم و يرأسهم...لكن أن تمد السلم للسارق أو تكتم أمره ،فاعلم أن منزلك مسروق لا محالة....ذلك ما دفع أغلب المنتديات أن تكتب الآية الكريمة على صفحتها، يقول تعالى..
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ --الآية.
بذلك يكون المنتدى قد وكل أمر المراقب أو المشرف إلى الله تعالى.
قد رشحوك لأمرٍ إن فطٍنتَ له * فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ .
واعلموا-وفقنا الله جميعا إلى ما يحب و يرضى-أن الإمارة أو الرقابة تكون بما يحب الله ويرضى و أما الرياسة و الإشراف من هوى النفس قد تكون مطمئنة أو لوامة أو أمارة لكن أغلبهن تكون أمارة بالسوء...
فاعلم! يا اخي ان النفس والشيطان رفيقان حميمان لا يفترقان الا عند الموت.
نعم ان النفس الامارة بالسوء هي اشدها على الانسان قسوة وضياعاً فهي التي تجر صاحبها الى الخزي والعار في الدنيا والى الهلاك والدمار وسوء القرار في الاخرة فاحذر من هذه النفس الامارة المعترضة المتمردة على طاعة الله الجازعة عند المصائب والمعرضة عن دين الله وقد قال الله سبحانه وتعالى
(ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه واعرض عنها انا من المجرمين منتقمون)).
فلا تكن يا اخي عبداً لنفسك تأمرك بالمعاصي وتنهاك عن الطاعة. تحب وتشتهي تغرقك في عالم الملذات وضيق الضلالات فتهوي بك الى الظلمات وكن سيداً لنفسك تأمرها وتنهاها عن فجورها وطغيانها وهواها فترتقي بها الى اعلى الدرجات فقد قال الله سبحانه وتعالى ((فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)).الآية.
النفس البشرية حين تصل إلى مرتبة الإشراف بدون رقابة ربانية تضل،وحين تنزع منها المرتبة تجن.
أما سمعتهم ب :حلاوة رضاعها و مرارة فطامها.
فانتبهوا إلى أنفسكم رعاكم الله.
في حفظ الله.