عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-06-2009, 01:10 PM
أبوعبدو أبوعبدو غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 13
الدولة : American Samoa
افتراضي رد: الرد الشرعي على محمد أمين شيخو

يجدر بالرجل الأديب النزيه المفكر الطالب للحق أن يترفَّع عن مستوى الشخصيات، الحوار والنقاش الحق يتم من خلال البحث بالمضمون وبما قاله الإنسان من علوم، لا القدح والذم بغير الحق بشخصه وبالباطل.
والادعاء بالباطل على أشخاص نزيهين دون علم ولا منطق، فهذا مردود على صاحبه ، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: [ ... من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي....]
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: [من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم] التخريج (مفصلا): الطبراني في الكبير عن حذيفة عن أسيد تصحيح السيوطي: حسن‏.
وأيضا[من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله] التخريج (مفصلا): الطبراني في الأوسط عن أنس تصحيح السيوطي: حسن‏
وأيضا [من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله..]
وأيضاً [من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.]
ـ ثم إنَّ كلَّ قارئ نزيه لكتب العلاَّمة الجليل محمد امين شيخو، يتيقَّن من دعوته الصادقة إلى كتاب الله عزَّ وجل.
نقول لكم:
1ـ منهجنا واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، والحمد لله، وهو معلن في كتب العلامة محمد أمين شيخو رحمه الله. فلِمَ لَمْ يقرؤوه؟! ولِمَ تجاهلوه؟! ألا وهو الدعوة إلى الله، والتمسك بالكتاب، والسُنَّة النبوية المطهَّرة الموافِقة لكتاب الله تعالى، من خلال تعريف الناس بكمال الله تعالى، وبيان رحمته بعباده، وعدله في خلقه، وردِّ كل ما علق في الأذهان، ودار على الألسنة، مما يتنافى مع العدالة والرحمة والرأفة، وسائر الكمالات الإلهية، وتبيان كمال الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين شهد الله تعالى في كتابه الكريم بطهارة نفوسهم وعصمتهم، وجعلهم مُثلاً عليا للعالمين يقتدون بهم، وإرشاد الناس إلى خطوات الإيمان الصحيح، وفق ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكرام، أخذاً من كتاب الله تعالى.
فهذا المنهج واضح في كتب العلاَّمة، ولكن هل يفيد في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؟!
فمن شدة الحقد والحسد، راحوا يلفقون كذباً وافتراءً على فضيلة العلاَّمة، ليصدُّوا الناس عن الهدى، وعن معاني القرآن السامية
2ـ هل يستغلك من يدعوك للتفكير؟!
نجد في كتب العلاَّمة محمد أمين شيخو أن الدعوة للتفكير هي الأصل، ومن يخاطب الناس ويدعوهم للتفكير، ذلك الميزان الدقيق في الإنسان هل يعني أنه يخدعهم؟!
وهل يمكن للمستغِل أن يدعو من يستغله للتفكير، أم يطلسم عليه الأمور ويموِّهها؟
فمن الأفضل للمستغل هدم التفكير لا الدعوة إليه كما فعل فضيلة العلامة، ولو دققت لما وجدت في كلام العلاَّمة الجليل محمد أمين شيخو ما يخاطب العاطفة بل كله منطق وحق وكمال، من ثنايا القرآن العظيم، الذي به انتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام ورفرف لواؤهم بالقرآن على أقطار الهند والصين، وما وراء الصين كإندونيسيا والفليبين.
3ـ ألم يعجبك أننا نوثِّق كلامنا من كتاب الله تعالى؟
أتريدنا أن نوثِّقها من كتب وروايات أناس ماتوا منذ مئات السنين ولا يستطيعون ردَّ ما دُسَّ عليهم؟
وكما يقال: الكاذب يبعد شهوده. أما نحن، فشاهدنا هو الله تعالى، من كتابه المجيد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فهل بعد التوثيق بالقرآن الكريم توثيق؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبِّئكم بالفقيه كلّ الفقيه؟ من لا يُقنِّط الناس من رحمة الله، ولا يُيئسهم من روح الله، ولا يُؤمِّنهم مكر الله، ولا يدعِ القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه..» كنز العمال، الباب الأول (في الترغيب فيه)، رقم (28943).
