الجزء الثالث:
ساء مساء "اللامستحين"
بعد الدوام، يلتقي الجمع في مكان ما يتسامرون و يلهون؛ ضحك و صراخ و سحب من دخان السجائر تخنق أنفاس الناظر إليهم فضلا عن من يجلس معهم، تجتمع فيهم المبيقات من خمور و اتخاذ الأخذان و القمار..
يتركون من ورائهم زوجات في البيوت قابعات، لأزواجهن وفيات، لا يغمض لهن جفن و يقاومن النوم خوفا من أن يعود "الأسد" ولا يجد من يحضر له طعام العشاء فيجعل سافل البيت عاليه..لم يعمل بحديث النبي صلة الله عليه و سلم "خيركم خيركم لأهله"(الترمذي)
و الغريب انه لا يأكل من الطعام شيئا و لا يسأل عن اولاده و عن أحوالهم المدرسية..يستفزه أي سؤال عن سبب تأخره خصوصا و قد أكد مرارا لزوجته أن عمله مضني و الاجتماعات متأخرة و عشاء العمل يفاجأه كل حين ..
يبدا يومه بالكذب على رب الناس و يتوسطه بالكذب على رب العمل و بنهيه بالكذب على ربة البيت..
ينطرح على فراشه منهكا من عبثه و غفلته و سوء عمله و لهوه و سهره.. أين هو من تحذير الله تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون" (المؤمنون 115)
ساء مساؤه و صباحه و نهاره: ينام عن صلوات يومه و يفوت ذكر ربه و يسيء إلى زملائه و يغضب زوجته و يعق أولاده و لا يراعي للجار معروفا و لا لرب العمل حقا..أنانيته و غفلته أنسته الحياء من ربه و مراقبته في أفعاله و اقواله و حركاته و سكناته..
اللهم جملنا و قارىء هذا الموضوع بخلق الحياء.