عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-03-2009, 10:53 PM
الصورة الرمزية أبو الشيماء
أبو الشيماء أبو الشيماء غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: أينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 6,415
الدولة : Morocco
افتراضي رد: سفر الزوج وتركه لزوجته واولاده...مشكله؟؟!!

السلام عليكم و رحمة الله.
بارك الله فيك اختي الفاضلة على الطرح.
في الحقيقة الموضوع متشعب الجوانب خفي العواقب إلا ما ظهر منها.
السفر بدون زوجة و أولاد قصد العمل و زيادة الدخل شائع و لاسيما في الدول العربية..طيب... لكن لا بد من قياس المقدمات بالنتائج :

الإيجابيات:الرفع من مستوى الدخل و تحسين الطروف المعيشية و( ضمان المستقبل)كما يقولون..هذا هو الجانب الإيجابي.
السلبيات:و ما أكثرها...الضحية الأولى هي الأم التي تلعب دورها و دور الأب,علاوة على إحساسها بالنقص العاطفي و حقوقها الشرعية و ربما يؤدي ذلك بها إلى فتوى شيطانية.
أما الأبناء فإنهم يصبحون أحرار لا حسيب ولا رقيب,يتطاولون على أمهم,و يرافقون أصدقاء السوء و ينحرفون وربما يصبحوا مدمنين بذلك المال المرسل من الخارج علما أن وجود الأب يعتبر رادع.
هذا الغياب يجمد أواصر المحبة بين الأب و أولاده و زوجته,و يصبح الأب مصدر المال لا أقل و لا أكثر..و حتى إن رجع بعد مدة يحس الأبناء بالضيق و كأن حريتهم قد سلبت و ربما يتمنون وقت رحيله إلى الخارج...كأن رغبتهم أو هذفهم من الأب هو:إدفع المال و انصرف؟؟؟؟؟
إذا لا مرحبا بسعادة نسبية يعقبها ضرر مطلق.

رأي الشرع:

فليس من العشرة بالمعروف التي أمر الله تعالى بقوله ( وعاشروهن بالمعروف ) كون الرجل يغيب عن زوجته طويلا ، بحيث يعرضها للفتن والشرور والوقوع فيما حرم الله ، بل الواجب عليه إعفافها بالوط ء قدر استطاعته . وقد حرم الله تعالى على الزوج أن يحلف على ترك جماع أهله أكثر من أربعة أشهر فقال ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر ) البقرة . أي : هذا أقصى ما يجوز من الهجر للزوجة بالحلف .
وقال الفقهاء : إن سافر فوق نصف سنة في غير أمر واجب كحج أو غزو واجبين أو طلب رزق يحتاج إليه ، وطلبت حضوره وقدومه ، لزمه ذلك
وليس لذلك حد مقرر شرعا ، بل هو راجع لما يتفق عليه الزوجان ، فإن أبت الزوجة سفر زوجها لتضررها بسفره بأي نوع من أنواع الضرر ، فلها ذلك ، فإن أصر على السفر فلها طلب الفراق ، ولها أن تصبر ، وهو خير لها حفاظا على الأسرة

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواهالإمامأحمدفي المسند.
وعليه فنقول: إنه لا يجوزللزوج أن يطيل الغيبة عن زوجته وأولاده حتى يحصل لهم الضرر، فإن للأولاد حقا فيالشفقة والتربية والرعاية والنفقة، وللزوجة حقوقها من معاشرتها والمحافظة على عفتهاوالنفقة عليها، فالتفريط في ذلك معصية عظيمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول. أخرجهالنسائيفي السنن الكبرىوالحميديفي مسنده.
وكان من خلقه صلى الله عليه وسلم معاشرة أهله بالمعروف، وذكرأن مَنْ فعل ذلك يكون من أفضل أمته، حيث قال: خيركم خيركم لأهله،وأنا خيركم لأهلي. رواهالترمذي وابن ماجه.

رحم الله من قال و صدق
قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه
*ما قل و كفى خير مما أكثر و ألهى
*نفس تحييها خير لك من إمارة توليها
نسال الله تعالى أن يلهمنا الرشد و الفلاح و يهدينا سبيل الرشاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

عليك بطريق الحق,ولا تستوحش لقلة السالكين.وإياك وطريق الباطل و لا تغتربكثرة الهالكين.
أحسن الفقه هو أن لا تحول ذنوب المرء بينه و بين حسن الخاتمة.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.26 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]