عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 16-06-2009, 08:17 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الترقيم وعلاماته في اللغة العربية

تذييل

الوقف في الكلام المسجع
لما كان السجع من خصائص اللغة العربية ، رأينا من اللازم وضع علامة خاصة به
لتنبيه نظر القارئ إليه، أثناء التلاو ة. وهذه العلامة هي شولة مثناة (.،.) أي شولة
تحتها نقطتان . وتوضع هذه العلامة بعد السجعات، ولكن في الح الة التي يكون الكلام
فيها مسج عًا كله، دون سائر الأحوال الأخرى، كما هو ا لشأن في مقامات الحريري
مث ً لا.
مثال ذلك:
((أسعد الله بوزارة سيد الدنيا والدين؛ . وأجرى إليها الغر الميامين؛ . ووصل بها التأييد
والمكين. والحمد لله على أم لٍ بلغه؛ . وجذلٍ سوغه؛ . وظنٍ حققه؛ . ورجاءٍ صدقه .
وله المنة في ظلام كان (أعزه الله ) صبحه؛. ومستبهم غ دًا شر حه؛. وعطل نحر أسى
حليه؛ وضلال دهرٍ صار هديه)).
(قلائد العقيان للفتح بن خاقان)
وأما السجع المرصع ، فعلامته شولة معتاده توضع بعد كلمة الترصيع.
مثال ذلك:
((عالم الأوان، ومصنفه .،. ومقرط البيان، ومشنفه .،. بتآليف، كأنها الخرائد .،.
وتصانيف، أبهى من القلائد)).
(قلائد العقيان أيضًا)
أما الترصيع في كل لفظة من ألفاظ الجملة المسجعة فيلحق بالسجع المعتاد.
مثال ذلك:
((يطبع الأسجاع بجواهر لفظه.،. ويقرع الأسماع بزواجر وعظه)).
(مقامات الحريري)

مزايا الترقيم
لا تقتصر فوائد الترقيم على بيان مواضع الوقف أو السكوت التي ينبغي للقارئ
مراعاتها في أثناء التلاوة، ولكنه يرم ي إلى غاي ةٍ أبعد وإلى غر ضٍ أكبر . فهو خير
وسيلة لإظهار الصراحة وبيان الوضوح في الكلام المكتوب ؛ لأنه يدل الناظر إلى
تلك العلامات الاصطلاحية على العلاقات تربط أجزاء الكلام بعضها ببعض بوجه
عام، وأجزاء كل جملة بنوع خاص.
نعم إننا لو نظرنا إلى هذه المسألة بطريق الحصر، لأقررنا بأن كل أقسام الكلام
المنتظم ترتبط بعضها ببعض، وأن فكرة الكاتب لا يتأتى الوصول إلى إدراكها
بجميع تفاصيلها إلا عند بلوغ نهاية ذلك الكلام . غير أن هنالك أم رًا لا ينبغي
إغفال الإشارة إليه ، وذلك أن الكاتب ليس من مصلحته أن يتعب ذه ن القارئ ولا
بصره؛ لئلا يدركه الملال ، فتضيع الفائدة المقصود ة، كلها أو بعضها. لذلك كان من
الواجب عليه أن يلفت نظر القارئ في كثير من المواضع بعلامات تحمله على
الوقوف قل ي ً لا أو السكوت طو ي ً لا. وذلك بأن يعرض عليه فكرته العامة ، مفصلة
ومقسمة، بحيث يتأتى له تفهم أجزائها واح دًا فواح دًان، بصرف النظر عن العلاقة
العامة التي تربط هذه الأجزاء كلها، بعضها ببعض.
وعلى هذا الحكم تكون الجملة ، باعتبار الترقيم ، عبارة عن سلسلة من الكلمات يدل
مجموعها على جزء من أجزاء تلك الفكرة العامة التي سبقت الإشارة إليها، بحيث
إن هذه السلسلة تؤدي –ولو بصفة وقتية – إلى فهم معنى مستقل بنفسه وكامل في
حد ذاته . فهذ ا الموضع هو الذي يجب وضع النقطة (.) عقبه، للفصل بين كل جملة
وما يليها من أخواته ا، حتى يصح القول بأن الكاتب أراد الدلالة بهذه الوسيلة على
أنه قد فرغ من عرض فكرته الجزئية ، وأنه يطلب من القار ئ أن يقف قل ي ً لا عند
هذا الموضع ليعلق بذهنه ما وقع عليه بصر ه. وكلما كثرت النقط في الكلام
المكتوب، كان أكثر صراحة وأشد وضو حًا؛ ولكنه يكون في الحقيقة مفك ً كا. وكلما
كانت نادرة كان الإنشاء متماس ً كا؛ ولكنه يكون موج بًا للتراخي وداع يًا لتبرم القارئ
والتثقيل عليه في سهولة فهم ما بين يديه . فالإفراط في ك لٍ من الحالين مذموم،
وخير الأمور الوسط على م ا هو معلوم . والك اتب القدير والمنشئ النحرير هما
اللذان يكون في وسعهما اتباع الطريقة المثلى للجم ع بين ا لميزتين ، وهم ا:
الوضوح، وتسلسل الأفكار وأخذ بعضها برقاب بعض على أسلوب معقو ل
ومقبول.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.09%)]