عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 21-05-2009, 02:02 AM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: شرح حديث [ أم زرع ] - للشيخ أبو اسحاق الحويني - حفظه الله

وصف أم أبي زرع


ثم قالت :( أم أبي زرع فما أم أبي زرع! ) وهي عمتها ، فلم تذكر عنها شيئاً من


الكلام الذي نسمعه حول العمات وما إلى ذلك ، بل قالت : أم أبي زرع فما أم أبي زرع ..


هل تعلمون شيئاً عنها ؟ هذه السيدة الفاضلة ، وهذا على القاعدة : حبيب حبيبي حبيبي ،


فالمرأة عندما تحب زوجها ، تدين لأمه بالفضل أنها أنجبته ، وهذه منة في عنق الزوجة


للأم أنها أنجبت مثل هذا الإنسان .( عكومها رداح ) الرداح : هو الواسع ، يردح : أي :


يطيل في الكلام، ويتوسع في المقالة ، والعكوم : هي الأكياس التي تخزن فيها


الأطعمة ، فمثلاً : عندما تخزن الأرز لا تخزنه في كيس صغير ، بل تخزنه في كيس قطن ،


فقولها : ( عكومها رداح ) فيه دلالة على أن البيت كله خير ، وبيتها فسيح ،


ومن المعروف أن اتساع البيت أحد النعم .







وصف ابن أبي زرع


ثم قالت :(ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع! ) يفهم من هذا أن أبا زرع كان متزوجاً ،


قبل ذلك ..( ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة ) ،


مسل الشطبة : عندما تأتي بجريدة النخل وتأخذ منها سلخة للسكين ، السلخة هذه هي السرير


الخاص به، فهذا الولد نحيف ، لكن عضلاته مفتولة ، والإنسان النحيف مع قوة ممدوح


عند العرب ؛ لأن هذا ينفع في الكر والفر ، فهذا مدح تمدح به الولد ، تقول :


إنه مفتول العضلات وليس بديناً ، ولا صاحب كرش عظيم ؛ بل سريره كمسل شطبة ،


فتستدل على جسمه بسريره الذي ينام عليه ، وإلا فمسل الشطبة لا يكفي واحداً ثقيلاً بديناً .


( ويشبعه جراع الجفرة ): الجفرة : هي أنثى الماعز الصغيرة ، فلو أكل الرجل الأمامية


للشاة فإنه يشبع ، مع أن هذه لا تكفي الواحد ، ومع ذلك فإن هذا الولد يشبع إذا أكل


ذراع الجفرة ، وهذه صفات ممدوحة عند الرجال ، بخلاف النساء .







وصف بنت أبي زرع


ولما جاءت تصف بنت أبي زرع قالت : ( بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! ،


طوع أبيها وطوع أمها )، أي : مؤدبة ،( وملء كسائها ) مالئة ملابسها ،


وهذا مستمدح في النساء بخلاف الرجال ،( وغيظ جارتها ) : الجارة هي الضرة ،


فقد كان زوجها متزوجاً اثنتين أو أكثر( فغيظ جارتها ) أي : من جمالها ، وأنها ملء


كسائها ، وبذلك تغيظ جارتها .






وصف جارية أم زرع


قالت :( جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ! ) ، والمرأة من حبها للرجل تذكر كل


شيء حتى الجارية ، قالت :( لا تبث حديثنا تبثيثاً ) ، فأي شيء يحصل في البيت لا يعرف


به أحد من الخارج ، فهي أمينة لا تنقل الكلام ،( ولا تنقث ميرتنا تنقيثاًَ ) ، أي :


لا تبذر في الطعام ، فلا تجد مثلاً الأرز ملقى على الأرض ، فهي امرأة مدبرة ، تخاف


على المال ،( ولا تملأ بيتنا تعشيشاً ) أي : البيت ليس فيه زبالة ، كعش الطائر،


فعش الطائر عبارة عن ريش وحشيش وقش وحطب ، فتقول :


بيتنا ليس كعش الطائر ، إنما هو بيت نظيف . وفي بعض الروايات خارج الصحيحين :


( وظلت حتى وصفت كلب أبي زرع ) ، فالكلام هذا كله غزل ، والغزل هنا مستحب ،


ولا أقول : غزل عفيف ، إنما هذا غزل مستحب ؛ إذ هي تتغزل في زوجها ،


وتعدد فضائل زوجها ، وتشعر بنبرة الحب عالية في كلام المرأة . قالت :


( فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض ) ، كان الوقت ربيعاً ، واللبن كثير ، والناس


يحلبون لبنهم ، وفي هذا الوقت خرج أبو زرع ( فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين )


معها اثنان من الأولاد في منتهى الرشاقة ، ( يلعبان من تحت خصرها برمانتين) ،


فأعجبه هذا المنظر ، فقال : هذه المرأة لابد أن أضمها إلي ، فضمها إليه ،


لكن ما الذي حصل ؟ قالت :( فطلقني ونكحها )، لأنه لايبقي عنده إلا امرأة واحدة ،


رجل يحب التوحيد!!


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.62 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]