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: «ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلاَّ وقد أمرتكم به، ولا تركت شيئاً مما نهاكم الله عنه إلاَّ وقد نهيتكم عنه..». مسند الإمام أحمد، رقم الحديث (673).
ومعنى هذا الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، إنما أحاديثه الشريفة كلها شرح وإيضاح لمعاني كلام الله فقط لا غير. وينتج عن ذلك أن كلَّ حديث لا يوافق القرآن فهو دسٌّ وسمٌّ في الدسم بناءً على ما رود في هذا الحديث الشريف.
فكتب العلامة دعوتها صافية نقية من الدسوس المسمومة، لا سيما من ذم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، والتشكيك بأسماء الله الحسنى، من نسبة الجهل والقسوة والظلم لله، فتعالى عما يصفون.
لذلك لن تجدوا في كتبه إلاَّ التوثيق بآيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية بقبول أسانيدها ورواتها إن لم تعارض كلام الله تعالى.
فأي الفريقين أحق بالسقوط: الذين يمسِّكون بكتاب الله وحده لا شريك له، أم الذين اتخذوا من دونه أرباباً وأنداداً بعبادة الآباء عن عبادة الله وحده؟!
ونقول: القرآن واضح بيِّن جلي مفصَّل، قال تعالى: {..كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}(1) سورة هود: الآية (1).
وقال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ..}: لا في سطور السابقينَ، بعضهم كان القرآن أعجمياً عليهم. وعربياً أي: واسع المعاني والبيان على المؤمنين، فهو لهم هدى وشفاء، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر، وهو عليهم عمى، يحتاجون لشروح وتوثيقات، نتائجها وصم الأنبياء الكرام البررة عليهم الصلاة والسلام بما لا يليق بأبسط المؤمنين.
4ـ وما ورد بالذكر عن العلاَّمة محمد أمين شيخو في (موسوعة أعلام سورية في القرن العشرين)، الجزء (الثالث) صفحة (81) لـ (سليمان سليم البواب)، وكذلك في كتاب (تاريخ علماء دمشق) الجزء (الثالث) صفحة (325) ذكر فيه:
((محمد أمين شيخو: «مرشد كبير» (1890-1964)، من مواليد مدينة دمشق، تُوفي والده في صغره، وأصبح أخوه محمد سليم مديراً للمدرسة الحربية أثناء الحكم العثماني، التحق العلاَّمة الكبير بالمدرسة الرشيدية في الثانية عشرة من عمره. ثم انتسب إلى الكلية الحربية وتخرَّج منها ضابطاً، فكان موضع إعجاب رؤسائه وزملائه على السواء.
عُين مديراً لسجن القلعة وعندما اشتعلت الثورة السورية، راح يساعد الثوار بما يقدر عليه فَحُكِمَ عليه بالإعدام ولكن الله نجَّاه، وحاز على خاتم الثورة، وقام بعدة محاولات للانقلاب على الحكم الفرنسي.
لزم الشيخ أمين كفتارو ما يقارب عشرون عاماً، وخلفه بعد وفاته، وتولى الإرشاد وتسليك المريدين. تميَّزت مجالسه بالوعظ والإرشاد. وراح ينبِّه طلابه ومريديه من الروايات الإسرائيلية، من أمورٍ تُنسب إلى الأنبياء متنافية مع عصمتهم وكمالهم عليهم السلام)) كتاب (تاريخ علماء دمشق)، الجزء (الثالث)، صفحة (325).
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}. سورة الحجرات: الآية (6)
فلو نظرت في كتاب (تاريخ علماء دمشق)، الجزء (الثالث)، صفحة (325) لوجدت اسم (العلاَّمة، وأنَّه مرشد كبير). وتلك لأيم الحق حجَّة عليك.
وبالختـام:
نستغفر الله من قول بلا عمل، فمن لم يقم بجلائل الأعمال ينتقد من جلاَّها.
والحقيقة لم يكن عالمنا السيد محمد أمين شيخو بشيخ جامع يكتفي بالأقوال دون الأفعال، بل كان قبل توليه الإرشاد وتسليك المريدين يخوض غمار المعارك متعرِّضاً للشهادة مراراً كلَّ يومٍ وليلة، وهو يدكُّ حصون الإجرام والمجرمين دكّاً، فيُحيل رعب الشام في عهد الأتراك والتتريك أمناً وسلاماً، واضعاً دمه على كفِّه يخوض غمار الموت ومخاطر القتال لا سيما بعهد الانتداب الفرنسي البغيض حين أخذ يهدُّ عروش طغيان الاستعمار هدّاً.
أنقذ حياة الآلاف المؤلفة من المحكوم عليهم بالإعدام ظلماً، وألحقهم بالجيش حين كان مديراً لقلعة دمشق وسجنها.
كما أزال أعواد المشانق من ربوع الشام.
