بالأمس كانوا هنا..
كانوا هنا ..
وكنا وإياهم ..نحادثهم ..نمازحهم ..نشاركهم فرحهم ، ترحهم ، لهوهم ..
كانوا مفعمين بالنشاط والحيوية ...
كان لهم الكثير من الآمال ..
تركوا ورائهم الكثير من الأشياء ..
وفارقوا إلى غير عودة ..
تركوا أماكنهم فارغة ..
وكلماتهم تتدفق إلى الآذان .. تذكر بهم ..
يعتصر الفؤاد ألماً ، ليعزف سيمفونية الحقيقة المنبوذة ..
تمتلئ لها المآقي بدموع أسى عميق ..
وتفيض متساقطة تلهب الخدود بحرارة الحزن الذي حفر خنادقه في الفؤاد ..
كل شيء ينبئ عنهم ..
جلستهم المميزة ..
النكت التي تدغدغ أساريرهم ،وتجعلهم يسترسلون في الضحك..
أكلتهم المفضلة ..
أماكنهم المريحة ..
لباسهم المفضل ولونهم المميز..
تركوا بصماتهم على كل شيء ورحلوا..
ولم يبقى سوى ذكريات مؤلمة ..
الموت...الحقيقة الخاتمة لكل حي..
الكلمة المؤكدة بجميع أنواع التوكيد..
لا يمر يوم دون أن تؤكد نفسها ، وتثبت وجودها الأزلي وقربها الحميم من كل حي..
ومع هذا قليل من نجده يتمثل هذه الحقيقة ويجعلها نصب عينيه ..
لا أحد يفكر أنه قد يفارق اللحظة..
فيحرص على كل عمل يقربه من ربه ..
يعمل لآخرته التي هي دار القرار ،يجهز فيها ما يحب أن يكون عليه ..
قليل من يفكر إن هذه الدنيا ممر قد يطول أو يقصر ..
لنا أن نختار فيه أحد السبيلين ..
لأخذنا إلى الخلود..
بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ..
أو ..
بنار جهنم و بئس المصير ..
كتبته أم سلمى2
الخميس
بتاريخ 14 ــ رجب ــ 1429هـ
الموافق 17ــ 7 ــ 2008م