الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد
جزاكم الله خيرا على الأداب التي التزمتموها إخواني في النقاش وهذا دليل على الأخوة الإيمانية التي تجمعنا
أخت فتاة التوحيد قلت لك أن لا تغضبي لا لما ذكرته من أحكام، بل طلبت ذلك لأنني نبهت على التناقض الذي وقعت فيه قولك ولكن لى سؤال واحد أرجو منهم الاجابة علية ....
وأنت ذكرت ثلاثة أسئلة لا سؤالا واحدا فقط .
كذلك أخت فتاة التوحيد الشروط التي ذَكرتها وأعدتِ ذكرها أجاز العلماء العمل بها إذا دعت الضرورة ، والضرورة تبيح المحظور لكن ما هي الضرورة
الضرورة هي الخوف من الهلاك ، وأضرب لك مثالا ، لو لم تجد امرأة من ينفق عليها ولم يكن لها مال ولم تكن لها حرفة تعمل بها كالخياطة مثلا ولم تجد سبيلا لكسب الرزق إلا الشهادة التي تعمل بها ، هنا رخص لها أهل العلم أن تدرس وفق الشروط التي ذكرت .
أما ما ذكرت من حجج فقد صادمت أدلة نقلية صحيحة صريحة وأدلة عقلية وذكرت ذلك في الردود السابقة فارجعي إليها
أما فكرة ظل التقدم التي ذكرتها فاعلمي أن هذه الأقوال هي التي أدت بنا إلى ما نحن عليه من هوان وتبعية فالحل الأمثل هو الرجوع إلى ديننا والوقوف عند الأحكام الشرعية لما دل على ذلك الأحاديث الكثيرة
وأما فكرة جهل المرأة التي طرحتها فاعلمي أن هذه الجامعات لا تعلم في الغالب إلى الفساد وضياع مكارم الأخلاق
وليست الجامعة السبيل الوحيد الذي تصير به المرأة متعلمة والواقع يشهد بذلك فالكثير من التي لم تطأ أقدامهن الجامعات أعلم من كثير من الجامعيات
أما رفضك فاعلمي أنه ليس أنا أو أنت من يقبل أو يرفض ..
أخي سويلم
أما قولك وانا حقيقة اميل شكلا وموضوعا لحديث احتى الفاضلة(فتاة التوحيد )
وارها انها تمثل مدرسة الوسطية التى نحن جميعا تلاميذا فيها لاسباب عدة
فنحن لا نأخذ الأحكام الشرعية بالميل أو التصويت بل العبرة بالدليل
واما الوسطية التي ذكرت فاعلم رعاك الله أن الوسطية الحقيقية هي العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والوقوف عندهما و العمل بالأدلة المعتبرة شرعا ـ الفعل لله والترك لله على ضوء الدليل البين الصحيح الصريح ـ
أما استدلالك الأول اولا
احقية التعليم والتعلم للجميع (بمرجعية النصوص القرانية والنبوية فى ذلك
فاعلم أن هذه الأدلة عامة والأدلة التي ذكرت أنا والأخ أحمد خاصة ومعروف تخصيص الخاص للعام عملا بالقاعدة الأصولية عند التعارض الظاهري فيصير الحكم الناتج يجوز للمرأة الدراسة في المؤسسات وطلب العلم إذا لم يوجد الاختلاط ولم تكن هناك موانع شرعية.
أما ما ذكرت من لوم الأنظمة فهذا مقبول لكن هذا لا يسوغ للمرأة أن تخرج وتدرس في ضوء الاختلاط الذي حرمه الشرع.
أخيرا أقول لكم ولكل أخ يريد المشاركة اعلموا رحمكم الله أن الامام ابن القيم ذكر في كتابه اعلام الموقعين أن الفتوى توقيع عن رب السماوات والأراضين فالذي يفتي هو في الحقيقة يوقع حكما عن الله تعالى لذلك ينبغي له حين ذاك أن يتعامل مع الأدلة الصحيحة الصريحة المعتبرة في الشريعة ويفتي عن طريقها أو ينقل فتوى العالم الذي جنح إلى أقوى الأدلة
والحق أحق أن يتبع
فمن أراد أن يذكر الحكم المخالف لما ذكرت وجب عليه ما يلي
1 أن يرد على الأدلة التي ذكرتها أنا والأخ أحمد
2 أن يبين إبطال وجه الدلالة علميا تأصيليا
3 أن يذكر أدلة ترقى في دلالتها إلى ما ذكرت من أدلة
4 أن يستعمل طرق الترجيح بين الأدلة وهنا أتنازل له وأجيز له أن يعتمد مذهب الجمهور أو مذهب الأحناف في طرق دفع التعارض
والحق يعلى ولا يعلى عليه
والله الموفق والمعين وهوالهادي إلى سواء السبيل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد