عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 31-03-2009, 09:59 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي رد: روائع مقالات الشفاء /الحلقة الثانية/ المركز الأول








الطفولة المخضرمة

رأيته ذات صباح ، تحت أشعة الشمس الرقيقة فى نسمات الصبح العليل ، يحمل أثقالاً على ظهره تفوق حجمه وقوته ليضعها على عربته التى يجرها بملىء حيويته ويمضى فى طريقه ، يلتفت حوله أثناء سيره باحثاً بين أكياس القمامة عما ينفعه ، يقف عند صندوقها وينزل وينبش فيها بيده الرقيقتين التى كان من الأولى أن تحمل لعبة صغيرة تدلل طفولته الخفية .




تابعته إلى أن مضى ، مضى ولكن ترك آثار خطواته الصغيرة فى ذكراتى ، فكرت فى حاله وحال الكثيرين أمثاله أطفال تائهة بين أزقة الشوارع تعبث فى أكياس القمامة وصناديقها ، وآخرون يسيرون بين السيارات ممكسين بقطعة قماش تشبه ملابسهم الرثة متناسيين علامات ملامحهم البريئة التى أخفتها لحظات الزمان
وشوها المكان ، وآخرون يسرحون بباقات ورق المناديل أو الجرائد ، وفى آخر الليل ينامون تحت الكبارى يلتفون حول بعضهم البعض ليحتموا من برد الأيام وغدرتها .


دار فى ذهنى سؤال أين ذهبت طفولتهم وكيف قضوها ءأقضوها مثل من فى سنهم أمام التلفاز لمشاهدة برامج الكارتون أم الكمبيوتر والبلاى ستشن للاستمتاع بالألعاب أم قراءة القصص الملونة أم بين المراجيح التى يتأخذون بدلها عرباتهم عملهم الصغيرة
كلا بين قضوها فى الطرقات يترمحون من ناحية لآخرى، يومهم يعيشونه بالكاد ، سألت نفسى
من السبب فى شقاء هؤلاء الأبرياء ؟
فوجدتها تجاوب إجابات عدة منها:

• قد يكون الأهل من المتسلطين الأشداء من لا يهمهم تربية أبنائهم وسلوكهم وأخلاقهم بل لاهثون وراء المادة وعصر الجنون مما جعلهم يتخلون عن أبسط ما قد يملكه المرء من كرامة وعفة وأخلاق ومعايشة فترة سنه الحقيقية وعدم دسها وقتلها فى أعماق نفوسهم الصغيرة .


• التفكك الأسرى الذى أصاب المجتمع حتى الكادحين ، حينما يرى الطفل والده ينهار والدته ويسبها بأبشع الكلمات ، وعقله الصغير يسجل ويستوعب وعينه تحفظ وتتألم، قلبه الصغيرلا عاد يستحمل العيش فى مراكب ثائرة بين الامواج العارمة العاتية فقرر العيش منفرداً والتكسب بصرف النظر عن بيت يؤييه وسقف يحميه من السقيع وغطاء يكسيه من غدر الشرور .

نعم هكذا أرادوا الصغار
الخلاص من مرارة بيت الأسرة
وكذا قالها أحمد

"لا أطيق عيشة البيت، أريد أن أطير في كل مكان كالحمام."
تظل طفولته وطفولة غيره بين حنايا أضلعهم ، قابعة فى أعماق ذاكرتهم التى شاهدت مآسى ومرت بألآلام وجربت مرارة العيش وسط تسلط الأهل وجبروتهم ، هكذا أختاروا الطريق الصعب أعتمدوا على أنفسهم ولم يضعوا فى اعتبارهم ما يمكن أن يلاقوه من متاعب

نصيحة للآباء البسطاء
خذوا أولادكم فى أحضانكم
رعوا طفولتهم وصغر سنهم
اشعروهم بالأمان
بدلاً أن تجدوهم من قطاع الطرق والمجرمين
ووقتها تندموا فى حين لا ينفع الندم
قال رسول الله ( )
"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته..
والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته"

بقلم / وســام
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.30%)]