السلام عليكم
بغض النظر عما جاء في المقال و مع إحترامي لرأيك الأخت عنان السماء
أقول أن الله يغفر كل الذنوب إلا الشرك به و مظالم الناس فالحقوق تنقسم إلى حقين: حق لله تعالى وحق للعباد، حق الله مبني على العفو ومبني على المسامحة إذا كانت التوبة صادقة.
أما حقوق العباد فهذه لا يتدخل الله فيها، حتى يوم القيامة، الله سبحانه وتعالى جل جلاله ترك هذا الأمر للقواعد العامة التي وضعها للفصل بين عباده، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
من المعلوم أن التوبة لا تكفر الذنوب التى فيها حقوق العباد لأن من شروطها أو أركانها أن تبرأ الذمة منها ، إما بردها لأصحابها وإما بتنازلهم عنها .
وبالتالى فالحج أو غيره من الطاعات لا يكفر الذنب الذى فيه حق للعباد حتى تبرأ الذمة منه ويؤيد ذلك أن الشهادة في سبيل اللَّه ، وهى فى قمة الأعمال الصالحة ، لا تكفِّر حقوق العباد، كما ورد فى حديث مسلم " يغفر اللَّه للشهيد كل شىء إلا الديْن " .
و في السيرة ان الرسول صلى الله عليه و سلم و هو الرحمة المهداة قد عرض نفسه للقصاص قبل وفاته .
لا يمكن أن يتصور أي مسلم مستضعف الذي ليس له إلا الله و ليا و نصيرا أن يغفر الله لمن ظلمه دون قصاص.
و أن دعوة المظلوم مستجابة حتى لو كانت من كافر.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
بالتوفيق للجميع
في أمان الله