عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-09-2008, 05:27 AM
الصورة الرمزية درة الأقصى
درة الأقصى درة الأقصى غير متصل
مشرفة ملتقى الأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في قلب الغالية فلســـــ ♥ القدس ♥ ـــــطين
الجنس :
المشاركات: 4,334
الدولة : Palestine
10 $$ نلتقي لنرتقي $$ الحلقة رقم 11 .. بعنوان " متى تقر عيناك..؟؟!"

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحلقة الحادية عشرة من مشروع نلتقي لنرتقي بعنوان

أما بعد..
..|| القنـاعة كنزٌ لايُفنى ||..
حكمة رددناها كثيرًا دون عمل ، وسمعناها دون تنفيذ..
فماذا تعني .. !!


أخي الكريم.. اختي الغالية أن المعنى الحقيقي للقناعة هو :
الرضا بالقسم ( أي النصيب و الحظ ) ..ولو كان قليلاً .


وإن من ملأ قلبه قناعة بما هو عليه كأنما حصل على كنزٍ لايفنى ..
فيا أخي/أختي هل أنت ممن قُرت عيناهـ .. ؟!
أم لا..؟ !
إن كنت لا فمتى ياغالي تقر العين ويهنأ البال.. !
تملك قواما لابأس به .. ؟
لا تقول أريد قواما أكثـر ..!
تملك بيتًا صغيرًا جميلًا.. ؟
لا تقول أريد قصرًا..!



ياأخي/أختي إنما الدُنيا دار مرور وعبور لدار البقـاء..
فكل مافيها ذاهب وفاني..
ولن يبقى إلا العملُ ينفـع..
فتلك أمور دنويية ، ولتزرع في الدُنيا من الثمار ماتحدصه في الآخرة ويُسرك رؤيته..
وحينها فقط تقر عينك...!



ولتعلم يارعاك الله إنّا إذا أردنا كل شيء لنا فما يبقى للغير .. !
تلك حكمة الله في عبادهـِ..
يُعطي من يشاء ويأخذ ممن يشاء ..فلنكن راضيين بتلك القسمة..


فكم من غني مهموم وفي الحزن غارق ..!
وكم من فقير سعيد والإبتسامة لاتكاد تفارق محيياه..!
فأيهما أفضل.. ؟!


فعليك يارعاك الله أن تقنع بما قسم لك من هبات من جسم ومال وولد وموهبة..
وهذا ماقاله القرآن [فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ] .



ولتعلم أن غالب علماء السلف كانوا من الفقراء !!
نعم فقراء فلا لهم أعطيات ولا مساكن بهية ولا مراكب ولاحشم ولاخدم...!!
ومع هذا أثروا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية ، لأنهم وجهوا ما آتاهم الله من خير في سبيله الصحيح ..
فبارك الله لهم في أعمارهم وأوقاتهم ..


وفي المقابل يقابل هذا الصنف من أعطي من المال الوفير والعيشة المترفة ، فكانت سببًا للشقاة والتعاسة ..
لأنهم سلكوا الطريق الخاطئ وانحرفوا عن الفطرة السوية والمنهج الحق..


فهذا البرهان بأن النعيم في الدنيا ليس كل شيء !!


فاانظر كم من حمل الشهادات العالمية ولكنه نكره نعم نعمه في عطائه وفهمه وأثره على المجتمع..
بينما آخرون لديهم من العلم المحدود ماكان نهراً دافقاً بالنفع والإصلاح والعمار.
فإذا أردت السعادة فارض بصورتك كما هي التي خلقك الله عليها ..
ولترض بكل ماوهب لك ومنح ..


بل إنَّ بعض المربّين الزهادِ يذهبون إلى أبعدِ من ذلك فيقولون لك :
ارض بأقلَّ ممَّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ .


وهاكِ قائمةً رائعةً مليئةً باللامعين الذين بخسوا حظوظهُمُ الدنيوية :
عطاءُ بنُ رباح عالمُ الدنيا في عهدهِ ، مولى أسودُ أفطسُ أشَلُّ مفلفلُ الشعرِ .
الأحنفُ بنُ قيس ، حليمُ العربِ قاطبةً ، نحيفُ الجِسْمِ ، أحْدَبُ الظهرِ ، أحنى الساقين ، ضعيفُ البنيةِ .
الأعمش محدِّثُ الدنيا ، من الموالي ، ضعيفُ البصرِ ، فقيرُ ذاتِ اليدِ ، ممزقُ الثيابِ ، رثُ الهيئةِ والمنزلِ .



بل الأنبياء الكرامُ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم ، كلٌّ منهم رعى الغنَمَ ، وكان داودُ حَدَّاداً ، وزكريا نجاراً ، وإدريس خياطاً ، وهم صفوةُ الناسِ وخَيْرُ البشرِ .


إذا فأين قيمتك تكون ..؟ بالنفع والموهبة والخلق ..
فلا تيأس على مال أو جمال أو نعيم..
" نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "
__________________
يا أقصى .. والله لن تهون

ترقبوا
.. العرس الفلسطيني الأكبر ..
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]