عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-02-2009, 02:30 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,576
الدولة : Egypt
افتراضي رأي جماعة الاخوان حول أحداث الساعة متجدد



لم تتوان جماعة الإخوان المسلمين عن القيام بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة لنصرة غزة، والوقوف بجانب أهلها في محنتها الأخيرة، وذلك بالنزول إلى الشوارع والميادين وأمام المساجد ،وإقامة المؤتمرات والندوات وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات والوقفات، لحث الحكام العرب والمسلمين على اتخاذ مواقف جادة لإنقاذ غزة من المذابح الإسرائيلية الوحشية، وتحريض الشعوب على إغاثة أهلها بالمساعدات المادية والعينية، وتوضيح خطورة المؤمرات التى تُحاك ضد القضية الفلسطينية لقتل روح المقاومة ليس لحركة حماس فقط، ولكن لكل العرب والمسلمين.

من أجل هذا فقد شن النظام المصري الحاكم حربا شاملة على جماعة الإخوان المسلمين، فأعداد المعتقلين وصلت الى أكثر من ألف ومائتي معتقل من قيادات وكوادر الإخوان والمتعاطفين معهم، وكذلك فالحملات الإعلامية على هذه الجماعة مستمرة وبلا هوادة - من خلال جميع وسائل الإعلام الرسمي من صحف ومجلات ومحطات إذاعية وقنوات تلفزيونية أرضية و فضائية- في توجيه الإتهامات والتشكيك في المواقف والمبادىء التى تنتهجها الجماعة ، وأن حركة حماس ما هي إلا امتداد لجماعة الإخوان المسلمين التي وصفها الرئيس مبارك من قبل بأنها تمثل خطراً على الأمن القومي المصري.

وقد وصلت الأمور إلى منع أعضاء البرلمان المنتمين للإخوان من مناقشة الحرب الوحشية الإسرئيلية على غزة في البرلمان ، ومنعهم من المشاركة في إيصال المعونات الإنسانية لمعبر رفح ، وهناك العديد من الوسائل الأخرى التي يتخذها النظام الحاكم ضد الجماعة لوضعها في وضع المدافع لينسى الرأي العام المصري القضية الرئيسية وهي قضية فلسطين.

القضية الفلسطينية عند الإخوان المسلمين - مثلهم مثل أي مواطن مصري حر - هي قضية حياة أو موت ، وهي قضية مصير لمصر من جوانب عديدة ، فمن الجانب الوطني فإن أي إعتداء على فلسطين – وبالأخص غزة – فهو إعتداء على الوطن وعلى حدودنا الشرقية ، وما أكثر الجنود والمدنيين المصريين الذين قتلتهم إسرائيل على هذه الحدود، ولن ينسى المواطن المصري فى يوم من الأيام الحروب الإسرائيلية مع مصر – 56، 67 ، 73، وكذلك أطفال مدرسة بحر البقر ، وعمال مصنع أبي زعبل ، وغيرهم الكثير ، وتهديدات القادة العسكريين الإسرائيليين مرة بضرب السد العالي وأخرى باحتلال سيناء. وثالثة بطرد الفلسطينيين وتسكينهم فيها ، وجميعهم لايخفون كراهيتهم لمصر والمصريين.

ومن الجانب القومى فلطالما تغنينا بالقومية العربية فى الخمسينات والستينات أيام الحقبة الناصرية، وأن مصر هى الأخت الكبرى للدول العربية والتى هى المدافع الأول عنها ، ومن الجانب الدينى فالمسجد الأقصى الأسير - أولى القبلتين وثالث الحرمين – تهوى إليه القلوب وتهفو إليه الأرواح ، ولن تهدأ إلا بزيارته ، فضلا عن تحرير كل فلسطين لأنها أرض إسلامية ، وفرض عين على كل مسلم ومسلمة العمل من أجل تحريرها.

أما الجانب الإنساني فالعالم كله على إختلاف أديانه وألوانه وجنسياته أجمع على التنديد بهذه المجازر الوحشية وضرورة وقفها، والإصرار على إيصال المعونات الإنسانية لإنقاذ أهالى غزة من الهلاك، فالعار سوف يلاحق الصامتين منا والمتخاذلين والمتواطئين ، بلو سوف يلاحق أبناءهم ومن ينتسب إليهم بصلة ،والفضيحة الكبرى لهم يوم القيامة .

وللتقليل من شأن ما قام به الإخوان المسلمون من فعاليات لنصرة غزة ، فقد أعلن العديد من رموز الإعلام المصرى الرسمى أن الإخوان لم يستطيعوا التأثير على الرأى العام المصرى ، فلم يشاركهم أحد فى المظاهرات التى قاموا بها ، ولم يتحرك الشارع المصرى فى الاتجاه الذى يريدونه ، وهذه نظرة قاصرة وحجة واهية ، قد لا يكون هناك دور للأحزاب ، لأنها باتت مجرد ديكورات ، أما الرموز الوطنية على اختلاف ألوانها فلم تقصر فى المشاركة ، والإخوان قاموا بما عليهم – حسب إمكانياتهم – فهم ليسوا دولة ، بالرغم من التضييق الذى يتعرضون له دائما من قبل الأمن المصري.

وتناسى هؤلاء أننا نعيش فى ظل قانون الطوارىء ، السيف المسلط على رقاب الشرفاء فى هذا الوطن ، مما يجعله سببا فى إرهاب المواطنين ، فلا يفكر منهم الا القلة القليلة فى المشاركة فى مثل هذه الفاعليات ، ومع ذلك فغالبية الشعب المصرى شارك فى نصرة غزة بصورة فاقت كل التوقعات ، وبروح وطنية وإسلامية عالية ،إما بالدعاء أو بالتبرع أو بالذهاب إلى معبر رفح لإيصال المعونات أو بمحاولة الدخول الى غزة للمساعدة فى العلاج أو الوقوف على أحوال أهلها، والعبرة فى النهاية بالنتائج ، وهى بالفعل باهرة .

لو غاب الإخوان المسلمون أو غُيبوا عن الساخة ، فلن يستطيعوا أن يمحوا من ذاكرة الشعب المصرى أن إسرائيل هى العدو الأول له وللإسلام وللعروبة ، أو ما فعله اليهود قديما وحديثا ، فى حروبها الدنيئة التى تشنها من حين لآخر على البلاد والشعوب العربية ، لن ينسى شعبنا الأسرى المصريين اللذين دهستهم الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية وهم أحياء ، وعلى هؤلاء ألا ينسوا أن شعبنا صاحب كرامة وعزة وشهامة.
__________________
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.91 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]