عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-04-2009, 12:16 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي رد: روائع مقالات الشفاء /الحلقة الثانية/ المركز الثاني






الحمد لله الذي كتب الهداية والتوفيق للراشدين
وكتب الضلال على المبعدين الضالين
وصلاة ربي وسلامه على من فضله الله على العالمين
وجعله تعالى سيد ولد أدم أجمعين
نبينا وحبيبنا ومعلمنا وقرة أعيننا المصطفى الأمين
وعلى الأل والصحابة والتابعين
ومن سار على نهجهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ثم أما بعد
حياة بلا عنوان

حياة ليست بحياة هذه التي فقدت من غاية وأهداف وعنوان
تفتقر إلى السعادة في الدنيا وفي الأخرة هذه الحياة
تفتقر إلى السعادة الحقيقية التي عاشها يونس عليه السلام في بطن الحوت
تفتقر إلى السعادة الحقيقية التي أدركها أيوب عليه السلام مع ما عاناه من ابتلاء وكروب
تفتقر إلى السعادة الحقيقية التي فقهها وحصلها سائر الأنبياء والصالحين
واعلموا أن هذه الحياة التي افتقرت إلى العنوان
معناها أوسع مما تتخيلون
فقد يغيب العنوان حقيقة وقد يغيب حكما
فأما غيابه حقيقة فمعلوم
ومثاله ذاك الذي يعيش عيشا لم يجعل فيه أهدافا مطلقا
أما غيابه حكما فهو الذي خفي والتبس على الكثير
ومعناه ذلك الجهل المركب الذي عمل به المسكين
الذي ظن أن العنوان ينحصر في كل ما يحقق حسن عيش الدنيا ونسي الأهم وهو يوم الدين
فأي حياة يحياها المرء وهو لا يدرك حق الإدراك ما سبب خلقه وما هو مأله وعاقبته
لذلك وجب علينا إخوتي أخواتي أن نضع النقاط على الحروف
وأن نصحح مفاهيم خفي إدراكها على حقيقتها على كثير من المتعلمين والمثقفين ناهيك عن الجهال و المغرورين
ألا وهي ما هو عنوان حياتنا ومعاشنا ومعاذنا
اعلموا وفقني الله وإياكم أن عنوان كل مسلم و مسلمة في هذه الدنيا هو تمكين دين الله في أرضه
معنى ذلك هو
أن يوحد الله في أرضه وأن يعبد وحده فلا يعبد معه سواه
وأن يفرد تعالى بكل ما يستحقه وأن لا يكون إلى ما يرضى جل وعلا
ولا يحصل كل ذلك إلا بالفهم الصحيح والادراك السليم لحقيقة الدنيا وحقيقة الأخرة
فالدنيا وسيلة للأخرة
والأخرة نتيجة للغاية التي وضعها كل فرد في الدنيا
فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها
لذلك فليكن لكل واحد منا عنوان أو عناوين تصب كلها في بحر واحد هو الذي ينتج لنا العيش الحسن في الدنيا ويحقق لنا حسن عيش الأخرة
فنكون بذلك قد حققنا حياة يقودها ويسيرها نور وضياء ينبثق من غاية شريفة وعنوان
لا أن نحيا حياة فاشلة مريرة في الدنيا وبعد العرض على الرحمن
سببها هو كونها كانت حياة بلا عنوان
أعاذنا الله من ذلك وعافانا منه
هذا وصلو ا وسلموا على من أرسله تعالى إلى الناس كافة من أجل تبيان مثل هذه الأمور
وجعله شفيعنا يوم العرض والنشور.


بقلم / أبو سلمان الجزائري
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.33%)]