وقد تعرَّض للموت حكماً بالإعدام حين سلَّم ذخائر وأسلحة قلعة (عنجر) المخزَّنة للجيش الفرنسي، سلَّمها للثوَّار يداً بيد، ولكن الله تعالى نجَّاه من الإعدام وحماه.
فما كان عطاء الله له إلاَّ بالحق والاستحقاق، لذا فتح الله عليه بهذه العلوم التي هزَّت أركان العلوم العصرية الحديثة، بل نهضت بها قدماً إلى الأمام بمكتشفاتٍ وعلومٍ إنسانيةٍ مفيدة نافعة وشفاءاتٍ لا حصر لها، فميَّزته عن كثير من الشيوخ أنه (كما قلنا) لم يكتفِ بالأقوال دون الأفعال، أي لم يكن بجناحٍ واحد، بل بجناحي الحق المبين {وَمَنْ أَحسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. سورة فصلت: الآية (33)
وعلى كلٍّ فمقاييسكم الدينية بالشهادات الدنيوية مبنية على خطأ فادح، لأن القرآن الكريم ينسفها بقوله تعالى: {..وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ..} سورة البقرة: الآية (282). لا بعلومكم التقليدية، بل بالإيمان والتقوى الذيـْن بهما سما وعلا سيد الخلْق النبي (الأمِّي)، والصحابة العظماء (الأمِّيين).. وهذا هو المطلوب بالقرآن الكريم.
* * *
ـ وأما ما يصموننا به بـ (الانتماء) فهي سِمتهم وصِفتهم، فالسوء الذي فيهم يضعوه بغيرهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «..والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يُخَوَّنَ الأمين ويُؤتمنَ الخائن..». مسند الإمام أحمد، رقم الحديث (6577).
اللهم أصلح قلوب المسلمين ليكونوا صفّاً واحداً كأنهم بنيانٌ مرصوص.
5ـ لماذا تخافون وتخشون المناقشة في دلالته الحقَّة؟ وأنتم لائذون بالخوف من الحوار فمن المتهرِّب؟
وتعلمون أيضاً أنكم عندما تقرؤون في علوم العلاَّمة الجليل محمد أمين شيخو، تدركون ضعف اعتقاداتكم وأسسكم التي كثر الخلاف فيها حتى بين علمائكم وفقهائكم، فهذا يعدل ويجرح الرواة، وفي حين يقول فقيه بتجريح فلان يأتي آخر فيوثقه، وفي الوقت الذي يتفق فيه عدد منهم على تعديل راوٍ، يأتي آخر وينسفه طاعناً في هذا التعديل!!
وهكذا نجد في تفاسيركم الاختلافات والتضاربات وتعدد الوجوه، والحق واحد لايتعدد.
هل (المصادر) التي تحاجُّون بها عن الآباء هي من كلام الله تعالى؟!
أين هو التوثيق العلمي؟ أبغير كلام الله تعالى يكون التوثيق؟!
أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً؟!
6ـ نريد أن نسأل: ما هي المصادر الإسلامية الأساسية؟ هل هناك مصدر للتشريع غير القرآن الكريم؟ حتماً لا. بعد كلام الله لا يوجد إلاَّ الضلال، وماذا بعد الحق إلاَّ الضلال.. فأين يذهبون؟
فهم يرتكزون على قراءات تقليدية متنوعة، مشحونة بالدسوس والتشويهات على الرسل الكرام صلوات الله عليهم أجمعين وعلى سيدهم وسيد العالمين قاطبةً صلى الله عليه وسلم .
نسبوا لهم أموراً شائنة، حتى امتلأت مصادرهم وثوابتهم منها، فأصبحت وصمة سوداء في جبين الإسلام والتاريخ. وبهذا فُسح المجال للحاقدين أن يطعنوا بالدين الإسلامي السامي، نذكر بعضها من التفاسير المدسوسة:
يقولون عن سيدنا يوسف صلى الله عليه وسلم أنه قد مالت نفسه إلى الفاحشة! وكاد أن يقع بأمر لا يقع به إلاَّ من بَعُدَ عن ربِّه، واستحوذت الدنيا على قلبه أشد الاستحواذ، وأصبح مطيعاً للشيطان ونزغاته!
وقالوا أيضاً عن سيدنا داود صلى الله عليه وسلم أنه أحب امرأة جندي فأرسله إلى القتال حتى يموت ويتزوج زوجته، وهذا ما لا يفعله أحط الناس، أفتليق نسبته لرسول نبي عظيم؟!
ساء ما إليه ذهبوا.
وأيضاً قولهم عن سيدنا يحيى صلى الله عليه وسلم أقوالاً تتنافى مع ما جاء به كتاب الله الكريم، فقالوا: أن سيدنا يحيى صلى الله عليه وسلم قُطع رأسه مهراً لعروس الحاكم!! (وحاشا لله).
أرنا من هذا البحر الذي لم يُملأ إلاَّ بالدنس، بالذم لرسل الله وجعلهم (بزعمهم) زناة، كقصة زواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من سيدتنا زينب، بأن دخل عليها بغير عقد ولا نقد، ولا إذن من الله تعالى.
وجعلهم كذَّابين جبناء، بما نسبوا لسيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، وما نسبوا لسيدنا موسى صلى الله عليه وسلم ، من أنَّه قتل نفساً بغير حق ولا إذنٍ من الله.
وأنهم أذلة ومذلولين.. بما نسبت الدسوس للرسل الكرام، من قصص جَرَتْ (بزعمهم) مع الكفَّار عليهم، من طرد وضرب، وإلقاء بالمزابل، كسيدنا نوح صلى الله عليه وسلم وسيدنا أيوب صلى الله عليه وسلم و..و..
فهذا بحر آسن ملح أُجاج، بما فيه من ذم أيضاً للحضرة الإلهية، مخالفين بذلك صريح القرآن الكريم.
فلماذا لا تنظرون موافقة الأحاديث الشريفة مع القرآن، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يجرؤ الداسُّون أن يدسُّوا فيه كلمةً واحدة ولا يستطيعون؟!
ونسألك هل كل ما وصلنا عن العلماء هو عن ألسنتهم؟ وما هو الدليل؟
وما هو كفيلك أن لا تزوير ولا تحوير وضع عليهم (رحمهم الله)؟
فما قاله البشر يأخذونه ويضربون به القرآن الكريم، حتى أضحت هذه التشبثات التي طمرت الحقائق على مرِّ السنين، قواعد تكبّل العقول وتحول بينهم وبين كتاب الله تعالى، حتى جاء العلاَّمة الجليل محمد أمين شيخو (قُدِّس سرُّه)، فسلَّط الضوء على الحقائق والمعضلات فأحالها إلى بدائع ظاهرة تجذب قلوب أهل الحق وتسمو بهم إلى علِّيين.
7ـ العلم ليس يستقى من كتب كتبها أناس ماتوا منذ مئات السنين، بل يستقى منه تعالى: {..وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ..}(2) . ويلاحظ القارئ في (مصادرهم) كثرة الاختلافات والظن السيء بالله تعالى وأسمائه الحسنى، والطعن بالعدالة الإلهية والحطّ من قدر الأنبياء الكرام .
. فنحن نحترم العلماء ونجلُّهم وسيد العلماء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده أصحابه الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «حكماء، علماء، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء»
أما الذين في قلوبهم زيغ وفي أعمالهم انحراف وفي إيمانهم شكوك وارتياب فليسوا في نظرنا علماء، مهما حفظوا من كتب وقرؤوا من مجلدات، ولقد ندد القرآن الكريم بهم في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة الجمعة: الآية (5).
ومنهم من وصفهم تعالى بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِه وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ}. سورة البقرة: الآية (204-205).
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف على أمتي كلّ منافقٍ عليم اللسان» صحيح، رواه أحمد، والطبراني في الكبير..
ومما يؤيد احترامنا للعلماء حقّاً أن كل قول أو تفسير نجده في كتب المشهود بعلمهم وتقواهم، إن كان موافقاً لكتاب الله، تعالى، متفقاً مع ما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلناه وتبنيناه، فنحن نعتقد أن العالم المشهود به لا يمكن أن يصدر منه قول مخالف لكتاب الله، وإلاَّ فهو مدسوس عليه في كتبه، إمَّا للافتراء عليه، أو للكيد للإسلام تحت ستار اسم ذلك العالم الشهير.
فعندما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتكم إلى القرآن الذي لم يفرِّط فيه تعالى بشيء، فذلك من خشيته علينا من أن نقع بمثل ما وقع به اليهود والنصارى. أمَّا من أعرض وتولَّى، ونبذ كتاب الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم الموافق لكتابه تعالى، وراء ظهره واتَّبع سنن الذين من قبلنا، دون موافقة كلام الله، فلم يأكل من فوقه ولا من تحت أرجله، فقد عرَّض نفسه للإذلال وغدا في آخر الأمم.

إن الدسوس وإن صيغت قوالبها



ترمي إلى الطعن والتشكيك بالرسل


يا هاجرين كتاب الله قاطبة



لابد أن تقع الأقدام في الزَّلل



ظلماً نبذتم هدى الرحمن يا أسفي



وقد لحقتم كلام الدس والجدل



فما اتهمتنا به محض افتراء من عندك.
لو أن حرفاً صحيحاً في الذي كتبوا



لما رأيت حصون الكفر تنهدم


هم الذليلون نتناً في نفوسهم



تحت النعال وأنت السيد العلم


(يا سيدي يا رسول الله)

 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.61 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]